لأنه الأصل نعم أدعو للتعدد ( 2-2)
رفيقة الكهالي
رفيقة الكهالي

مزايا التعدد ومقاصد الشريعة منه ,,

ترجع أهمية التعدد الي الكثير من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتربوية والصحية , التي تعود على الرجل والمرأة والأسرة بشكل خاص , وعلى المجتمع والأمة بشكل عام , إنها مصالح مهمة كانت المقصد الأساسي من وراء سن الشريعة الإسلامية للتعدد بين الزوجات , ومن تلك المقاصد والفوائد نذكر بعضا منها :

•التعدد بين الزوجات , يعتبر تعبدا لله فيما شرع , وامتثالا لأوامره ، واجتنابا لنواهيه , والتي ما وجدت إلا لمصلحة الناس ومنفعتهم ,,,

•التعدد يؤدي الي التصالح مع الفطرة والانسجام , بدل التصادم معها والخصام , بما لذلك من آثار ايجابية على النفس والآخرين ,,,

•في التعدد الاستمتاع بالحلال الطيب ، البعيد عن الأمراض والأوجاع النفسية والصحية , الناجمة عن المتعة في غير ما احل الله ,,،،

•التعدد يعمل على تربية الفرد المسلم , والمجتمع المسلم , على تحمل المسئولية الكاملة , حتى وهو يمارس الاستمتاع بشهواته ,,,,

•يؤدي الي توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية على أساس التواصل والتعاون والتآزر , ويزيد من تكافل المجتمع وتعاضده , ويقضي على الأحقاد والأمراض الاجتماعية المزمنة ,,,

•التعدد مهم ايضا لتكثير سواد الأمة , واستمرار رفدها بالحياة والتجدد ,,,

•يعمل على حفظ المجتمع , وتقوية أركان الفضيلة والعفاف , وتحصينه من الفساد والانحراف , ويقضي على الثورة الجنسية الإباحية في الإعلام وغيره ,,,

•يعتبر حل جذري لمشكلة المطلقات والأرامل والعوانس في المجتمع اذا نفذ بالشكل الصحيح ,,,

•يعطي للحياة الزوجية مزيد من الإثارة والمتعة والتجديد ، ويقضي على الروتين والرتابة والملل بين الأزواج , ويبث روح التنافس ويحفز على العطاء المتبادل ,,,,

•يتيح للمرأة مساحة من التفرغ , للاهتمام بالنفس وبالبيت وبالأولاد وبالأنشطة الخاصة بها ,,

•يقلص عدد حالات الطلاق , لأنه يقلل الاحتكاك الدائم الذي قد يؤدي الي الكثير من المشكلات ,,,

•يعمل على استغلال ثروات الأمة في دعم الفضيلة , بدلا من صرفها على الاستمتاع الواهم المحرم في عواصم الشرق والغرب ,,

•يساعد على حفظ الصحة النفسية والعقلية للرجل والمرأة , ان طبق بشروطه وآدابه كما كان في عهد المجتمع المدني وما بعده في مراحل خير القرون ,,,,

التعدد الغير مشروع

الحقيقة الواضحة , انه لا يبحث عن التعدد اليوم في محيطنا المتخم بالفتن والانحرافات , إلا رجلا او امرأة , حريصان على الطهر والعفاف والنقاء , أما غيرهم فلكلا طريقته في التعدد بطريقة غير شرعية , وهي إما ناجمة عن شرائع ضالة , او أهواء منحرفة ,,

وتتمثل الطريقة الأخيرة في واقعنا المعاصر بعدد من الزيجات المحرمة كالزواج السياحي والزواج العرفي , وكزواج العابثين من أصحاب المال , الذين يتخذون التعدد ستار لأمراضهم وأهوائهم ومجونهم , فيتزوجون ويطلقون ويلعبون ببنات الناس بغرض المتعة المؤقتة , ,,

اما كزواج المتعة الذي يعتبر اخطر أنواع الزواج المتكرر بغير قياس , وهو منتشر عند بعض فصائل الشيعة , وهذا الزواج منهي عنه في أحاديث السنة النبوية التي نورد بعضها لتكتمل الفائدة ,,,

-الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث سَـبُرة الجهني أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: \\\"يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً \\\".

