تقسيم المقسم!!
غادة ابو لحوم
غادة ابو لحوم

المؤتمر الشعبي العام يستخدم الحزب كوسيلة ضغط على هادي ضد باقي المكونات. متناسين ان الحزب لا يخدم هادي كونه منقسم و يدين بالولاء لصالح. و حقيقة الأمر ان الحزب يعمل ضد هادي متجاهل انه الرئيس الفعلي لليمن، و حتى في حال حدوث انتخبات فلن يكون هو أساسا مرشح المؤتمر.

تخويف هادي من تقسيم الحزب لن يكون مجدي لأنه يعرف ان الإنقسام هذا حادث فعلا و خروج صالح منه لن يؤثر على الحزب بشكل عام ولكنه سيزيح الجناح التابع لصالح حالياً، و هذا في مصلحة هادي. الأمر الآخر خروج صالح سيجعل الكثير يعيد حساباته و تغيير ولاءاته للقائد الجديد.

هادي اتى للحكم عبر تأييد شعبي لا فضل فيه للمؤتمر وحده و بقائه ليس مرهون بهم.  بقاء الحال كما هو عليه يعيق من حركة هادي و استقلاليته بالحكم، و يشكل عبئ يفوق مخاوف التقسيم. لم يكن المؤتمر عون له طيلة المدة السابقة في مواجهات باقي القوى التي يحاول الآن أعضاء المؤتمر تخويفه بهم. على العكس كان سبب في حاجته لهم لمواجهة ضغوطات حزبة و محاربتهم الغير معلنة له.

كان للثورة الشبابية الشعبية السلمية دور في تغيير خارطة الأحزاب وان لم يظهر هذا بشكل كبير حتى الآن، بسبب بعض الحسابات و المخاوف التى تتطلب الحفاظ على الكيان لمواجهة الآخرين. خروج صالح من اللعبة السياسية سيفسح المجال أمام الآخرين للعمل السياسي الحقيقي بعيد عن التسيس المتعلق بافراد. منذ قيام الثورة و دور المؤتمر محصور في مناكفات سياسية تعيق حركة التغيير. و كان له الدور الأبرز في إفشال محاولات الخروج من الأزمات بل وكان راعي في كثير من الأوقات لافتعالها.

هادي لن يقبل بأن يكون رئيس حكم عليه بفشل إدارة البلد بسبب رغبات خارج السرب تحلم بالعودة. الفترة المنصرمة كانت كفيلة بكشف عدم إمكانية التعايش بين رئاسة حالية أمامها الكثير من التحديات، و بين سابقة تساهم في تفاقم تلك التحديات. و لن يسمح بأن يكون الحزب ذريعة تستخدم ضده بغطاء يقصدون به صمام الأمان و هو عكس ذلك.

الحصانة التي اعطيت تم استغلالها بشكل خاطئ و بدلا من ان تكون فرصة لبداية جديدة كانت فرص جديدة لإعادة ما فات. لهذا أصبح من الضروري التعامل بشكل مختلف يضمن هذه المرة سير الأمور بتجاة المستقبل و قطع الطريق نهائياً أمام أوهام الناقمين.


في الإثنين 16 يونيو-حزيران 2014 04:44:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=30024