شوقي هائل,إفراغ لسلطة الدولة,وإنعاش لسلطة الغاب
رفيقة الكهالي
رفيقة الكهالي

شوقي هائل تاجر , وقيادي من ابرز رموز النظام السابق , واحد أعضاء السلطة المحلية ,  شغل منصب رئيس لجنة التخطيط والتنمية في المحافظة , تلك السلطة التي ساهمت بفشلها الذريع في تفجر ثورة الشباب وانطلاقتها من تعز  , تعز التي كانت ولازالت تعاني من ارتفاع نسب معدلات الفقر , والبطالة , والفساد المالي والإداري المستشري في كافة مرافقها , وتردي خدماتها العامة , ووقوعها على الخط الساخن لصراع مشاريع الحيتان وتصفية الحسابات  ,,,

وفي الحقيقة كان قرار تعيينه من قبل الرئيس ( التوافقي ) عبدربه منصور هادي , ليس فقط مفاجئ لقوى الثورة , بل كان ايضا صادما لشباب الثورة بكل معنى الكلمة , الشباب الذين قدموا ارواحهم رخيصة من اجل تغيير الجذري وضربوا اسمى ايات الصمود ليس لإعادة انتاج وتدوير القتلة والفاسدين والإتباع والإمعات ,,

ورغم انه كانت لدى قناعة متاصلة قبل الثورة , تبلورت من متابعة اداء اللجنة المذكورة اعلاه والتي كانت كما قلنا برئاسة الأخ شوقي هائل الذي لم يقدم فيها لسنوات طويلة اي شئ يذكر , باستثناء ملاحقة البسطاء من أصحاب العربيات والبسطات والمقاوتة ,,,

هاجس الخوف من استغلاله لمنصبه كمحافظ لتحقيق مصالحه الخاصة وصالح مؤسساته التجارية والاجتماعية المتعددة , او لتمرير مشاريع قامت الثورة أصلا لإسقاطها , اتضح انه كان في محله , اضطررنا لخلع النظارات السوداء ونبذ لغة التشاؤم , وقمنا بإعطائه فرصة حتى نكون منصفين ,, فماذا عمل ؟ وكيف أدار ؟ 

افرغ السلطة المحلية من محتواها ,,

بعد مرور حوالي عشرة أشهر منذ تعيينه في 6/ ابريل /2012 م واستلامه لمهامه كمحافظ , لم اجد الا محاولاته المتعددة لإفراغ السلطة المحلية من محتواها , ومن قيمتها , ومن معناها ,,, ملامحها ادارة فاشلة , وممارسات تقوم على استعداء القوى الثورية والسياسية , وإنعاش لسلطة الفاسدين والقتلة والدفاع عنهم , والعبث بالقانون وبكرامة المواطن المغلوب على امره الذي مازال يدفع ثمن الحمق والغباء السياسي لهؤلاء ,, 

حتى نلم بحجم ما يحدث , وبكيفية افراغ المحافظ للسلطة المحلية , بالافتئات على قوانين الدولة وركنتها على الرف , وبالعبث الممنهج بالمال العام , لنلق نظرة على إيرادات المحافظة التي تعد بحق غزيرة , وبملايين الدولارات , والسبب لأنها الأكبر من حيث عدد السكان الذي يقارب تقريبا الخمسة ملايين نسمة ,,

تأتي اغلب إيرادات المحافظات بشكل عام - وهذه معلومة تزيد الوعي القانوني وتخدم تفعيل الرقابة الشعبية على اداء الوحدات الإدارية من محافظات ومديريات - حسب قانون السلطة المحلية رقم ( 4) لسنة 2004من موارد تجبى اما من المديريات لصالحها , وتتكون من الزكاة بمختلف أنواعها بنسبة 50% , ومن الرسوم المفروضة على المواطنين , كرسوم الدعاية والاعلان , ورسوم الضرائب المفروضة على المهرجانات والفعاليات الرياضية وغيرها , وتراخيص البناء , وفتح المحلات , وتوثيق العقود والمحررات , وخدمات المسالخ واسواق اللحوم والاسماك , وخدمات الاحوال الشخصية والسجل المدني , ورسوم النظافة , والقيد والتسجيل العقاري ,ورسوم استخدام الاسواق , وعائدات استغلال المحاجر والشواطئ والسواحل , ورسوم يجري جبايتها باسم التعاون والمجالس المحلية وصناديق التطور كفواتير الكهرباء والمياة والتلفون , ورسوم نقل الركاب برا , وحمولات نقل الاحجار والحصي والرمل , وحصيلة التصرف بالاراضي والعقارات الحكومية وقيمها الايجارية , ورسوم مزاولة المهن المختلفة وتجديداتها , ورسوم الاقامة في الفنادق والمنشآت السياحية والترفيهية , وكافة غرامات تاخير سداد الرسوم السابقة , والهبات والتبرعات والمساعدات التي يقدمها الافراد او الشخصيات الاعتبارية او المنظمات الخارجية عبر الاجهزة المركزية , وضريبة المهن الحرة ,,,

