ثلاثة اسابيع في الرياض..الناس هنا يحبون الملك
عبد الحكيم هلال*

مأرب برس - خاص

- بلد هادئة تكاد تبعث فيك الملل بهدوئها الذي لم تعتاد عليه. سيما إن كنت قادما من بلد لا هدوء فيه إلا من بعد الثانية عشرة مساء حتى السادسة فجراً فقط.

الهدوء الذي تعيشه الرياض لم يكن مرده هدوء الحياة الميتة. على العكس من ذلك تكتظ طرقات العاصمة السعودية من الساعة الثامنة صباحا حتى التاسعة، ثم تخف لتعاود الأزدحام مرة أخرى من بعد الساعة الواحدة ظهراً حتى الثالثة عصراً.

ما شدني اليه هو الهدوء النابع من وجود قانون قوي يلتزم به الجميع، الأمر الذي أزال الفوضى التي تمتاز بها الكثير من دولنا العربية.

 يستغرب زملائي – من دفعة الصحفيين الذين حضرنا الرياض بدعوة كريمة من وزارة الثقافة والإعلام السعودي – من غياب ضوضاء السيارات ذلك بالرغم من أن الجميع هنا يقودونها بحيث لا تكاد تجد من يمر على قدميه إلا أثناء التسوق في المولات والمعارض والشركات.. الخ.

- الناس هنا يتفنون في "التبضع" حتى أنك تعتقد أن الجميع هنا متواجدون في المولات الكبيرة سيما بعد الثامنة مساء. السيارات في مواقفها المحددة، الناس لا يتزاحمون على الدخول والخروج، وفي داخل المولات أو المكتبات الضخمة أو الأسواق الكبيرة، تجد الجميع يسير بإنتظام دون فوضى. ولعلك تلحظ أن المسئولين عن الأمن لا يجدون ما يقومون به.

إنها مدينة تحيلك الى التساؤل : من أين ينبع كل هذا الهدوء بالرغم من كبرها وكثرة ساكنيها؟

- ليس هناك ما يشبع تساؤلك إلا ما عشته خلال اسابيع ثلاثة : إنه النظام والأمن.

- هنا يحب الناس الملك، ويسمونه "ملك الخير". ومنذ توليه الملك سعى الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يقدم الخير لمواطنيه. خمس مناطق صناعية، نفذت في عهده لتزيد من بناء أقتصاد قوي. صحيح أن خير النفط ساعده على بناء هذا الأقتصاد الكبير. لكن الصحيح أيضاً أن هناك عقول سليمة وأيد بيضاء تعمل على تدوير هذا الخير ليعود على الجميع بالنفع. وحينما نقول على الجميع علينا أن نشير ان الكثير من ابناء الوطنيين العربي والإسلامي يعيلون اسرهم من هنا من المملكة العربية السعودية. والذين يقترب عددهم من عدد أبناء البلد نفسه.

- نعم هناك بعض الإشكاليات التي ترافق العمالة في السعودية خصوصاً ما يتعلق بالآليات ونظام التعامل، لكن الأمر يتعلق بأمن البلد واستقراره كما يتعلق بنتائج التجارب السابقة وضرورة أن تكون السيطرة على العمالة منوطة بالدولة. ومع كل ما يقال عنه من تشديدات إجرائية، إلا أن العمالة تزداد سنوياً بشكل كبير.

الأمر الذي يستحق التعريج عليه هنا: أن الكل يلتزم بما عليه من واجبات. ويضطرك بعض من تعرفهم الى الإنتظار حتى انتهاء دوام عمله ليلتقيك بعده. ويكفي هذا لتدرك أن من كنت تعرف عنه تفلته عن العمل، انه اصبح جزء من حياته، من تلك الأجزاء التي لا يمكن أن يتخلى عنها.

لدي صديق يمني يعمل هنا ويعيش مع زوجته وطفله ذو العامين. وحين سالته عن أمكانية التفكير بالعودة الى الوطن. التفت نحوي وقال : مالذي يجبرني للعودة إذا كنت أعيش هنا افضل مما لو كنت في بلدي.

------------------------------

- كاتب وصحفي يمني


في الأربعاء 05 مارس - آذار 2008 01:42:13 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=3445