من هم الزيدية 2.. وتعليقات مأرب برس
ابراهيم  بن محمد الوزير
ابراهيم بن محمد الوزير

أهل السنة من غير التكفيريين هم إخواننا نحبهم ونحترم علماءهم

التعايش مطلوب ومرغوب ، والإلغاء مكروه ومرفوض

الحب في الله والتعاون واجب اسلامي نفعه كبير ، والحسد والكراهيه حرام وضررها خطير

الحمدلله رب العالمين حمدا ً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله النبي الأمي الصادق الأمين وعلى آله الذين بذلوا نفوسهم و أموالهم في حراسة هذا الدين ، والمحافظة عليه من التغيير والتبديل ، وأصحابه الذين عملوا في سبيل بناء صرح الإسلام العظيم واتبعوا نهج رسول الله رب العالمين ، وبعد : -

    فقد كنت كتبت مقالاً تحت عنوان (من هم الزيدية؟) ، اردت أن أبين فيه بعض الفوارق بين معتقدات الزيدية ، ومعتقدات بعض الفرق الأخرى الإسلامية ، حتى لا يختلط الأمر على المدرسين والطلبه وغيرهم من أبناء الفرقة الزيدية ، وذلك عندما بلغني أن بعض المدرسين السلفيين يدرسون في مدرسة الشهيد عبدالله الوزير – وهي المدرسة الواسعة الإبتدائية الثانوية للبنين والبنات التي تكرمت ببناءها دولة الكويت الشقيقة جزاهم الله عن اليمن واليمنيين خيراً – حيث أن بعض المدرسين كما بلغني يدرسون في تلك المدرسه وفي غيرها من المدارس الحكومية معتقدات ومذاهب أخرى ويقولون للأولاد الصغار : هذا هو المذهب الزيدي ، تدليساً وتغريراً.

    وقد بدأت في ذلك المقال بالكلام عن التجسيم والتشبيه ، على أن أتكلم عن الجبر وغيره في مقالات قادمة ، وأوضحت أن الزيدية لا يعترفون بأن لله أيدياً وأرجلاً ، وساقاً ، تنزيهاً لله عز وجل فالله عز وجل أجل وأعظم من أن يحتاج الى يد يعمل بها أو رجل يمشي بها ، أو ساق يُعرف بها عند كشفها ، وما جاء في كتاب الله من كلمة اليد والعين وأمثالها ، فهو عند الزيدية مجاز ، يعبر عن المعنى لا عن الأعضاء الجارحة ، وقد نشرت مقالي ذلك في صحيفة البلاغ ، كما نشر أيضاً عبر الإنترنت في موقع مارب برس ، وهو الموقع الذي ينشر الرأي والرأي الآخر دون تحيز.

    وجاءت الردود عبر الإنترنت من أولاد لنا صاخبة صارخة ، وأريد أن أعلق على بعض ماجاء في ردودهم.

    اولاً : - أن تلك الردود جاءت من أولاد لنا أكثرهم لم يدرسوا ولم يتعلموا ، بدليل أنهم لا يفرقون في كلامهم بين المنصوب والمرفوع والمجرور والمجزوم ، ولا بين الفاعل والمفعول ، مما يدل على أنهم لم يتعلموا ، وإنما سمعوا وتأثروا ثم تعصبوا ، وأنا أنصحهم بكل حب وود ، رغم قسوة كلامهم بأن يدرسوا على أيدي علماء فاهمين عارفين غير متحيزين فترة طويلة ، حتى يعرفوا ما قال أصحاب هذا الرأي وما قال أصحاب الرأي الآخر ، وأدلة كل فريق ، ومن أخذ من العلم بحظ وافر ، فإنه يعرف أن لكل فريق من المسلمين أدلته وبذلك لا ينفعل ولا يشاكس ولا يغضب ولا يتهم.

