العلاج الذي يزيد من المرض
مساعد الموساي
مساعد الموساي

مأرب برس - خاص

تابعت باهتمام على قناة الجزيرة مباشر الندوة التي أقامها موقع مأرب برس الإخباري حول الإرهاب مشاكل وحلول حيث أثرى جميع المشاركين الندوة بأرائهم الطيبة التي أضفت على الندوة طابع من الإمتياز والنجاح.

وحيث أن الجميع قد خاض في هذا المصطلح الذي لا حدود له من حيث ان العالم لم يتفق على تعريف موحد لهذا الكابوس الذي صار وسيلة ضارة تتغني بها كل جهة على ليلاها، وتحقق تحت شعاره مصالحها.

الإرهاب الذي شهدته بعض البلدان الإسلامية أو الذي تقوم بعض بعض الفرق الإسلامية هو في الاصل ردة فعل للأحداث التي شهدتها المنطقة الإسلامية منذ زمن لا يتعدى عقدين من الزمان .

الشي الأهم في الموضوع أن العلاج الناجع لهذا الداء ضلت عنه جميع دول العالم حتى الدول المتقدمة ،

فأصبح العلاج المستخدم صادر من نفس سبب المرض أي أن العلاج الذي استخدم هوردة فعل خاطئة والدليل واضح تؤكده غونتاموا والسجون العربية المكتظة .

دولة الجمهورية اليمنية لم تكن بمعزل عن النهج العالمي لعلاج الإرهاب فأستخدمت القوة قبل استخدام وسائل العلاج الأخرى كالحوار والمناقشة ...الخ

وهذه الوسائل تعتبر مفيدة على الأقل إن لم تحسم الداء فإنها تخفف من أعراضه ووقعه على جسد البلد ، فمن خلال استقراء التاريخ نجدالإمام على ابن أبي طالب كرم الله وجهه استخدم الحوار مع الخوارج وذلك بإرسال ابن عباس رضي الله عنه الذي استطاع بالحوار المدعم بالحجج إقناع ثمانية الآف من مجموع اثني عشر ألف خارج.

ومع هذا لم يقاتلهم الإمام على في معركة النهروان إلا بعد أن اصبحوا قطاع طرق وقتلة بعد قتلهم الصحابي الجليل عبد اله بن خباب رضي عنه والي الإمام على على العراق وبقر بطن زوجه الحامل وقتل نسوة من قبيلة طيء وترويعهم للآمنين ومع ذلك لم يطلب منه الإمام علي سوى القتلة ولم يحمل الآخرين ذنب القتلة بدعوى أنهم على نفس المنهج ، فلمارفضوا تسليم القتلة وأصبح وجودهم يشكل خطرا كبيرا على الإمة استخدم الكي .

كذلك الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز استخدم الحوار حينما خرج عليه (شوجب الخارجي ) واستطاع بهذا العلاج إقناع رسولي (شوجب )حتى عدلا عن فكرة الخروج ، قد تكون هذه القصة لا تلامس الوضع مباشرة

 لكن يجب العلم أن محاربة الفكر بالفكر يحتاج إلى نفس طويل مع الحذر من الممارسات التي قد تؤدي إلى إعاقة أي تقدم نحو الشفاء أو تحدث ردة فعل أخرى أكبر وأفظع .

الخطوات الخاطئة التي استخدمت في اليمن كثيرة ومن أخطرها لجوء الدولة إلى التضييق على التيار المعتدل بحجة معالجة الإرهاب هذا التضييق تمثل في إلغاء المعاهد العلمية راعية الفكر الوسطي في اليمن منذ تأسيسها بغض النظر عن الأخطاء البسيطة التي صاحبت مسيرتها ، وكذلك إلغاء المدارس الشرعية وإلغاء منهاجها من الإعتماد الرسمي والمفترض بالمختصين في التعليم مراجعة هذه المناهج وتعديل الأخطاء إن وجدت بدلا من صب الزيت على النار .

الخطأ الذي يجهله كثير من القراء هي ان وزارة التعليم العالي في اليمن منعت ( الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ) من قبول الطلاب اليمنيين إلا بترخيص من وزير التعليم العالي وانتم تعرفون ماذا يحتاج استخراص ترخيص من وزير في اليمن !

هذه الخطوة التي خطاها الدكتور / عبدالوهاب راوح الوزير السابق والتي لازال معمولا بها أجزم انها خطوة غير موفقة لأن الجامعة الإسلامية تمتاز مناهجها بالوسطية والإعتدال كما أن خريجي الجامعة في اليمن يتبوؤن مناصب عالية في المؤسسات الحكومية والأهلية التي تخدم البلد واسألوا وكيل وزارة الأوقاف لقطاع التوجيه والإرشاد للتأكيد !

ثم إن الجامعة موجودة في المملكة العربية السعودية التي تعتبر في أكثر الدول تضررا من الأرهاب فلو كان في مناهج الجامعة ماينظر للإرهاب لما سكتت عليه .

إذن إلى أي طرف سيتجه الشباب المعتدل عندما عندما تقف الدولة في مواجهتهم ؟

طبعا سيكون إلى أحد النقيضين وفي كلاهما مهلكة لهم وخطر على البلاد والعباد .

ما أراه هو أن على الدولة تشكيل لجنة حوار تكون على قدر من المسئولية يمتلك أعضائها قوة الحجة وصدق البرهان وإخلاص النية وتوكل إليها معالجة هذه الظاهرة بالحوار الهادئ العقلاني دون اللجوء إلى خطوات فردية أو نظرات حزبية ضيقة لا تخدم إلا مصالح شخصية أو فئوية مع إعطاءها كامل الصلاحيات في إتخاذ الخطوات المناسبة في العلاج .

هذه الخواطر قد تروق للقراء وقد لاتروق ولكن هي العلاج الناجع الذي أراه لقضية الإرهاب إن وجدت النية الصادقة للعلاج .

al_mosay@yahoo.com


في الأحد 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 08:38:27 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=2830