|
يظل الربيع العربي كما هو لم يذهب أو يختفي عن الأنظار دون أن يأخذ بثأر الشعوب من حكامها.. لا ولم ينتهي الربيع العربي بعد.. بل عاد مجددا وحلق في سماء العراق المشهورة باسم "بلاد الرافدين" بعدما بسط وسجل مقعده مسبقا في بعض من الدول العربية كتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والذي انتفضت الثورة في تلك البلدان العربية بعزم شعوبها الأحرار ضد حكام قد اقتبسوا نبذة من الظلم والعدوان الغير مبرر للغاية فتجدهم يعتدون على شعوبهم ويقتلونهم حبا بالسلطة والحكم وكسب ولكن الشعوب الحرة ليست فئة صامتة فقد استيقظت من نومها ووصفتهم "بالطغاة" الكلمة الذي أغضبت الحكام نتيجة لما يفعلونه من جرائم وقتل وكسب المال العام الغير مشروع..
لم يشد الربيع العربي رحاله إلى بعض من البلدان العربية المذكورة سابقا من أوامر خارجية أو ضغوطات دولية حتى نقول أن أي ثورة اشتعلت في أي دولة ليست ثورة كما يصفها الدكتاتور السوري "بشار الأسد".. وإنما ثورة ناضجة من شعوب قد شبعوا فساد وظلم من حكامها والكل عليه أن يؤمن بذلك الشيء الواقع..
لقد اتجه الربيع العربي إلى العراق حاملاً معه رسالة من العيار الثقيل عنوانها الانتصار للشعب العراقي وتم ترحيب مفاجئ من قبل العراقيين وشهدت الساحة العراقية عواصف رعدية في ظل تصاعد الاغتيالات ضد شخصيات سياسية وإسلامية كانوا هم الدور الهام والجزء الأساسي في التظاهرات العراقية ضد سياسة حكومة المالكي والبعض اتخذها تصفية لحسابات سياسية بين مختلف الأطياف.. جاءت تلك الاغتيالات من طرف رئيس الحكومة نوري المالكي في ظل انتفاضة شعبية عراقية حتى يتم هناك نوع من التراجع عن التظاهرات وعن مطالبهم اتجاهه ويتم أيضا في نفس الوقت خلط أوراق وزعزعة للأمن وانتشار الفوضى داخل العراق.. فنوري المالكي يعتبر هو اكبر عميل لإيران وأيضاً اكبر عميل لجماعة كردستان سابقاً الذي كانت تحتل شمال العراق للقيام بأعمال إرهابية ضد العراقيين والأتراك لكنهم انقلبوا عليه رأساً عن عقب وحولوا مسارهم الإرهابي إلى تظاهرات ضد عميل طائفي.. المالكي الذي يعتبر هو النسخة المطبوعة من النظام السوري يتحركوا تحت إمرة إيران وكأنهم كالأنعام بل اشد.. لأنه الهدف هو انتشار الطائفة ليس على مستوى بعض الدول العربية بل في جميع أنحاء الشرق الأوسط..
ولا جديد في الذكر هنا أن التظاهرات العراقية الذي انطلقت من "الفلوجة" و "الأنبار" تهتف بشعارات تتركز على رحيل المالكي الذي اتهمه بالطائفية والفساد.. هي صفعة قوية ووجع مؤلم لمن يريدون الطائفية ويدعمون الأنظمة المستعارة لتكون هي الناقل والجزء الأساسي لانتشار الطائفية في بعض من الدول العربية..
فإذا عدنا إلى تاريخ العراق أيام التسعينات وما بعدها وأيام صدام حسين.. سنجد أن البعض من العراقيين بل وبنسبة كبيرة كانوا واقفون ضد صدام حسين ويحملون حقده وها هم الان نادمون بما فعلوه ولو بإمكانهم إعادة الماضي لأعادوه حتى لو دفعهم الثمن إلى قطع رقابهم،، لأنه حينما عرفت وكشفت الحقيقة عن مؤامرة خارجية طائفية بمساعدة المالكي وبعض من لديهم مصالح شخصية الذين استغلوا خلالها الشعب العراقي على إنهاء صدام حسين.. لكن جاء الوقت واتضح الأمر على تلك الأعمال السلبية وليس هناك أية ألاعيب أو أكاذيب يتخذونها المتسلطين في الدولة وعباد إيران على الشعب العراقي..
فنهاية المطاف هو أن ما يجري ويحصل في العراق من انتفاضة شعبية أشعلت نيران انطلاق الثورة بمشاركات شبابية جامعة تجعلنا ندرك بالفعل أن هناك ثورة غاضبة ناضجة من طرف اسود الرافدين وان الربيع العربي ليس كحكام العرب يتحركون كما يوجهونهم الغرب وإنما يتحرك بإحساس داخلي ينتجه الشخص المؤلم واليائس من الوضع في المنطقة في ثورة ضد حكام طغاة وقد أتى وقتهم للرحيل إلى عالم الذل والإهانة ودار العجزة والمسنين.. فمهمة الربيع العربي لم تكتمل بعد وهو في طريقه إلى إطلاق صاروخ فضائي من الطراز الثقيل يحلق في سماء بعض من دول الخليج..
Aljubaihi11@gmail.com
في الأربعاء 23 يناير-كانون الثاني 2013 05:30:42 م