رسائل من دار الحجر
عبد القوي بن علي مدهش المخلافي
عبد القوي بن علي مدهش المخلافي

وقــصــرٌ تــبـسـم لـلـقـادمينَ

وأشــرق مــن فـمهِ مـا أسـرّ

فـتـبدوا الـنـواجذ بـرقاً مـكيناً

تشير إلى الشمس أو للقمر

يـصـافح بـالـحب كـل الـذينَ

من الحب زاروه عند السَّحَر

ولكل عاشق دار يتغنى بها كما يراه ..ويكتب من هواه كل شاردة ووارده ...

***

وكــم دارٍ مـع الـعشاق تـغدوا

سـهـاماً مــن عـشـيقته تـشـيرُ

كــدار ابــن الـملوح ذاك قـيسٌ

عــلـى لـيـلى يـعـاودُ أو يــزورُ

وعـبـلـة والــفـرزدق أو جــريـرٍ

عـلـى شـكـل الـمـحبة تـسـتديرُ

ولـي دارا عـشقت بـها بلادي

وكـنـت بـها مـع الـذكرى أطـيرُ

حـبـيبي والـديـار وكـل أهـلي

تـسير مـعي وحـيث أنا تسيرُ

أمرُّ على الحضارة من دياري

كــفــرسـانٍ مــدجـجـةٍ تُــغِـيـرُ

وأفـتـح لـلـممالك هـمس قـلبي

فـجيش الـحب في قلبي يثورُ

***

يـا دار هـل تـمضي بـنا الأحـقابَ

لنخوض درساً في الحضارةِ غابَ

فــلـقـد تــركـنـا بـعـضـنا أســرابـا

ونــخـوض بــيـن ركـامـنـا أغــرابـا

يـا دار ودِّع لـلـقـديـم وســلّـمِ

فـهـنا الـجـديد بـحربهِ يـتشرذمُ

أبقيتَ في قلبي بصيص محبةٍ

قـد نـستحي يـوماً وقـد نـتقدمُ

***

وهنا ..أستوقفني الوجدان،، لأنشد في هذا الدار،فلما رأيته مثل الجبل واقف ما هزته ريح ،،قلت فيه:

يـا دار في وسط السماء تعلَّقَ

مـتـبـسـمـاً مــتـرنـمـاً مـتـحـلـقا

مــتـرنـمـاً مـتـوسـطـاً مـتـفـوقـا

مـتـحـمساً مـتـوعـدا مـتـخـندقا

مـتـلـهـفا مـتـعـطـشاً مـتـشـوقـا

مـسـتبسلاً مـسـتفتحا مـتـسلقا

مـتـربـعـا مـتـحـكـما مـتـرقـرقـا

بانت جذورك في العصور بهيَّةً

وعـلى خـدودك شـامةٌ لن تغرقَ

***

وفيه قلت أيضاً :

يـا دار مـن بـين الديار أصيلا

بـلـغ سـلامـي مـن أتـاك نـبيلا

هذا اليماني صاغ منك حقولا

وبـنى حـضارته وصـار وكـيلا

***

ومما زاد إعجابي فيه ..هو الصمود أمام الأيام والسنين ،،فالأعمار تنقضي بالآجال وهو شاهد على الماضي والحاضر ،، فكتبت له:

يــا دار بـيـن ضـلوعنا مـغروسُ

وعـلى الـسحائب طائرا ويبوسُ

عــاد الـزمـان إلـيك فـوق بـراقهِ

ولـنا بـراقٌ فـي الـزمان تـعيسُ

شاخت بنا الأبدان عند عبورها

وصـمود روحـك لا يزال عريسُ

***

دار الحجر( معجزه معماريه فريده،، فيها الجمال،، والصمود،، والعقل.

وعندما تتحدث النفس بالعودة إلى مسقط الرأس فأول شيء تقول لمضيافك: أي خدمه ؟!

فقلت له هل تريد مني شيئاً قبل الفراق؟

فقال أوصل هذه الرسالة إلى السياسيين في صنعاء فأخذتها وفيها قال:

يـا مـعشر الـخصماءِ والفرقاءِ

هـل تـعلمون حـكايتي وبـكائي

لـمـا رأيـت الـجمع كـانوا قـبلكم

فـيضاً جـميلاً يـعشقون ولائـي

والـيوم أضـحى جمعكم متفرقاً

بــيــن الأنــيـن بـشـقـوةٍ وغــبـاءِ

تـاريخ مـاضيكم جـميلاً مشرقاً

والـيـوم صــار مـشـوَّه الأشـلاءِ

قوموا وصفوا جمعكم وتوحدوا

كـونوا كـراماً واكتسوا بردائي

فـأنا سـأنقل مـا رأيت لجدكم:

(مــاضٍ عـزيزٍ شـامخٍ وضّـاءِ)

إمـا سـيسلخ جـلدكم بظهوركم

أو (قُــبـلـةً) سـيـزفـهـا بــنـقـاءِ

***

إنها رسالة العارف بما كان في الزمن القديم الذي كانت فيه اليمن تضرب في جذور الحضارة العالميه.. وهو العارف أيضاً بهوان اليوم الذي فيه تنكمش معنى الكرامة فكيف بغيرها..

وقبل الختام،،

عندما نويت أشد رحلي وأعود ،،لمحت عيني بريقاً ملهما : فوضعت قليلا من الحروف في الحب الغامر بين الضلوع وأنشدتُ:

يـا دارُ في قلبي دياراً أورقت

حـباً يـعطر خـلوتي وشـجوني

وبـهـا بـنـيت مـحـبتي وهـاجـةً

تمشي بها رغم الأنين سنوني

ولـها مفاتيحاً نسخت وميضها

أبـقـيت إحـداهـا لـنور عـيوني

***

وقبل أن أودعكم في هذه الرحلة الطويله أقول لكم :

مـن سـقف دار الـمجد فـي صنعاءِ

قصر الحضارةِ والشموخ هوائي

هـــذي مـشـاتـلُ بــالـورود تـزيـنت

وتـــعــطــرت بــشــهـامـة ٍووفـاءِ

إنـي أعــلِّـقـهـا بـــكــل مــحـبـةٍ

لــلأصــدقـاء ودونـــمــا اســتـثـنـاءِ

***

إنتهت الرحلة بنا في بساط من الأمل ..هل سنصحو على السعيدة يوماً ونحن سعداء؟

اللهم ردنا إليك .. واهدِ اليمانيين إلى البناء والتجديد..

أخيراً وليس آخراً....أتمنى لكم خالص المحبة وجزيل العطاء،،ودمتم على وطن السعيدة وأنتم في غاية السعادة والسلام .

 

وسيبقى نبض قلبي يمنيِّا.


في الخميس 20 يونيو-حزيران 2013 06:35:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=20984