هيكل في الميزان «تزييف للتاريخ - إتهامات بالعمالة - ورطة إبنه»
نسيم حمود
نسيم حمود
الذي كان يقول إن من هدم برجي التجارة في نيويورك هم صرب يوغوسلافيا!.
هونفسه الذي يقول :أن «بلاك ووتر»! هي من يقتل السوريين اليوم . هيكل المخضرم !!!!
في البداية هذا مقال أستشهد به من أقوال لكبار المثقفين وليس من بنات أفكاري , لأن الكتابة عن هيكل يجب أن يتصدى لها الكبار .
في حوار معه اجرته مجلة (المجلة) الصادرة في لندن ، فتح المؤرخ العراقي الشهير الدكتور سيّار الجميل صاحب كتاب ” تفكيك هيكل ” الذي كان قد فتح النار فيه لأول مرة في العامين 1999- 2000 النار على الصحفي هيكل.
المشكلة كما قال الدكتور سيار أن الصحافة أو الصحفي يجب ألا يكتب التاريخ، الصحفي ليس مؤرخاً التأريخ عملية صعبة جداً، عملية تتطلب أولاً وقبل أي شيء الموضوعية، وهذا يعني الأستاذ هيكل يدعي الموضوعية، الأستاذ هيكل له موقف قديم فإذاً إذا كان للمؤرخ أن ينظر إلى كل التطورات التي حدثت بعين واحدة لا يمكن إطلاقاً أن يكون موضوعياً، يعني هناك صحفيون كثيرون أو مؤرخون في الغرب مثل بول جونسون جمعوا بين الصحافة وبين التاريخ العمل التاريخي ولكن خرجوا من ثيابهم لم يخرجوا من أسلوبهم، الأستاذ هيكل له أسلوب وطريقة في الكتابة ولكنهم خرجوا من مواقفهم المسبقة حيال التاريخ، التاريخ لا يقبل بموقف واحد ولا بصورة واحدة ولا برؤية واحدة لأن التاريخ مجموعة أحداث يعني متقابلة أو متناقضة أومتعاكسة،.
وتحداه ان يقف معه وجها لوجه وقال ان طبيعة هيكل لا تقوى ابدا الوقوف ازاء مفكرين ومختصين حقيقيين ومنهم العلامة فؤاد زكريا الذي كان قد كتب نقدا ضد هيكل في كتابه .. كما وطالب الجميل هيكل ان يواجهه اعلاميا بنفسه لا ان يدفع بمرتزقة الكتابة الصفراء للدفاع عنه .. وطعن الدكتور الجميل بكل احاديث هيكل وقال انه يتوهم الاوهام حقائق ويصدقها الناس وهي لا اصل لها ولا حقيقة لها .. وان استخدام هيكل للوثائق مجرد اكاذيب لا اساس لها من الصحة
من خلال قراءة سريعة لفصول الكتاب عرفت لماذا انتشر هيكل؟ وهذا هو أول سؤال يجيب عنه الكتاب.. انتشر لأنه كان الكاتب الأوحد. ولأن الناس أحبت عبدالناصر وصدقته. فقد أحبت صديقه وصدقته.. لكن هل بالضرورة أن كل ما ينشره هيكل موثقاً؟
يقول الدكتور سيار الجميل إن امتلاك هيكل لوثائق وبرقيات الحقبة الناصرية وأوائل عصر السادات لا يعني أن التاريخ ملكه. فقد زور التاريخ في أشياء كثيرة ولوي عنقه حتي يكتب أهواءه السياسية مغلفة بأحداث تاريخية فسرها كما تراءي له.وهيكل يصور الوثائق ليقول إن عمله وثائقي علما بأنه لا يشير إلي أية أرقام وكتاباته غير موثقة أبداً بالشكل العلمي. وأوضح دليل علي ذلك ظهوره علي شاشة قناة التليفزيون بقناة الجزيرة. ولاحظوا أنه كان يمسك ببعض الوثائق التي أحضرها له موظفو مكتبه ليقول للناس هاكم عملي الوثائقي.. مع أن الحقيقة أن مكتبه يقوم ببعض التراجم لبحوث وثائقية غربية ليقول هو إنها وثائقه هو.