    وقد أعجبني من تلك الردود رد بعضهم بارك الله فيه ورعاه ، حيث قال حسب كلامه بالحرف الواحد ( يتبين لي من المقال أن الكاتب يقصد بأهل السنه هم الوهابية القادمين من نجد ...... والذين يكفرون غيرهم ولا يقصد الكاتب المذاهب الأربعه الذين لا يكفرون أحداً طوال ألف وأربعمائة عام ..) ، وأريد أن أقول له ولكل القراء نعم أنا لم أقصد غير أولئك السلفيين التكفيريين ، الذين درسوا خارج اليمن أو تأثروا بمن درس خارج اليمن ، ثم عادوا الى البلاد وبدأو في نشر أفكارهم ، واتهموا غيرهم من المسلمين من زيدية وشافعية وصوفية وأشعرية وكل المذاهب الإسلامية بأنهم مبتدعه بل كفرة ، وليس في الدنيا متمسكاً بالاسلام الصحيح وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم سواهم ، أولئك من قصدت بكلامي ، أما إخواننا أهل السنة من شافعية أو أحناف أو غيرهم فمعاذ الله أن نقول عنهم أو نذكرهم الا بخير وهم إخواننا وأحبابنا ، نحبهم جميعاً ، ونحترم علماءهم ، ونتقرب الى الله سبحانه وتعالى بحب الصالحين منهم ، ونسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولهم ، وأن يرحمنا وإياهم ، وأن يجمعنا في جنات النعيم على سرر متقابلين.

     وقد ذكرت بالاسم بعض احبابنا أولئك ومن نقدرهم من إخواننا أهل السنة في اليمن في مقالي ذلك ، ولكن الردود من أولئك التكفيريين جاءت تندد بي وتنزل علي وعلى إخواني أهل السنة الذين ذكرتهم ، وقد قال أحد المعلقين الذين ردوا علي وهو الذي سمى نفسه مغترب رقم 35 قال بالحرف الواحد :

(ان الذين تغنيت بأسمائهم من السنة هم من أرباب الفكر الصوفي المنحرف ولا يمثلون السنة وليس عجيب أن تتقرب على الله بحبهم ما داموا على فكر التزمير والموالد)

    وهذا يدلك أن هؤلاء لا يرضون عن أحد إلا عن أنفسهم أما بقية المسلمين فهم حسب زعمهم أهل بدعه وضلال !!! ، وهل يعقل أن يكون السيد العلامة الحجة المجتهد التقي النقي عبدالله الحداد رضي الله عنه لا يمثل السنة وليس من أهلها ؟!!!! ، ومن يمثل السنة إذن ؟!!! ، هل هم هؤلاء الذين يكفرون المسلمين ويتهمون الجميع بأنهم أهل بدعة وضلال ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا لله وانا اليه راجعون.

    والبعض الآخر من المعلقين ، يطالبني بالصمت والسكوت ، ويقول : الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، وأقول لهؤلاء : صدقتم الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وأؤلئك التكفيريون هم الذين أيقظوها ، فقد كنا في اليمن زيدية وشافعية نتعايش ، وليس بيننا وبين إخواننا الشافعيه أي خلاف أونزاع مذهبي ، يأتمون بنا في الصلاة ونأتم بهم ، حتى جئتم أيها التكفيريون ، فأيقظتم فتنة عمياء ، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

    واسمع أيها القارئ المسلم رد أحدهم على مقالي وهو يقول عن الإمام الهادي رضي الله عنه أنه ضال مضل ، واليك نص بعض كلامه أنقله للقارئ بالحرف الواحد :-

(المذهب الزيدي الذي كتبه الإمام زيد بن علي رحمه الله تعالى كتبه على مذهب السلف ولم يخالف في معتقده أهل السنة والجماعة وعلى هذا سارت الزيدية حتى أتى من يسمونه بالإمام الهادي وهو ليس إلا ضال مضل)

    وها أنت ترى أنه يقول عن الإمام الهادي أنه ضال مضل ، ويقول إن الإمام زيد رضي الله عنه كتب المذهب الزيدي مما يدل على جهله وعدم معرفته بشئ.

    ولا يجوز لي بعد هذا الكلام ، ولا لإي زيدي ، ولا لإي مسلم أن يسكت بعد سب ولعن وتضليل علماء المسلمين وأئمتهم ، ويصبح السكوت بعد هذا جريمة كبرى.

    وهذا الشخص وأمثاله إنما هو صدى لوسائل الإعلام الحكومية ، والأهليه المأجورة ، التي فتحت الباب لسب و شتم وتسفيه علماء الزيدية ، وأئمة اليمن الأتقياء المجتهدين الموحدين الذين أثروا الفكر الإسلامي في اليمن وجعلوه فريداً رائعاً وسطاً بين المذاهب الإسلامية ، والذي هو مفخرة لليمن واليمنيين لو كانوا يعقلون.

