اليمن الى اين
هادي أحمد هيج
هادي أحمد هيج
يختلف اليمنيين في تحديد الوجة للبلد ، بين متشائم ومتفائل ، وكل لديه جزء من الحقيقة ، بسبب الأحداث الحاصلة في يمننا الحبيب ، وسندلي بدلونا بين هذه الدلاء ؛ لقد تعاقب على حكم اليمن نظامين ؛ ملكي استمر فترة من الزمن ، 
لم يستطع في هذه الفترة الالتحام بالشعب ، وصنف الناس الى مشارب جعل كل مشرب يتربص بالآخر ، وبعد ان وصل الحد بهم اعلى مستواه بعد ثورات وانقلابات عديدة لم يتعض خلالها بما يحصل ، واستمر بنفس الاسلوب ، الى ان توجت هذه الثورات والانقلابات بثورة 26 سبتمبر وقد تولا في ظلها رئيسا من خارج نطاق مايسمى بإقليم سبأ ، وكانت هي النقطة المضيئة في مسيرة الحياة السياسية ، ليس تأييدا للشخص من حيث هو سواءا في العدل او في تثبيت مدامك الدولة المنشودة او من الناحية الدينية القانونية ووضع اسس الانطلاق الاسلامي الذي ينشده الشعب بحكم تدينه الفطري ، ولكن من منطلق انتقال الحكم من إقليم سبأ الى اليمن الواسع ومن العسكري الى المدني ، 
وليتفرغ الجيش لمهمته الاصلية في حماية البلد من العدوان الخارجي ، ولكن الفرحة لم تكتمل في كلا الجانبين فقد عاد الحكم عسكريا وفي الإقليم زاته ( [ذاته] كما يقول اخواننا السودانيين ) ، والحمدلله دخلنا من الباب وخرجنا من النافذة ، وتعاقب على الحكم مجموعة من الرؤساء الى ان وصل الحال بنا الى اعادة الحكم الوراثي مرة اخرى ، وعندما بلغ السيل الزبى ثار الشعب بعفوية تلقائية ، ووجد هوى لدى النخب السياسية التي كبتت للفترة السابقة ، وعلى رأسهم الإصلاح كحامل قوي لهذه الثورة ،
 واستبشر الشعب خيرا بها كمنقذ من الاوضاع التي وصلت إليه البلد ، لكونها نموذجا سلميا شهد لها العالم كله ومع ذلك لم يرق لاصحاب المصالح والأهواء في الداخل والخرج
 واعلنوا النفير العام وقالوا ياغارة الله استولى الاسلاميون على اليمن ، واجلبوا على اليمن بخيلهم ورجلهم واخرجوا لنا ياجوج ومأجوج من الكهوف 
وفجأة يستقبلهم الجيش الذي كان يحاربهم ، ويادار مادخلك شر ، كما يقول افلام الكرتون عدنا ، اي العهد ماقبل الثورة السبتمبريه ، ولا يفهم من كلامي تقليل في النسب لا والله ففيهم كفاءات وفيهم قدرات لايستهان بها ، ولكن أريد ان يدخلوا من الباب الواسع الفسيح باب الشعب لا باب الحق ، لان باب الحق سنختلف عليه ، هل الحق للحسنيين او للحسينين ومن هو هل من هذا او من ذاك ، وكل منا سيدعي الاحقية وانه الاكفأ وانه الاحق وسنتقاتل ،
وكل يدعي وصلا بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
 كما كان يقول الامام احمد حميد الدين رحمه الله عندما يدخل عنده الحسينيين [ إحنا ماسكينها لكم ياخضعان ] كونه حسنيا فعندما جاء الحسينيين يمسكونها حاربهم 
نلطف المقال بنكته : في السبعينات كان لدينا في المنطقة قائد اسمه محمد الحجي رحمه الله من كحلان عفار ، عندما يغيب مدير المديريه يقوم مقامه ، فعندما يكون لدينا موضوع في المديرية يقول لنا ( انتو غاغه يابيت سيدي ) رحمه الله يبدوا احنا كذلك يابيت سيدي .
حتى لايسرقنا الوقت : كان الحكم في اليمن مصاب بسرطان ، ولم يعالج في بدايته فاصبح يحتاج إلى جرعات كيميائية ، وهذا مانتجرعه الآن وبدأ يتساقط شعرنا وتتغير بعض ملامحنا ، والشفاء قادم لا محاله لتاسيس الدولة المدنية الحديثة المنشودة ، بعز عزيز وذل ذليل ، واصلنا العمل ام توقفنا شئنا ام ابينا ، تآمروا علينا ام تركوا ، لان الشعب خرج من القمقم ولن يعود اليه مرة آخرى ، والشعب كسيل العرم عندما يتدفق يجرف كل السدود امامه ، 
وهو الآن بدأ جريانه فلا يستطيع حجزه احد ، وسيأتي بمن اراد وسينصبه ، فلن يوقفه او يرده احد ، وقدر الله سيوفقه ويسدده ، ولن تجتمع الامة على ظلال ..
اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلابد ان يستجيب القدر


في السبت 08 أغسطس-آب 2015 03:40:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=41665