ويتحدث غياث عبد الحميد عن سيار أنه :
وثق في مقالته عددا من الشواهد التي تدحض ماقاله هيكل عن لقاءاته بالملوك والرؤساء العرب وغير العرب! وبعد المقارنة التي اجريتها وهي مقارنة ذهنية اعتمدت فيها على معرفتي المتواضعة اكتشفت ان هيكل لايعرف عن شيء اي شيء والدكتور سيار يعرف كل شيء عن شيء و شيئا عن كل شيء. دائما ما يدعي هيكل بانه لصيق الملوك والرؤساء المصريين ولايستغنون عن مزاملته باية سفرة او دعوة رسمية توجه لهم فضلا عن علائقه الوطيدة باشهرهم على حد زعمه وهي كلها مجرد افتراءات وجد لها ارضا خصبة ينثر عليها هذه التقولات والاكاذيب
محاكمة إبن هيكل سبب خلافه الجديد مع الإخوان :
يعرف الجميع العلاقة السيئة لهيكل مع الإخوان منذ حقبة عبدالناصر , ولايمكن لعاقل أن يتخيل أن هيكل يمكن أن يكون موضوعيا في نقده لهم وخاصة أنهم يعتبرونه لليوم أحد أهم من حرضوا عبدالناصر لقمع الإخوان وتعذيبهم وإعدام قادتهم .
اليوم الأمر ربما كنا نظنه تغير . لكننا عرفنا أن سبب سكوته بداية حكم مرسي ولينه كان لإبتزاز مرسي والإخوان .
كان هيكل هادئا في البداية مع الإخوان , فقد توسط الكثيرون لدى الرئيس مرسي لإقناعه أيقاف محاكمة ولد الكاتب الإقتصادي المعروف في صفقات فساد مع ولدي مبارك . لكن لأن مرسي رفض التدخل في القضية التي يحاكم فيها
الرئيسين التنفيذيين المشاركين لهيرميس حسن هيكل وياسر الملواني مع نجلي الرئيس السابق حسني مبارك بشأن مزاعم بخصوص تعاملات غير قانونية في الأسهم تتعلق بصفقة جرت في 2007.فقد غضب هيكل وقبل التعاقد مع لميس الحديدي أبرز إلاميات مبارك والثورجية الجديدة .
ان أبرز قادة المجموعة المالية «هيرميس» هو حسن هيكل المسؤول عن بنوك الاستثمار في المجموعة المالية، الذي عمره لا يتعدى 38 عاما وهناك مطالب من النائب العام لمحاكمته في عمليات مالية ضخمة أبرزها طرح سندات شركة أوراسكوم تيليكوم واستحواذها على شركة فاست لينك الاردنية بقيمة 160 مليون دولار، وتمويل الطرح من البنوك المصرية بقيمة 150 مليون دولار، كما نجح في جذب شركة سيمبور البرتغالية لتستثمر 480 مليون دولار في مصنع اسمنت العامرية، اضافة الى عملية شراء بيبسي كولا لشركة شيبسي بقيمة 120 مليون دولار، وبيع امون للادوية لشركة غلاسكو ويلكم بقيمة 120 مليون دولار.
حسن هيكل هو ابن الكاتب الصحافي المعروف محمد حسنين هيكل، اتجه للعمل في البورصة قبل عدة سنوات خاصة الاستشارات في بيع وشراء الشركات المسجلة بالبورصة وغير المسجلة.
إتهام هيكل بالعمالة من قبل صحفيين أمريكان وأقارب للرؤساء السابقين :
اللواء إبراهيم علي ابن شقيقة الرئيس المصري محمد نجيب يقول أن :علاقة نجيب بهيكل كانت متوترة جدا فنجيب كان يعلم أنه عميل للمخابرات المركزية الأمريكية ولذلك كان علي مدار وجوده بالحكم يرفض مقابلته ولذلك عندما تولي هيكل الأهرام أخذ يكتب عن نجيب في عموده «بصراحة» الكثير من الأكاذيب والافتراءات التي اعتذر عنها فيما بعد حتي إن ذلك الصراع وصل لمحكمة جنايات الجيزة عندما اتهم هيكل «نجيب» بأنه حصل علي 3 ملايين دولار من الولايات المتحدة ووصفه بأنه عميل ووقتها حاول أن يستميله هيكل ليتنازل عن القضية حتي إنه عرض عليه 100 ألف جنيه استرليني لنشر مذكراته في التايمز الأمريكية إلا أنه رفض وقال له «أنا يدي نظيفة وهتفضل نظيفة»
هيكل ورط عبدالناصر :
هاجم النائب طلعت السادات أبن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات وأحد قادة حزب الأحرار الصحفي محمد حسنين هيكل،ووصفه بـ '' مسيلمة الكذاب '' ، قائلاً '' إنه المسئول عن توريط الرئيس جمال عبد الناصر في اتفاقية روجرز ''.
