تيار الحراك المرتبط بإيران "1"
علي بن ياسين البيضاني
علي بن ياسين البيضاني
نظرًا للصراع الإقليمي والدولي فى المنطقة، وبروز ايران كقوة اقليمية لا يستهان بها ومزعجة لدول الخليج، وسعيها لضرب المصالح العربية فى المنطقة بالتنسيق مع امريكا، وجدت ضالتها في اليمن لتحقيق مآربها، نظرًا لما تمتلكه من موقع استراتيجي عالمي، تتحكم بالبحر العربي وباب المندب والبحر الأحمر، حيث ترى إيران أن السيطرة عليها يخدم أجنداتها المناوئة للسعودية وبقية دول الخليج، فاستغلت حاجة الحراك الجنوبي لدولة داعمة، فأوعزت لحليفتها عُمان لإبرام الصفقة مع علي البيض، يتم على أساسها إخراج البيض من عُمان بحجة رغبته ممارسة العمل السياسي كي لا تضع نفسها في حرج مع الدولة اليمنية.
بعد التنسيق مع إيران لدعمه، أعلن البيض في مايو 2009م بيان يطالب فيه بتحرير الجنوب, وفك الإرتباط مع الشمال، ثم بعد ذلك التلويح بالنشاط المسلح، وقد ظل ينكر في أكثر من تصريح صحفي حقيقة ارتباطه بإيران، الى أن أقر بذلك، وصرّح "إن أي دولة تريد دعم قضيتنا لن نمنعها، وإن كانت ايران".
وكي يتم نقل القضية الجنوبية من اطارها السلمي الى اطارها المسلح، تم الترتيب لانتقال البيض الى لبنان ليكون في محضن شيعي (حزب اللات)، يقوم بالإشراف المباشر على هذا التيار الحراكي ليكون مثل تيار الحوثيين في الشمال، وتدريبه عسكريًا، وتأهيل عناصره إعلاميًا، فقامت بنقل قناة "عدن لايف" الى لبنان لتكون تحت إشراف متخصصين إعلاميين شيعة، ليكون النشاط الحراكي برمته محميًا من حزب الله اللبناني، بعيدًا عن أي نفوذ مغاير يُضيّق عليهم الخناق، بالإضافة الى الرعاية الكاملة للبيض وأتباعه باعتباره أحد السادة العلويين.
فى البدء ضخت إيران للبيض ملايين الدولارات لدعم نشاط المجلس الأعلى للحراك، من أجل تأجيج الوضع فى الجنوب، وقد لوحظ بعد هذه الفترة أن نشاط المجلس الأعلى للحراك المدعوم من البيض يتحرّك بصورة مهولة على حساب بقية الفصائل الحراكية الأخرى، وعلى وجه الخصوص التيار الفيدرالي الذي يقوده علي ناصر والعطاس الذين لم يكن لهما وحتى الآن أي مساحة واسعة في أوساط الشارع والشباب، ثم قام تيار البيض بنشر ثقافة الكراهية بين الناس والتمييز العنصري والمناطقي، وبدأت الدعوات البغيضة لرفض كل ما هو شمالي والدعوة لطرد الناس من أعمالهم وبيوتهم وحتى من أعمالهم البسيطة، وكذا الدعوات لكل أبناء الجنوب المنحدرة أصولهم من المناطق الشمالية بطردهم وسلب مساكنهم، في سابقة لم تشهدها عدن على مدار التاريخ، والتي كانت تستوعب كل الطوائف والأديان والمناطق دون تمييز.
قام التيار التابع للبيض بعملية احتواء واسعة للشباب في المحافظات الجنوبية، وخصوصًا عدن والضالع وحضرموت، بصورة كبيرة، وتم استدعاء شخصية شبابية لها قبول في أوساط الشباب بعدن، يدعى/ عبد الفتاح الربيعي "جماجم" ليكون ناشرًا للفكر الحراكي المرتبط بإيران، حيث رتبت له زيارة في الضالع تبناها صلاح الشنفرى وغيره، وقد تحركت الآلة الإعلامية الحراكية ونشرت في الصحف خبرًا بتاريخ 27/9/2010م تعلن فيه تأسيس الحركة الشبابية للحراك، وتشكيل لجنة تحضيرية، وتكليف جماجم بتشكيل فرع لها بعدن، بغرض التفويت على تيار علي ناصر والعطاس الإستئثار بعدن وشبابها، وهذا أول تشكيل شبابي، تم تبنيه فيما بعد ليكون تشكيلاً مسلحًا.
 تحرك جماجم بين الأوساط الشبابية بعد دعمه ماليًا والترويج له بأنه "جيفارا الجنوب" والمناضل البطل، وتزويده بالأسلحة، وتوج نشاط هذا التيار الشبابي بمحاولة تعطيل كأس خليجي 20، وتنفيذ بعض الأعمال الفوضوية والمسلحة في عدن ولحج وأبين، وقد ضبطت الأجهزة الأمنية آنذاك بعض العبوات الناسفة التي أرادوا تفجيرها في مناطق متفرقة بعدن، ونجح هذا التيار في تفجير عبوة واحدة فقط في ملعب نادي الوحدة بالشيخ عثمان، ما أدى الى حصول ضحايا، وكذلك قيامهم بأعمال مخلة بالأمن وترديد شعارات وأعلام انفصالية لتوجيه رسالة الى دول الخليج برفض الوحدة.
ومن أجل تمتين وتقوية النشاط الإيراني تمت عملية الربط بين نشاط الحراك التابع للبيض والنشاط الحوثي، نشرت الصحف عقد اجتماع في قاعة التاج بالتواهي بتاريخ 27/6/2011م لرابطة الشباب الديمقراطي (رشد)، وكان من ضمن الحاضرين نجيب المنصوري- ممثل الحوثي، وقد نقل في كلمته للحاضرين تحية عبدالملك الحوثي، وأكد استعداد جماعته إقامة شراكة مع هذه الرابطة، وموافقتهم على الفيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي، وتوجيه دعوة للرابطة لزيارة صعدة بهدف إقامة شراكة والاتفاق على ما وصفها بـ "وثيقة أخوة"، ثم قام بعد ذلك فادي باعوم- رئيس اتحاد شباب الجنوب آنذاك، وحسن بنان- حراكي مؤتمري في شبوة، بزيارة صعدة بتاريخ 3/7/2011م واللقاء بعبد الملك الحوثي.
كذلك تم الترتيب لإظهار بعض الرموز الشيعية في الجنوب (حسين زيد بن يحيى) من أبناء أبين، وهو رئيس حزب الحق في أبين، وأوكل اليه تسويق النشاط الشيعي الحراكي، وأعطيت له المكانة البارزة في صفوف الحراكيين فى المحافظات الجنوبية بناء على توجيهات الحوثيين.
وإمعانًا بالدفع لإقناع الحراك بالإرتباط الفكري بإيران ضخت إيرانًا أموالاً لإقامة فعالية يوم القدس العالمي، وتم الإيعاز للحراك الجنوبي التابع للبيض بإحياء هذه الفعالية، تأكيدًا لارتباطهم بإيران وذلك في آخر جمعة من رمضان 1432هـ الموافق 26/8/2011م.
وفى الجزء الثاني نواصل بعض التفاصيل في حقيقة علاقة تيار الحراك المرتبط بالبيض مع إيران.

في الثلاثاء 26 إبريل-نيسان 2016 03:53:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=42272