-وحديث اخر ورد في البخاري ومسلم , من حديث الحسن وعبد الله ابني محمد ابن الحنفية عن أبيهما أنه سمع علي بن أبي طالب يقول لابن عباس: \\\" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية \\\" .

-وحديث سَـبُرة الجهني قال: \\\" أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة ثم لم نخرج منها حتى نهانا عنها \\\" رواه مسلم .

-وحديث سَـبُرة الجهني أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة وقال: ( ألا إنها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة ، ومن كان أعطى شيئاً فلا يأخذه) ,, رواه مسلم .

بساطة الدين الإسلامي في تعامله مع التعدد ,,

حقيقة , ستصاب عزيزي القارئ بالإعجاب , وأنت تقرا معي مجموعة الأحاديث التي اخترناه لندلل لك عن مدى بساطة ديننا الاسلامي وعفويته وسلاسته وسهولته ، ليس في موضوع التعدد فقط , وإنما في كل مناحي الحياة , وستقف متعجبا متحيرا ايضا , من واقعنا الذي ابتعد كثيرا عن ضوء المشكاة وينبوع النور , فأصبحت حياتنا جافة معقدة , ينتشر فيها الفتن التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو يحذر من التضييق على الفضيلة والشرف والاستقرار , فقال : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض) , صحيح سنن الترمذي . باب النكاح , والي الأدلة :

•من المعلوم ان التعريض بالخطبة أثناء عدة المتوفى عنها زوجها أو أثناء عدة المطلقة طلاقاً بائناً , جائز شرعا لقوله تعالى : \\\" َلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ \\\" (234) سورة البقرة ,

وهذا شاهد من القرآن , عن مدى الترابط المتين , والعلاقات القوية , والحرص الشديد على بناء المجتمع , بحيث لا يوجد فيه عانس , او تظل به ارملة او مطلقة , والآية تشير الي التسابق الي الخير الذي كان يحصل في مجتمع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وصحبه , فأجاز القران التعريض لا التصريح بخطبة النساء , وسندلل على ذلك ايضا بأحاديث منها ,,

•حديث فاطمة بنت قيس الذي قالت فيه : أرسل إلي زوجي ..بطلاقي ..قالت : فشددت على ثيابي وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كم طلقك ؟ قلت: ثلاثاً . قال : .. فإذا انقضت عدتك فآذنيني ( وفي رواية : فأرسل إليها أن لا تسبقيني بنفسك ) .

قال النووي : وفي الحديث جواز التعريض بخطبة البائن ، وهو الصحيح عندنا ( أي عند الشافعية ) ولا عجب في تعريض الرسول صلى الله عليه وسلم بخطبة فاطمة بنت قيس لحبه أسامه بن زيد ، فقد كانت – رضي الله عنها من المهاجرات الأوائل ، وكان لها عقل وجمال ،،، الحديث رواه مسلم كتاب الطلاق ،،

حديث ورد في البخاري باب عرض الإنسان ابنته او اخته على اهل الخير يقول , عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي – وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفى في المدينة – فقال عمر بن الخطاب : أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصه .فقال : سأنظر في أمري . فلبث ليالي ثم لقيني فقال : قد بدا لي أن ألا أتزوج يومي هذا . قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق فقلت : إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر . فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئاً ، وكنت أوجد عليه مني على عثمان .فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال : لقد وجدت على حين عرضت على حفصة فلم أرجع إليك شيئاً ، قال عمر : قلت : نعم . قال أبو بكر :فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي ، إلا أنني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها .,

في هذا الحديث تتمثل حقيقة بساطة الدين باجلى صورها , فلم يكن يوجد في المجتمع المسلم شئ اسمه رهبانية او تبتل , وكان الجميع يتسابق الي الزواج سواء رجل او امرأة او اسرة كما قلنا , وهذا عمر الفاروق يعرض ابنته للتزوج بها , وهذا فيه دلالة قوية على ان ثقافة المجتمع الأساسية تقوم على قاعدة دعم التعدد وتشجيعه لا العكس ,,,