وأضاف : '' هيكل كان يطمع في أن يختاره عبد الناصر نائبًا ليصبح فيما بعد رئيسًا ''.
لطلعت السادات - ما هو تقييمك لما قاله هيكل حول قضية تورط السادات في دس السم لعبد الناصر؟ وما هي الأسباب التي دعته إلى تفجير تلك القنبلة في هذا التوقيت ؟
هيكل لم يكن يحب السادات وعبد الناصر بل كان يحب ذاته فقط ويطمح أن يكون الرجل الأول في مصر وخير دليل على ذلك أنه أقنع عبد الناصر بقبول مبادرة روجرز بالاتفاق مع الـ 218 وهي المبادرة التي أدت تداعياتها إلى مذبحة أيلول الأسود وخير دليل على ذلك مقالاته بعد وفاة عبد الناصر لمصر لا لعبد الناصر وعقب تولي السادات الحكم كتب مقالات تحت عنوان تحية لهؤلاء الرجال أكد فيها استحالة عبور القوات المصرية لقناة السويس لزرع الإحباط في صفوف القوات المصرية مما دفع السادات إلى أقالته من منصبه ورغبة منه في الانتقام من السادات بعد وفاته آلف كتاب "خريف الغضب" والذي تضمن أكاذيب عن حياة السادات وكان يتلقى اموال من الخارج من قبل جهات معادية لمصر والسادات مقابل تلك الكتابات وهو لا يكره عبد الناصر والسادات فقط بل يكره أيضا مبارك رغم أن أولاده أكثر المستفيدين من عصر مبارك ولكن مبارك يخاف من اتخاذ أية إجراء ضده بسبب علاقته بـ 218 ودوائر صنع القرار في عدد من الدول الأوروبية .
يقول إبراهيم السنوسي :
في كتابه (عالم الجوسسة والجواسيس) لمايلز كوبلاند – ومؤلف الكتاب الشهير " لعبة الأمم " والناشر Sphere Books – لندن الطبعة الأولى 1978 وهو باللغة الانجليزية ، يقول في الصفحة 53 إن العلاقة الخاصة التي تربط حكومة الولايات الأمريكية المتحدة مع المشاهير من الصحفيين العالميين ، لا تشمل فقط الأمريكيين منهم ، بل أولئك الذين هم من أقطار أخرى بمن فيهم من لا تربطهم أية مشاعر حميمية مع الولايات الأمريكية ، خذ مثلاً الصحفي المصري محمد حسنين هيكل الذي كان له مطلق الحرية أن يكون جافاً ومنتقداً لسياسة أمريكا كما يشاء ، طالما كان كريماً معطاءً لاية معلومات يمتلكها ، وطالما أنه لن يسئ إستعمال وإستغلال أية معلومات تتبادلها معه سفارتنا في القاهرة وأن بعض مقالات هيكل الغير ودّية والتي تعتبر كمعادية لنا ، كانت مقالات قد سُربّت له عن طريق السفير الأمريكي بالقاهرة برضائه وعن قصد ، ولكن بالتفاهم مع السفير بأن يستلم من هيكل في المقابل تفاصيل معلومات مناسبة ووثيقة الصلة بالمواضيع الممنوحة له من سفيرنا ، وذلك مع شروح لكيفية الحصول على تلك المعلومات ومدى صحتها ودقتها ، ومصادرها .
ويعترف السفير Lucius Battle إلى خلفه في القاهرة بأن هيكل لم يسبق له ولو في مناسبة واحدة أن خدعني أو أعطاني معلومات مكذوبة .
