|
الانتساب الى السِّلك العسكري شرف وفخر وعِـز. وذلك لأنه يمثل ركيزة أساسية , هي حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره , وحماية مقدساته ,ومصالحه وثرواته وتراثه وحضارته ،وكذا الحفاظ على سلامة أبناءه جسداً وفكراً وروحاً, وحماية مصالحهم وممتلكات, العامة والخاصة .
فأبناء السلك العسكري - بكافة مواقعهم ومراكزهم - هم حماة الوطن , وهم صمام أمانه , وهم عينه السَّاهرة , التي لا يُغمض لها جفن , ولا يطيب لها مقام.
أبناء السلك العسكري - المخلصين لوطنهم وأُمَّتِهِم - آخر الناس نوما , وأولهم تيقظا. كما أنهم في المُلِمات الجِسام , أول الناس إقداما وتوجهاً ،وفي مواطن الشَّرف والتضحية , أول الناس فداءً وتلبية وتضحية وإخلاصاً
فلكم أُكْبٍرُ فيهم بسالتهم , واسترخاصهم لأرواحهم , في ذودهم عن الحِمى , ودفاعهم عن الاوطان .
ولكم - والله - دمعت عيني إجلالاً لعزة نفوسهم ورباطة جأشهم , والشمس الحارقة تلفح خـدودهم العارية , والغبار يعبث برؤوسهم المكشوفة في العراء, وعلى قارعة الطرقات ،يتركون الأهل والأولاد ولذيذ المنام , مكتفين
بيسير الطعام , ومقدمين على الموت الزؤام .
لقد عرفت وجلست مع نماذج من هؤلاء الكبار الأبطال, تشعر بالفخر والعزة لذكرهم والحديث عنهم .
ومن أجل هذا الإقدام وهذه الجسارة , كان الفخر والشرف لأبناء القوات المسلَّحة والأمن .
ومن أجل ذلك عملت الدُّول على الاهتمام بهم , ورفع مكانتهم , أحياءً وأمواتاً ، بل لقد حَرَّم الاسلامُ النَّارَ على أمثال هؤلاء المخلصين الأوفياء.
يقول القائد الأعلى , والمربي العظيم صلى الله عليه وسلم " عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله , وعين باتت تَحُرسْ في سبيل الله" .
وحراسة المسلم لوطنه والذود عن حماه , من أفضل القربات عند الله تعالى ، لكن المأساة الكبير: عندما تُقابل تضحية هؤلاء العظماء, بالعبث والإهمال، فعندما يشعر المنتسبون - لهذه المواقع السامقة - , بالإهمال والإهانة واللامبالاة . وغيرهم من المرتزقة والهمج الرِّعاع , يرتعون بالحصانات الدبلوماسية, والمِنح والرَّفاهية , وهم في سرقتهم يفرحون , وفي المال العام يسرحون , وفي غيهم يعمهون .
يجلسون على كراسي دوارة , يحركون خواصرهم يمنة ويسرة , كعاهرة في دار البغاء ،المأساة : عندما يُحرم أمثال هؤلاء البواسل , حقوقهم ويعاملون معاملة الخدم , لقادةٍ التصقت مؤخرتهم بالكراسي من كثرة المآسي وأَسَن الركود .
المأساة : عندما يتذوق هؤلاء الأبطال مرارة تخلي الدولة عنهم وقت المرض , أو الكِبَر, أو الطَّـفَـــر!!.
المأساة : عندما يدفع هؤلاء الشُّجعان ثمن الانتساب : القهر والحرمان , والفقر , والتشرد , والتفجير اللعين!!.
المأساة : عندما تكون القبيلة أقوى في حماية أبناءها والقابعين تحت كنفها!! , والحكومة أضعف في توفير الأمن لمنتسبيها ورعاياها !!.
المأساة : عندما يكون الزَّيُّ العسكري فريسةً يلاحُق في جبال صعدة , وشيطاناً يُطارد في صحاري الجنوب , وعاراً يُفجَّر في شوارع المدن المتحضرة .
في الأحد 09 يونيو-حزيران 2013 04:34:43 م