|
ذات يوم كنا في منزل أحد الأصدقاء في صنعاء في 2010 تقريباً (قبل الثورة). وكان معنا سوري من اللاجئين في اليمن.. وكنا نتحدث عن فساد نظام علي عبدالله صالح.. فقاطعنا وقال: هل تعرفون ماذا سيحدث لو كان علي عبدالله صالح رئيساً في سوريا؟. قلنا ماذا؟ قال: سنحمله على رؤوسنا لا نتركه يمشي على الأرض.. يكفي أنه جعلكم تعيشون وتتحدثون.. هذا يكفي. لا تعلمون معنى الحرية التي أنتم بها.. (بالمعنى)
أنا هنا لا أدافع عن صالح، بل أذكر بالموقف لتقريب الصورة لكي يفهم الناس أكثر، بشاعة النظام الإجرامي في سوريا.. وعدم مقارنته بأي نظام آخر..
أحد السوريين في صنعاء، (لا أتذكر إن كان الأول أم لا)، أخبرنا عن ربيع دمشق، عندما صعد بشار إلى الحكم في العام 2000 أعلن عفواً عن الناجين من مجزرة حماة في الخارج.. وكان إعلانه عبارة عن فخ، ليعيدهم إلى السجون والمشانق..
أحدهم في صنعاء علم عن العفو، أرسل عائلته إلى سوريا وسوف يلحق بها عند إكمال ترتيبات معينة.. وبعد أن أرسل عائلته علم أن كثيراً ممن يعودون إلى سوريا لا يصلون ولا يعودون إلى المنفى! وهناك أصبح مفارقاً لعائلته.
فالرجل الذي هرب طفلاً إلى اليمن وعاش بعيداً منذ الثمانينات، فارق أهله أيضاً، بعد أن تزوج فيها ممن نجا بهم الحظ من المجزرة.. وأصبح يبكي لا يدري يبكي اليوم أم الأمس..
لا تستطيعون تخيل سوء النظام الإجرامي في دمشق والأنظمة والعصابات الطائفية الواقفة إلى جانبه..
إنها أكثر إجراماً آلاف المرات مما يتخيل الناس..
وتظل الثورة السورية من أعظم الثورات في التاريخ.. هناك حيث تتم إبادة شعب من قبل التحالف الإيراني الصهيوني.. هناك حيث لا يثبت إلا الرجال.
سيأتي ضعيف الإيمان وقصير الرؤية يقول إن الثورة السورية وقعت في أخطاء.. أقول له: ثق إنها من أعظم الثورات، وإن التيارات اليسارية وتيارات المرتزقة العربية التي تروج لأخطاء الثورة السورية سوف تحاسب أمام الله والتاريخ. لأن التضليل لن يستمر وسيذهب الزبد جفاءً.
حتى لو كفر العالم كله بالثورة السورية، سأظل الوحيد الذي يؤمن بها حتى آخر نبض إنساني بين هذا البشر الدائخ بالشائعات.. إنها ثورة تواجه أشد أعداء الله والدين والأمة والعروبة والإنسانية.. والله لا يخلف وعده.
في الثلاثاء 16 إبريل-نيسان 2013 06:18:37 م