هيكل والأرشيف والخيانة :-
بقدر ما كان الأرشيف بالنسبة لهيكل مصدر قوة في حمله أسرار الجميع بالوثائق ، غير أن الكاتب فؤاد زكريا يلتقط محمد حسنين هيكل من أقوى مفاصله الموجعة عندما أتهمه بأنه غير قادر لوحده أن يجمع كل المعلومات الوثائقية ، ويرتبها بمنتهى الدقة ، ويعلّق فؤاد زكريا قائلاً " ولكنني كلما أمعنت الفكر في هذه الظاهرة بدا لي أنها أعقد وأوسع نطاقاً من إمكانات أي فرد ، بل حتى من إمكانات أي جهاز في دولة متخلفة وخيّل إلى أننا نجد أنفسنا هنا على مستوى يكاد يصل لأجهزة المخابرات في الدول الكبرى ( فؤاد زكريا ص18 من كتاب كم عمر الغضب ؟ ) .
ويكمل فؤاد زكريا : ولكن بقدر ما كان الأرشيف سلاحاً قوياً بيد هيكل ، وكان بالنسبة إليه مصدر قوة ، فقد كان مكمن ضعف أيضاً ، ففي الأرشيف قضايا كثيرة لهيكل لو استخدمت استخداماً عادياً ، فستصيبه في مقتل . ذلك أن جملة كبيرة من الوثائق تتضمن معلومات خطيرة عنه ، وأن هناك مادة أرشيفية هائلة يمكنها أن تستخدم ضد هيكل بسهولة تامة وأنه بالنسبة للأشخاص الذين اتهمهم هيكل نفسه بأنهم من الحاقدين عليه والحاسدين له ، فإن الباحثين والأكاديميين يعتقدون بأن الكلام الذي صدر عن كلٍ من : محمد نجيب ، أول رئيس لجمهورية مصر بعد فاروق ، ومايلز كوبلاند ، صاحب كتاب لعبة الأمم ، وأشهر وكيل لوكالة الإستخبارات الأمريكية المركزية CIA ، ونيكيتا خروستشوف ، رئيس وزراء الإتحاد السوفيتي الأشهر ، لم يصدر عنهم ذلك الكلام كونهم حقدوا عليه أو حسدوه !! فلقد أتهمه الرئيس الأسبق محمد نجيب بالخيانة لحساب دولة أجنبيه ولم يكن لرجل في سن وحكمة وتاريخ محمد نجيب ، لتصدر عنه هذه التهمة بلا دليل في يده ، (وذلك في كتابه كلمتي للتاريخ) ...كما أتهمه مايلز كوبلاند Miles Copeland ، المذكور آنفاً بالعميل المخلص لأمريكا Loyal AGENT ، كما إتهمه نيكيتا خروستشوف بالتهمة نفسها ، وذكّره بالمبالغ والشيكات التي كان قد تسلّمها من وكالة المخابرات المركزية ، في اجتماع كان يعقد في موسكو خلال العام 1959 ، وذلك في حضور جمال عبد الناصر مما اضطر هيكل إلى أن يقفل راجعاً إلى مصر في اليوم الثاني من الرحلة قبل أن تنتهي المهمة التي جاء مع عبد الناصر والوفد الوزاري المصري من أجلها كصحفي وإعلامي . ولذا فإن الأرشيف والوثائق كثيراً ما تقلق هيكل لا سيّما وأنه الخبير بشئون الأرشيف .. " وما هذا إلا مثل واحد يكشف عن الوجه الآخر لسلاح الأرشيف عندما يسدّد إلى عنق صاحبه " ( فؤاد زكريا ص . 20 من كتاب كم عمر الغضب ؟ ) .