حديث سبيعة بنت الحارث , أنها كانت تحت سعـد بن خولة ، وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا ، فتوفى عنها في حجة الوداع وهي حامل ، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته ، فلما تعلت من نفاسها , تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك . البخاري : كتاب النكاح , وفي رواية انه خطبها شاب وكهل هو ابو السنابل بن بعكك , فقبلت بالشاب ,,,

شاهد اخر عن مدى البساطة والجمال في هذا الدين الجميل , فالمرأة الحصيفة , فبمجرد وضعها لحملها بعد وفاة زوجها ، ولم تكن قد اوفت العدة المعهودة اربعة أشهر وعشرا , عرفت بفطرتها ان عدتها انتهت بوضع حملها , وانه حان موعد البحث عن المتعة الحلال , فتجملت , وفي رواية فاكتحلت وتخضبت وتهيأت للخطاب ,, .

حديث عائشة قالت :( كنت اغار على اللواتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فأقول : او تهب الحرة نفسها , فانزل الله عزوجل : \\\" ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء \\\" قلت : والله ما ارى ربك الا يسارع في هواك \\\" ) رواه البخاري ومسلم والنسائي واللفظ للنسائي .

وقال النووي \\\" يسارع في هواك \\\" يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ,,, حياة بمنتهى البساطة لدرجة ان هناك الكثير من حالات الزواج كانت تتم بطريقة عفوية بسيطة , ومنها حالات النساء اللواتي كن يهبن أنفسهن لرسول الله وهن من تتحدث عنهن سيدتنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها ,, حيث كانت تتعجب منهن ومن فعلهن ,, وهناك أحاديث تروي هذه الحادثة منها :

•حديث عن سهل بن سعد قال : بينما انا في القوم اذ قالت امرأة : اني وهبت نفسي لك يا رسول الله فرأ بي رأيك , فقام رجل فقال : زوجنيها , فقال : \\\" اذهب فاطلب ولو خاتما من حديد , فذهب فلم يجد شيئا ولا خاتما من حديد , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \\\" امعك من سور القران شئ \\\" , قال : نعم , قال : فزوجه بما معه من سور القرآن \\\" رواه البخاري 5149 , ومسلم 1425 , والنسائي ,,

ومن الناحية الأخرى انظر الي الرجل الذي طلب الزواج من المرأة بكل بساطة , وانظر الي المهر الأبسط , وستعرف اين نحن من ديننا وأين هو في واقعنا المآزوم والمعقد بكل انواع العقد والأمراض الاجتماعية للأسف الشديد ,,

الحديث الذي رواه البخاري باب اتخاذ السراري , عن ابو بردة عن ابيه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ايما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها , وأدبها فأحسن تأديبها , ثم اعتقها وتزوجها , فله اجران ) , الحديث فيه تشجيع للزواج المتعدد , ويعتبر احد الحلول التدريجية لتجفيف مسألة الرق ,,,

حديث عقبة بن عامر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : أترضى أن أزوجك فلانة ؟ قال : نعم . وقال للمرأة : أترضين أن أزوجك فلاناً ؟ قالت :نعم . فزوج أحدهما صاحبه ، فدخل بها الرجل ) ,, صحيح سنن أبي داود . كتاب النكاح ,,

حديث رملة بنت أبي سفيان وهي تعرض أختها على رسول الله , عن أم حبيبة بنت أبي سفيان أنها قالت : يا رسول هل تنكح أختي بنت أبي سفيان . فقال : أو تحبين ذلك ؟ فقلت : نعم لست لك بمخلية ، وأحب من يشاركني في خير أختي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن ذلك لا يحل لي .. فلا تعرضن عليَّ بناتكن ولا أخواتكن . في الحديث ارشاد الي طريقة تفكير المرأة المسلمة مع موضوع التعدد , حيث عرضت ام حبيبة اختها ليتزوجها رسول الله , هكذا بكل أريحية وبساطة وعفوية لأنها تحب الخير لها ولأختها ,,