    ولو قد خسر أبناء المناطق الشمالية اليمنية من حاشد وبكيل ومذحج هذا المذهب العظيم ، لخسروا شيئاً كبيراً من عدة وجوه :

    أولاً : إن المناطق الشمالية الشرقية من اليمن وهي المناطق الزيدية ، ليس لهم تراث وذكر في التاريخ الاسلامي كله ، سوى تاريخهم مع الأئمة ، وتراثهم ومؤلفاتهم ومؤلفات أجدادهم كثيرة ورائعة وفريدة ، وفيها فكر نير ونقاش وآراء عظيمة ، واليوم يعبث بها السلفيون التكفيريون ، ويطمسون ويقضون على تاريخ المنطقة وتراثها ، أمام أعين الزيدية المشغولين بالدنيا وجمع حطامها ، ونسوا تاريخهم وتراث آباءهم.

    ثانياً : في وجود التنوع في المذاهب والاجتهادات الاسلامية في اطار الثوابت المعروفه من الدين بالضرورة إثراء للعلوم الاسلامية والفكر الاسلامي ، والاجتهادات في اليمن ، وتنوع مستحب ومفيد ، ولا يوجد في الأقطار العربية قطر متنوع الثقافات الاسلامية ، مثل اليمن ، فبقية الأقطار العربية والإسلامية إما شيعية خالصة أو سنية خالصة ، بينما اليمن يوجد فيها الشيعة الزيدية والسنة الشافعية وكلهم متآخون متحابون متعاونون ، وكل بلد عربي أو إسلامي يحرص على معتقداته ومذهبه الإسلامي إلا أبناء اليمن الذين يهدمون بيوتهم بأيديهم ، ولا حول ولا قوة الا بالله.

    ومما يوجع الفؤاد أن عملية التخريب هذه تأتي على أيدي أناس هم من الزيدية وأبناء الزيدية ، وكان آباؤهم من خلص الزيدية ، ومن أكثر الناس حباً لآل رسول الله المطهرين ، وتمسكاً بمذهبهم الزيدي العظيم ، فأصبحوا يقضون على تراثهم ويجنون على وطنهم ويهدمون بيوتهم بأيديهم وأيدي السلفيين التكفيريين ، وسيقفون بين يدي ربهم جل وعز ليسألهم عما كانوا يعملون ، وكيف اجترأو على الهدم والتخريب لما هو قائم ، إما عن جهل وعدم معرفه ، وإما عن حسد وحقد وكراهيه وكلاهما لا يرضي الله سبحانه وتعالى ، وسيكون عملهم هذا خزياً لهم في الدنيا ومسئولية عظمى بين يدي الله.

    ونحن علم الله مستعدون للصمت وعدم الكلام ، وأن نهتم بمصالح بلادنا ورقيها ، وتوفير احتياجات المواطنين ، لاسيما المستضعفين منهم ، لإنها من أهم ما يجب التحدث عنها والمطالبة بها ، لولا أنهم آذونا قصداً ليشغلونا عن مطالبتهم بحقوق الوطن والمواطنين ، فإذا كان أولئك الذين يطلبون منا الصمت يحبون الوطن وإخوانهم من أبناء اليمن ، فلنصمت جميعاً ، وليتركوا محاولة الإلغاء ، والقضاء على معتقدات مذهب عظيم من مذاهب اليمن ، ولنوحد صفوفنا لخدمة بلادنا ، وإرضاء ربنا ، أما أن نسكت وهم يتكلمون ، ونهدأ وهم يعملون ، ونقف وهم يشتغلون ، فذلك إن شاء الله مالا يكون ، ذلك إن شاء الله مالا يكون ، اللهم اياك نعبد واياك نستعين.