في كتاب : " حبال من رمال " من تأليف Wilbur Crane Eveland المستشار السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ، والعضو السابق في مجموعة موظفي البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) المسئولين عن سياسات التخطيط .: منذ السنوات المبكرة في الخمسينيات ، أصدر Kermit Roosevelt مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية CIA في مصر حينئذ ، قائمة تحمل اسماء ثلاثة من كبار الصحفيين في مصر تضم محمد حسنين هيكل ، مصطفى أمين وشقيقه توامه علي أمين – على أنهم وكلاء رسميون يمثلون وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA- في مصر ، بمقابل مالي بالطبع . وفي لعبة يعرف عبد الناصر أبعادها بالاتفاق مسبقاً مع روزفلت مدير مكتب الوكالة في العاصمـة المصرية ، على انه يجب على روزفلت الجلوس مع عبد الناصر أولاً ومناقشتـه في أي موضوع (Any Issue)، وبعد ذلك يمكنه ،
أي روزفلت ، الاتصال بوكلائه الصحفيين المذكورة أسماؤهم سلفاً للتأكيد على انه يجب اعتبار ما قاله عبد الناصر ونقله روزفلت هو حقيقة لا ريب فيها واعتباره بشارة وانجيلاً يُتّبع – ويجب بث تفاصيله إلى وسائل الصحافة والإعلام . إلا أن احد أعضاء السفارة من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA وأسمه Gene Trone ، ذهب إلى أبعد من ذلك واستغل هذه العلاقة من إتصالات استخبارية إلى محاولة لإسقاط النظام بالتآمر مع مصطفى أمين ، أدت في النهاية إلى توجيه تهمة الخيانة العظمى لمصطفى أمين واتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة مع الأعمال الشاقة المؤبدة . انتهى الاقتباس من كتاب " حبال من رمال " Ropes of Sand : فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، من تأليف ولبر كرين ايفلاند Willbur Crane Eveland
كان محمد حسنين هيكل قد كتب كتاباً خاصاً عن قضية مصطفى أمين بلغ عدد صفحاته 453 صفحة بعنوان (بين الصحافة والسياسة) مدعياً فيه من خلال الأرشيف خيانة مصطفى أمين ، وتجسسه على مصر لصالح أمريكا .
كذبات تدعوا للسخرية :
يقول جوزيف بشارة " عجيب هو أمر الكاتب محمد حسنين هيكل الذي لا يتردد في الإدلاء بدلوه في جميع قضايا بلاده والعرب والعالَم وكأنه العالِم الأوحد بكل بواطن الأمور. عجيب أمر الرجل، الذي يطلق عليه حوارييه لقب "الأستاذ" في إشارة لكونه الصحفي الذي يتعلم منه جميع العاملين ببلاط صاحبة الجلالة، فهو ابتعد عن السلطة قبل نحو أربعة عقود ولكنه ما زال يتحدث كما لو كان المُمسِك الأوحد بكل خيوط الأمور. لا يتوقف هيكل عن الحديث عن كل ما يعرفه والكثير مما لا يعرفه، وحين تستمع إليه أو تقرأ له تجده يكرس كل مواهبه الصحفية الكبيرة للتحدث أو الكتابة بلغة الإنسان الواثق تماماً من معلوماته، والصحفي الذي يمتلك أدلة دامغة على ما يقول أو يكتب. قبل أن ينتهي هيكل من حديثه عن ثروة مبارك فجر مفاجأة كبيرة حين أضاف "وفي الأرقام التي قرأتها بنفسي تقريران: تقرير بمعلومات متوافرة لدي البنك الدولي وهي متوافقة مع تقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وهي تتحدث عن هذه الأموال الموجودة في الخارج وتقدرها فيما بين 9 إلى 11 مليار دولار وهذا في حد ذاته رقم مهول. ثم وطبقا لتقارير اتحاد البنوك السويسرية والحكومة السويسرية فإن هناك حسابات لـ 9 أشخاص من عائلة مبارك موجودة في بنوك سويسرا مقدارها 512 مليون فرنك سويسري أي ثلاثة أرباع مليار دولار ولقد تأكد هذا الرقم رسميا تقريبا لأن الوفد السويسري الذي زار مصر أخيرا لإبلاغها حسابات أسرة مبارك في سويسرا أشار إلي ذات الرقم وأبدي الاستعداد لإعادته إلي الحكومة المصرية فور صدور حكم قضائي مصري." (ملحوظة للكاتب: الرقم الصحيح الذي ربطته سويسرا بشخصيات مقربة من مبارك هو 410 مليون فرنك، أي ما يعادل نحو 465 مليون دولار.)
أثارت التصريحات ضجة واسعة في الشارع المصري. لم تكن تصريحات هيكل بشأن ثروة مبارك لتثير أية ضجة لو كان قائلها شخصاً أخراً، لكن الغالبية العظمى في مصر والعالم العربي يتعاملون مع أية تصريحات لهيكل على أنها كلام "مقدس" يجب تصديقها وعدم التشكيك فيها أو مساءلته بشأنها. سكبت تصريحات هيكل المزيد من الوقود على النار المشتعلة في صدور المصريين بسبب ما يقرأونه عن الثروات الهائلة التي يقال أن مبارك جمعها خلال سنوات رئاسته الثلاثين.
