عن الإستقطاب الذي يواجه بالرفض
جلال غانم
جلال غانم

(بين الاستقطاب الحميد والاستقطاب القبيح)

عند الحديث عن الدول التي تقف في محور اليمن السياسي يُصاب البعض بحالة إنتعاش غير طبيعية نكاية بالآخر ويُصاب أحيانا أخرى بإمتعاض نتيجة عدم تطابق بعض الكتابات مع هواجسة والمرض الذي في رأسه وهذا ما يحدث بالضبط عند الحديث عن الدول التي شغلت عقلية اليمني وحولت حياته إلى معارك يومية للدفاع أو الهجوم على بعض مواقف بعض الدول من الثورة الشعبية ومن بعض التجاذبات الدينية والسياسية الحاصلة اليوم .

إن لم يكن الحديث عن هذا الموضوع يُصاب الكاتب والقارئ معا بالدوار فهو يصيبة بالغثيان والاكتئاب والرغبة في التقيؤ نتيجة العقليات التي يتمتع بها البعض وإستثمار أي تصريحات لإغراض سياسية ونسف الكاتب وتشوية صورته أمام أنصاره وأمام الرأي العام كي يزجرة بتهمة تليق به إما عميل أو سُني أو شيعي أو بلطجي وغير ذلك من التُهم الجاهزة والمُعلبة بقالب تُنشر وساخته وروائحه وقاذوراته لوسائل الإعلام التي تتلقف ذلك كي تُعرف للقارئ مدي قُبح هذا الكاتب أو مدى جماليته لإنه هاجم ذلك وأنتصر لذاك .

كما سبق وأن تكلمنا كـــ كُتاب ومثقفين أن موقفنا من أي بلد كان إن لم يكن إيجابي ويُساعد من عملية إنتقال السُلطة بشكلها السليم إلى الشعب سوف تنتفض أقلامنا ضد هذا وذاك كي تجد لها مكانة واعية في عقلية القارئ ليرى أن هذا البلد لا يحتاج إلى تجاذبات وإستقطابات حُمى سياسية ودينية بقدر ما يحتاج إلى الخُبز وحماية هويتة المُعرضة للتشتت والتمزق في أية لحظة .

وكما يقول المثل :  ((العيب اللي في الوجه ما يتغطي ولا يندس))

فهل أصبحت حياتنا كُلها ردة فعل لنعيشها على إيقاع الآخرين ؟

أنا لست بصدد الوجوم ضد أيا كان ولا أحب أن أتطرق لكل العلاقات المشبوهه لكل السياسيين والقادة اليمنيين بمُختلف توجهاتهم وأشكالهم الحزبية والطائفية والمناطقية لأن الكل مازال يشرب من مياه آسنة وبركة ماء مُلوثه كُل يوم تسقينا من عُلقمها كي نموت بشكل أكثر دراية أمام هذا الآخر .

كُل ما يدور من حراك سياسي ووقاحة من أطراف عده يُوازي مدى فسادهم خلال عُقود من الزمن ويؤكد ويُدلل على أن هؤلاء ليسوا رهينيين لأي شراكة ومرحلة قادمة سوى مزيدا من الارتزاق والأكل وطلبة الله بإسم الوطن والدين .

وكما يُقال : (( اللي يسرق البيضة يسرق الجمل))

وقد تم سرقتنا كيمنيين وسرقة ثورتنا وحولوها إلا مُجرد تعويذة وطُرافه يتغنون بها في أوقات سعادتهم ويلعنونها في أوقات أحزانهم ليحملوا ندهم سبب ما وصلت إليه البلاد من حالة يُرثى لها وتحولت ميزان القوى من بعض حسنات إلى سيئات الكل يعوم في أطرافها ويرقص على إيقاعها .

اليمن اليوم ليست بحاجة سوى إلى علاقات حميدة خارج الاستقطاب الديني والسياسي كي لا نتحول إلى وقود للآخرين نحترق كي تشتغل جُذوه الآخرين فرحا وإبتهاجا .

ولسنا اليوم بصدد أي شيء سوى الدفاع عن ما تبقى لهذا البلد من كرامه خارج أرتال القادة العسكريين وزبانيتهم من المدنيين والكُتاب الذي حولوا اليمن في غفلة إلى مزرعة لتخصيب كُل وباء , وكل فساد ليقننوه بشكل حضاري ومدني كي يقرآون علينا أن كُل فاسد دنس هو طاهر وأن كُل ثوري ماهو إلا مُرتزق يأكل من خيرات هؤلاء .

سوف نظل نقول لا , ونُردد أن آمالنا أكبر من إمتداد خارطتهم الملوثة بتاريخ لم يحمل لنا سوى مزيدا من الوجع واليُتم كي نلعن الظروف التي جمعت تاريخنا بكم ونلعن الحظ الجمهوري الذي لم نرى منه سوى نشالين خارج أسراب الحُكم الصالح والرشيد .

لا إستقطاب حميد , لا إستقطاب قبيح سوى إستمرار ركل اليمني من الخلف كي تتعقد شكلية حياته وتزداد أكثر تعاسة

Jalal_helali@hotmail.com


في السبت 02 فبراير-شباط 2013 10:15:06 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=19077