    وأريد أن أقول للذين يَعِدُون الآخرين ويوهمونهم بأنهم بعملهم هذا إنما يوقفون المد الشيعي في اليمن بينما هم أذكوا وأشعلوا التشيع في نفوس اليمنيين ، بهذه الهجمة الشرسة ، وأعادوا حب آل رسول الله وأحيوه في النفوس

          وقد ازداد الناس في المناطق الشمالية تشيعاً وحباً لآل محمد أكثر مما كانوا عليه بكثير ، وذلك بسبب الحرب النفسية والمعاملة السيئة والقتل والقتال المستمر ضد بني هاشم وضد الزيدية ، مما أدى الى ردود فعل نفسية وعملية ، فأصبحوا يتشبثون بحب آل رسول الله أكثر مما كانوا عليه ، ولم تنفع ولن تنفع أبواق الدعاية ضدهم ، وضد بني هاشم ، بل لفتت الآخرين الى ما يعانيه الهاشميون في اليمن ، وإلى أهمية الفرقة الزيدية ، وجعلت الناس يتساءلون لماذا محاولة إلغاء هذا المذهب العظيم من اليمن؟ ومن المستفيد من ذلك؟ ، ولا شك أن السياسة تلعب دوراً كبيراً في محاولة الإلغاء ، فلمصلحة من محاولة الإلغاء ومن هو المستفيد؟.

     ولقد كنا ندعو الى المساواه وترك محاولة الإلغاء لينتهي كل تميز ، ولنصبح جميعاً مواطنين إخواناً متعاونين ، ولكن المتنفذين في السلطة لم يسمعوا ولم يستجيبوا ، وتركوا أبواق الدعاية تسب آباءنا وأجدادنا ، وآباء الزيدية وأجدادهم ، فكانت النتيجة عكسية ، ولعلها إرادة الله ، وكما قال الشاعر :

وإذا أراد الله نشر فضيلة              طويت أتاح لها لسان حسودِ

 ولا حول ولا قوة الا بالله.

    ولايفوتني أن أشير الى ما جاء في كلام بعض أولئك المعلقين على مقالي وهو من يقول أنني عندما تكلمت عن العلامة اليمني الشهير محمد بن علي الشوكاني ، فإنما كان في نفسي عليه شيئ ، مع أنني لم أقل عنه في ذلك المقال إلا خيراً ، وإنما قلت كيف أنطلت على العلامة محمد بن علي الشوكاني ، مسألة أن لله عز وجل ساق ، وكيف لم ينظر الى عظمة الله عز وجل ، الذي هو أعظم وأجل من أن يكشف عن ساقه ليعرف ، أو ليسجد له عباده وتتيبس ظهور المشركين والكفار ، الذين لم يكونوا يسجدون له في الدنيا ، كما جاء في بعض الأحاديث وهي أحاديث موضوعه لا شك ولا ريب في ذلك ، لأنها تخالف قول الله عز وجل (ليس كمثله شئ).

    ولئن كان يمكن أن تُحْتَمَل آراء الذين يقولون بأن لله يداً وعيناً لإنها قد جاءت هذه الكلمات في كتاب الله وهم يؤمنون بها حرفياً تصديقاً لما جاء في كتاب الله ، بينما الزيدية يقولون أنها مجاز تنزيهاً لله عز وجل ، والكل على خير ، فلإن كان يمكن احتمال هذا الكلام و التصديق به لحمل الجميع على السلامة ، فإن التصديق بمسألة الساق لايمكن أن تكون محتملة أو يصدقها مسلم واعي يعرف عظمة الله وجلاله وأنه ليس كمثله شئ ، ولم يأت في كتاب الله أن الله يكشف عن ساقه ، وإنما جاءت الآيه (يوم يكشف عن ساق) هكذا لفظة ساق نكرة ليست مضافة الى شئ ، لا إلى الله ولا إلى غيره ، والمراد بها التعبير عن هول يوم القيامة كما كانت العرب تقول : (كشفت الحرب عن ساق) ، إذا استحرّ القتال وحمي الوطيس ، لأن المحارب اذا اشتد القتال شمر وكشف عن ساقه استعداداً للقتال الشديد ، الذي لا بد له أن يخوضه ، فاستعارت العرب الكشف عن الساق ونقلته من المحارب الى الحرب ، وقالت : (كشفت الحرب عن ساق) ، وقد جاءت الآية الكريمة تعبيراً عن هول يوم القيامة وشدته ، وليس للآيه معنىً غير هذا.

    وما كنا نريد أن نتكلم عن مثل هذه المواضيع في صحف عامه لولا العمل الجاري على قدم وساق لمحو معتقدات الزيدية وإلغاء مذهبهم ، ولا حول ولا قوة الا بالله.