•وفي البخاري حديث يوضح رغبـة المرأة في الزواج من الرجـل الصالح يقول : عن سعيد بن خالد أن أم حكيم بنت قارظ قالت لعبد الرحمن بن عوف :إنه قد خطبني غير واحد فزوجني أيهم رأيت ، قال :وتجعلين ذلك إلي ؟ فقالت :نعم ،قال : قد تزوجتك ,,

القدرة المالية كيف تكون ,,,

والآن الي مناقشة موضوع القدرة المالية ( أي القدرة على الإنفاق ) كشرط للتعدد , ولنلقي نظرة على المهور ونفقات الزواج , ولنقارنها بمهور ونفقات اليوم في واقعنا المعاصر ,,,

مرت بنا أحاديث كان المهر فيها خاتم من حديد , او سور من القرآن , ولدينا أحاديث تبين ان المهر لم يكن على نمط واحد , ولكن كانت تجمعها جميعا البساطة وعدم التكلف , ولقد رغب الإسلام بعدم المبالغة في المهور , بل وجعل افضل الزواج وابركه اقلها مهرا ,,,

بل , وحتى وجدنا في حالات اخرى في المجتمع النبوي , المهر ليس ماديا , بمعنى انه مهر معنوي مثل الدخول في الإسلام في قصة زواج ابو طلحة وام سليم التي اشترطت اسلامه وكان ذلك مهرها , فأسلم وكان فعلا مهرها وما اغلاه من مهر ,,,

رأينا كيف كانت المهور وكيف كانت البيئة مشجعة على الزواج وتكراره , وبمقارنة ما يحدث اليوم من المبالغة في المهور , والمفاخرة في الأعراس , سنعرف لم المجتمع متعب اجتماعيا , ومفكك , وتتمدد افقيا إحصائيات العوانس والمطلقات والأرامل وغيرهن ,,,

رسول الله مع زوجاته ,,,

وصلنا الي لب الموضوع , في دراسة الكيفية التي تعامل بها رسول الله مع زوجاته , وما الآداب والأخلاق الواجب إتباعها في حالات التعدد بين الزوجات , وستلاحظون ونحن نسرد الأحاديث مدى حب رسول الله ورعايته الكاملة وعنايته المركزة وعدله بكل زوجاته , وفي المقابل سنتطرق الي طريقة تعامل نساء النبي وحبهن وتقديرهن للرسول صلى الله عليه وسلم ,,, والي الأحاديث التي اقتبسناها من كتاب \\\" الأحوال الشخصية بين مقاصد الشريعة ومتغيرات الحياة \\\" قيد الطبع , للكاتب الاستاذ / محمد سيف العديني ,,,

•قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) . صحيح سنن ابن ماجه كتاب الطلاق باب : حسن معاشرة النساء ,,,

•الرسول صلى الله عليه وسلم كان كثير الملاعبة واللمسات الحانية لزوجاته , وكان يحض على رفع اللقمة إلى فم الزوجة .

عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .. وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة ، حتى اللقمة ترفعها إلى امرأتك ) , البخاري

•كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر الأزواج بالتمهل في دخول المدينة , حتى تتهيأ الزوجات لاستقبالهم .

عن جابر بن عبدالله قال : رجعنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة .. فلما ذهبنا لندخل ، قال : أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً أي عشاء ، لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ) . البخاري : كتاب النكاح .باب : تزويج الثيبات

•الرسول يأمر الحجاج بتعجيل الرجوع إلى أهليهم .. فإنه أعظم لأجرهم

عن عائشة قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قضى أحدكم حجة فليعجل الرجوع إلى أهله ، فإنه أعظم لأجره ) , صحيح الجامع الصغير .