على الفور استدعى رئيس جهاز الكسب غير المشروع المستشار عاصم الجوهري الكاتب محمد حسنين هيكل معتقداً أنه سيحصل منه على الوثائق التي تؤكد ثروة مبارك غير المشروعة بالبنوك الخارجية. غير أن المستشار عاصم الجوهري فوجيء بأن هيكل لا يمتلك وثائق وإنما يعتمد في كل اتهاماته لمبارك على ما تتداوله الصحف الدولية. لم يكن أمام رئيس جهاز الكسب غير المشروع سوى أن يصدر بياناً يؤكد فيه أن إطلاق أرقام جزافية بشأن ثروة مبارك من شأنه أن يشيع لدى الرأي العام أرقاماً تؤخذ على أنها حقائق رغم أنها أوهام تثير الفوضى في المجتمع.
* وصف الشاعر اليساري أحمد فؤاد نجم الكاتب محمد حسنين هيكل بأنه "كذاب" والوطن العربى بأنه "جثة هامدة" وان المثقفين خذلوه متسائلاً "فين المثقفين دول ".وذلك في حوار له علي قناة المحور .
هيكل الإنتهازي البعيد عن الإنسانية في سوريا :
يؤكد الكثيرون أن إيران بداية إنطلاق الثورة السورية , إلتفتت إلى أهمية الجانب الإعلامي وتأثيره في لبنان ومصر .
ولذلك قدمت لغسان بن جدوا مذيع الجزيرةمشروع قناة الميادين التي كلفت مايقارب 200 مليون دولار في بداية تأسيسها .
وأهتمت بجذب شخصية مثل هيكل يظهر إسبوعيا على الجزيرة ويطلق أحكاما تصبح إنجيل , لذلك كانت حسابات هيكل البنكية في مصر وخارجها تتسارع إرتفاعاتها أسرع من بورصة وول ستريت .
يقول عبدالرحمن الراشد الرئيس الحالي لقناة العربية وحليف هيكل اليوم ضد مرسي :
لست من المصدومين من أقوال الأستاذ محمد حسنين هيكل، الكاتب والصحافي المخضرم . ويكمل الراشد :"الجانب الأكثر أذى وإيلاما استهزاؤه بما يحدث للناس في سوريا. يقول «أعرف أن شركة بلاك ووتر الشهيرة بتاريخها الخفي والدامي لبيع خدمات السلاح موجودة وإن باسم جديد حول سوريا وفي داخلها أيضا، وأن هناك قرابة ستة آلاف فرد يتبعون لها يوجدون على الساحة في الداخل والخارج». ذكرني بخزعبلاته القديمة حيث كان يقول إن من هدم برجي التجارة في نيويورك هم صرب يوغوسلافيا!.
أما معن البياري فيسخر من قول هيكل أن «بلاك ووتر»! هي من يقتل السوريين اليوم . ويكمل البياري ساخرا : "يا لها من كذبة رديئة، حتى شريف شحادة ممثل النظام السوري إعلاميا لم يشطح بمثل هذا القول! وعلى عادته يستخدم هيكل كلمة «أعرف» ونحن نعرف أنه لا يعرف كثيرا مما يدعي أنه يعرفه. نحن من يعرف أن في سوريا قتل أكثر من عشرة آلاف إنسان، لهم أسماء وعوائل، ظلما وعدوانا، في حرب لم يشهد العرب مثل بشاعتها في تاريخهم لنصف قرن. كلهم قتلوا بنيران قوات النظام، وغالبهم كانوا عزلا مسالمين، وبينهم من قتل وهو يتظاهر. وبعضهم قتل وهو في بيته بقصف عشوائي في سياسة عقاب الأهالي وترويع الشعب السوري. قلة قتلت وهي تحمل سلاحا كانت تدافع به عن أحيائها، أو انتفضت ضد النظام بعد أشهر طويلة من الذبح والخطف والترويع الممنهج. هل هؤلاء الأطفال والنسوة وكبار السن هم أعضاء في «بلاك ووتر» الذي اخترعه هيكل؟ هيكل يعرف أنه لو كان هناك جيش من «بلاك ووتر» أو «سي آي إيه» لما صمد النظام كل هذه الخمسة عشر شهرا.


في السبت 29 يونيو-حزيران 2013 06:32:41 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=21139