   وعندي وعند الزيدية أن من قال أن لله ساقاً فقد أخطأ خطأً فاحشاً ، مهما كان له من علم ومعرفة ، (وكل بني آدم خطّاءون وخير الخطّائين التوابون) ، كما يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

    فلم نقل عن العلامة محمد بن علي الشوكاني الا خيراً.

    وكذلك العلامة محمد بن ابراهيم الوزير فإنه لا ينكر علمه وفضله وتقواه.

وكذلك السيد العلامة محمد بن اسماعيل الأمير فهو من أفضل وأتقى علماء اليمن ، ويكفيه فخراً وفضلاً وأجراً ، قصيدته (التحفة العلوية) ، التي أثنى فيها وعدد فضائل كثيرة من فضائل الإمام علي عليه وعلى رسول الله الصلاة والسلام ، والتي مطلعها :

    (تحفة تهدى لمن يهوى عليا)            

رضي الله عنه وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه في جنات النعيم.

ويحتج البعض بقولهم كيف تسمي الفرقة الزيدية نفسها بأنهم زيدية وهم يتبعون الإمام الهادي ، وهذه هي المتكأ الذي يتكأون عليه ليقولوا أن الفرقة الزيدية في اليمن ليسوا زيدية ، وإنما هم هادوية ، ولتوضيح هذا نقول : إن الفرقة الزيدية في اليمن تتبع الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في أصول الدين والعقائد ، ويتبعون الإمام الهادي رضي الله عنه في الفروع ، فمسائل التوحيد و العقيدة هم على طريقة ومنهج الإمام زيد ، وهي الأصل في الإسلام والأساس الذي تبنى عليه بقية تعاليم الدين الحنيف ولهذا سموا زيدية ، بينما هم يتبعون الإمام الهادي في مسائل الفروع ، وبهذا يرتفع الإشكال ، وتتبين الحقيقة.

   كما علق البعض على مقالي آنف الذكر وعلى قولي (هل يعقل أن الله جل وعز يكشف عن ساقه وإذا كان قد كشف عن ساقه فإنه ولا شك كان يغطيها بشئ فماهو هذا الشئ أم أنه كان يلبس ثوباً وماهو هذا الثوب ، هل كان ثوباً حجازياً ، أم قطرياً أم من أثواب الخليج ؟ ، أم برداً يمانياً ؟ ، (أم فوطة عدنية ؟) الخ ، وقال هذه جرأه على الله سبحانه وطالبني أن استغفر الله عسى الله أن يغفر لي ، فأقول : إنما كان استفهامي الوارد في كلامي استفهاماً استنكارياً لإنكار ذلك وليس لإثباته ، وهو معروف في اللغه العربية ، والذي يجترأ على الله إنما هو الذي يقول بكشف الساق وليس الذي ينفيه ، ومع ذلك فإنني أستغفر الله العظيم وأتوب اليه اذا كان في كلامي هذا وتعبيري ، أو في أي كلام أو نية أو اعتقاد أو عمل صدر مني طيلة حياتي ، وفيه مالا يرضي الله ، فإنني أستغفر الله العظيم ، وأتوب اليه منه ومن كل ذنب أذنبته ، ومَن مِن المخلوقين لا يذنب غير المعصومين من أنبياء الله ورسله وصالحي عباده ، وقد علّمنا الله جل وعلا أن نقول ، وأقول كما علّمنا ربنا (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) ، (ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).

    ولنستغفر الله جميعاً ولنعد الى الله ولنترك الحسد والكراهية ومحاولة الإلغاء ، وإدعاء البعض أنهم على الحق وغيرهم من المسلمين على باطل ، ولنكن إخواناً في الله أعواناً على مايرضي الله ، ولنتعاون لمصلحة أبناء هذا البلد الذي سيسألنا الله جميعاً عن كل ما يقع فيه من ظلم وحيف وجور وافساد ، فالمسئولية مسئولية الجميع والتعايش واجب ، والإلغاء مرفوض ، والحب في الله عمل عظيم يرضي الله ، والحسد والكراهية ذنوب تغضب الله وتضر جميع أبناء الوطن ، ومن استجاب نفع نفسه في الدنيا والآخره ، ومن لم يستجب فعلى نفسه جنى ، والله ولي الهداية والتوفيق.

    حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وعلى الله توكلت.


في السبت 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 12:14:18 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=4400