•رعاية الزوجة في حالة المرض ,, عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال : لما تغيب عثمان عن بدر ، فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة ،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :إن لك أجـر رجل ممن شهـد بدراً وسهمه . رواه البخاري

كان رسول الله يطوف عليهن كل صباح فيسلم عليهن ويدعو لهن : (ثم يلقاهن مجتمعات كل ليلة فيؤنسهن ) ,,

عن أنس قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فكان إذا أقسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع ، فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها . مسلم : كتاب النكاح .باب : القسم بين الزوجات

•كان يمر على حجرهن صبيحة بنائه بزوجة جديدة فيسلم عليهن ويدعو لهن:

عن أنس رضي الله عنه قال : أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى بزينب ابنة جحش فأشبع الناس خبزاً ولحمـاً .ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم عليهن ويدعو لهن \\\" رواه البخاري .

•يصحبهن في أسفـاره :

عن عائشة :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , البخاري : كتاب المغازي

•يوصي الحادي أن يخفف رفقاً بهن :

عن أنس- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر وكان غلام يحدو بهن \\\" يغني \\\" (أي ببعض أمهات المؤمنين ) يقال له أنجشة .

(وفي رواية عند أحمد : فاشتد بهن في السياق , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير,, البخاري : كتاب الأدب ,,,

•لا يفاجئهن ليلاً عند عودته من الغـزو :

عن أنس- رضي الله عنه – قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله ، كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية , رواه البخاري .

•يستقبلهن في معتكفه ثم يقوم بتوديع إحداهن إلى باب المسجد :

عن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم .. أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في العشر الآواخر من رمضان ، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها .( وفي رواية : كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه فرحن ، فقال لصفية بنت يحيى : لا تعجلي حتى أنصرف معك ، وكان بيتها في دار أسامة ،فخرج النبي صلى الله عليه وسلم معها ) البخاري

•يحتمل رفع أصواتهن على صوته :

8-عن سعد بن أي وقاص قال : استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش ( يعني من زوجاته) يكلمنه ويستكثرنه(*)، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن عمر قمن فبادرن الحجاب \\\" سارعن بالاختفاء \\\" ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فقال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ،فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ، فقال عمر : فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله . ثم قـال عمر: يا عداوت أنفسهن ، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فقلن :نعم ، أنت أفض وأغلظ . البخاري

•يصبر على مغاضبتهن لـه :

عن عمر قال : والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل ، وقسم لهن ما قسم ، قال :فبينا أنافي أمر أتأمره (*) إذ قالت امرأتي : لو صنعت كذا وكذا ، قال : فقلت لها : مالك ولما ههنا ؟! فما تكلفك(*) في أمر أريده ؟! فقلت :عجباً لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت ، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان . ( وفي رواية (1) قالت : ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ،وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل ) فقام عمر فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصه فقال لها : يا بنية ،إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان ؟ فقالت حفصه والله إنا لنراجعه ، فقلت : تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها ، فقالت أم سلمة : عجباً لك يابن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه . ( وفي رواية لابن سعد : فقالت أم سلمة : إي والله إنا لنكلمه فإن تحمل ذلك فهو أولى به ، وإن نهانا عنه كان أطوع عندنا منك ) البخاري ,,

•يمهد لزوجه موضعاً لركوبها ويضع ركبته لتصعد عليها :

11-عن أنس قال : .. ثم خرجنا إلى المدينة ( قادمين من خيبر ) ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوى لها (أي لصفية) وراءه بعباءة ، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبتــه وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب . البخاري ,,

نماذج من طريقة تعامل أمهـات المؤمنين مع رسـول الله صلى الله عليه وسلم :

•دعاؤهن له صبيحة بنـائه :

عن أنس رضي الله عنه قال :بنى على النبي صلى الله عليه وسلم بزينب ابنة جحش بخبز ولحم ، فأرسلت على الطعام داعياً فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون ،ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون .. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله فقالت: يارسول الله , وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، كيف وجدت أهلك بارك الله لك؟ فتقرَّى حجر نسائه كلهن، ويقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة.

ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رهط ثلاثة في البيت يتحدثون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء، فخرج منطلقاً نحو حجرة عائشة، فما أدري أخبرته أم أخبر أن القوم خرجوا، فخرج حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب، وأخرى خارجه أرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب ,,

هذا الحديث من أجمل الأحاديث التي تشرح بوضوح قبول المراة الكامل بالتعدد وتقبلها للجارات ( الضرة ) , ونجد عائشة وهو معروف عنها غيرتها الشديدة , تبارك لرسول الله وتسأله عن اهله ,,

•صبر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على شظف العيش :

عن جابر بن عبدالله قال : دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فوجد الناس جلوساً ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال : فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له ، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالساً حوله نساؤه واجماً ساكتاً ، فقال :لأقولن شيئاً أضحك النبي صلى الله عليه وسلم . فقال : يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة ، فقمت إليها فوجأت عنقها ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هن حولى كما ترى يسألنني النفقة .فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها ، فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها ، كلاهما يقول : تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده ! فقلن : والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً أبداً ليس عنده .ثم اعتزلهن شهراً وتسعاً وعشرين ثم نزلت عليه هذه الآية : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} (28) سورة الأحزاب ، قال : فبدأ بعائشة فقال : يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمراً أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ،قالت : وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية ، فقالت : أفيك يا رسول الله أستشير أبوي ! بل أختار الله ورسوله . ( وفي رواية (1): ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت ) . مسلم

الشروط الأساسية لإنجاح التعدد وتحقيق أهدافه , ,,,

ونختم موضوعنا , بالشروط الأساسية التي لابد من توفرها لإنجاح التعدد , والتي أشارت لها الشريعة في قوله تعالى : \\\" اعدلوا هو اقرب للتقوى \\\"

{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (129) سورة النساء

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقية ساقط ) والمقصـود هنا الميل المـادي . رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة ,,,

وقوله \\\" اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا املك \\\" , ومنها

أن تلتزم أطراف التعدد المختلفة , بمنظومة الحقوق والواجبات الزوجية , والالتزام بالآداب والأخلاق الإسلامية كما وردت سابقا من الرحمة والمحبة والرفق والصبر وغيرها ,

التعاون والحرص على وضع الحلول المناسبة للمشاكل التي قد تطرأ , بود وعقلانية ومسئولية وأمانة .,

لتعامل مع الغيرة الطبيعية التي لا يمكن القضاء عليها , ولكن يمكن التعامل معها في حدود المعقول , بشرط ان لا تتجاوز الي الخطوط الحمراء والخروج عن قيم الدين وأخلاقه ,,

على الرجل الالتزام بوجوب وحتمية العدل بين زوجاته في الإنفاق والمبيت والرعاية بكافة أنواعها , وعدم الميل او التعليق للمرأة , والحرص على الإشباع العاطفي قد الاستطاعة ،،،،،

وعلى المرأة القيام بواجب الاهتمام بالزوج والبيت والأبناء , والاحترام والتقدير , والمراعاة لظروفه , ومساعدته ان أمكن في الإنفاق , وتربية الأولاد على الأخوة والحب فيما بينهم البين ,

اما مسؤولية المجتمع , وهذه تقع على العلماء والخطباء والدعاة والكتاب والمثقفين والناشطين وغيرهم , فتتمثل :

•في ضرورة إعادة البرمجة والتربية والغربلة والتوعية للمنظومة الفكرية في العقلية المجتمعية المقاومة للتعدد والمحاربة له كما قلنا سابقا ,,,

•العمل على تحويل التعدد بين الزوجات الي ثقافة , كما هو حال الفساد الأخلاقي أصبح ثقافة ايضا ,

•إعادة النظر بمسالة المهور في المجتمع والمغالاة والمباهاة المفرطة التي طرأت علي مجتمعنا كما ذكرنا والتوعية بخطورتها ,,,

•تحسين الأجواء وخلق بيئة مشجعة للتعدد , ودعمه بكافة أشكال الدعم المختلفة ,,,,

•تبني المؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني لمشاريع التدريب والتأهيل والتثقيف للمجتمع بفئاته المختلفة , على أهمية ووجوب رفع مستوى جاهزيته لتبني الفضيلة والعفاف والدفاع عنهما لأنهما الحصن الحصين , ولأنه الأصل , نعم ندعو للتعدد ,,, دمتم وكل عام وانتم بخير


في الأحد 23 يونيو-حزيران 2013 04:06:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=21028