اما الموارد التي تجبى من المديريات لمصلحة المحافظة ككل , فتتكون من حصيلة الإيرادات الزكوية بمختلف أنواعها بنسبة 50% , والضريبة المستحقة على الريع العقاري , وضريبة استهلاك القات , ورسوم القيد في السجل التجاري , ورسوم تراخيص قيادة وسائل النقل , ورسوم تراخيص تسيير وسائل النقل , ورسوم نقل ملكية وسائل النقل , وغرامات المخالفات المرورية , ورسوم الخدمات الصحية والطبية , ورسوم الشهادات الصحية بمختلف أنواعها , ورسوم تراخيص الاصطياد , و رسوم تراخيص حفر الآبار الارتوازية , ورسوم جوازات السفر, والرسوم المقررة على الطرود الواصلة الى المنافذ البرية والبحرية والجوية , والهبات والوصايا والتبرعات المقدمة من الأفراد والأشخاص الاعتبارية , والهبات والتبرعات والمساعدات التي تقدمها الهيئات والمنظمات الخارجية عبر الاجهزة المركزية , وضرائب كسب العمل للمهن الحرة , ورسوم فتح الصيدليات والأشعة والمختبرات والمخازن بكل أنواعها , ورسوم انشاء مكاتب الإرشاد الزراعي والمشاتل والمزارع الخاصة , ورسوم تراخيص الأسلحة الشخصية , ورسوم تصاريح العمل والإقامة للعرب والأجانب , ,,

وتتمثل الموارد المشتركة بين المحافظة ومديرياتها , فيما يجري جبايته وتحصيله مركزياً باسم التعاون والمجالس المحلية وصناديق التطوير المحلية ومنها , الرسوم المفروضة على تذاكر السفر الجوية والبحرية , والرسم المقرر على كل برميل بترول او ديزل او جاز يباع للمحطات , والموارد السنوية للصناديق مثل صندوق صيانة الطرق , صندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي , صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة بنسبة 30% ,,, وغيرها كثير , بالإضافة الي الدعم المالي الحكومي المركزي السنوي ,,, فكم ميزانية كل هذا ؟واين الشفافية ؟!!

والسؤال الاخر الذي يفرض نفسه بعد السرد الطويل للإيرادات , هو اين تذهب كل تلك الأموال ؟ , وهل تصرف الميزانية حسب أهواء المحافظ ومزاجه , ام حسب الية معينة حددها القانون المذكور ولا ينبغي تجاوزها , وما اوجه انفاقها ؟ وهل هناك عبث بأموال وإيرادات السلطة المحلية ام لا ؟ واذا فقط تذكرنا مثلا كم هي رسوم استخراج جواز مثلا ؟ سيتضح لنا ان هناك مبالغ مهولة , كانت تذهب لجيوب الفاسدين , وتذهب الان لمشاريع المحافظ الترقيعية العبثية الديكورية التزينية المكياجية ,,, 

في الحقيقة , كما حدد القانون الإيرادات , حدد أيضا ضوابط صرفها , وحصرها بان تكون وفق خطط إستراتيجية , مقدمة من الإدارات المختلفة , والمجالس المحلية للمحافظة والمديريات , على ان تكون مبنية على دراسات تحدد اولويات الاحتياجات للمرافق المختلفة , ويراعى في الصرف على المشاريع الاكثر اهمية والأولى بالرعاية والادوم في الأثر,كل ما سبق يفرض علينا أسئلة يجب ان نطرحها على المحافظ كونه المشرف على تطبيق القانون وإدارة المحافظة كيف تم اقرار خطة حملة شارك وكم التكلفة المالية الحقيقة غير الستمائة مليون ريال التي صرح بها ؟ 

وضمن اي ميزانية 2012 ام 2013 وهل تمت وفق خطة مدروسة , وأين هو وجه التنمية في مشروع كهذا ؟ وهل حملة النظافة والترميم تقع في أولويات احتياجات المحافظة ؟

هل تم اعتماد الخطة بالطريقة المحددة في القانون ؟

ثم الم يكن من الأجدى دعم الإدارات الرسمية كالصحة والإسكان وصندوق النظافة وغيرها ،الم يكن من الأفضل ايضا رفع مستوى موظفي البلدية وأدواتها , بدل العبث بكل تلك الملايين ثم تعود حليمة لعاداتها القديمة ما المعايير العلمية التي اعتمد عليها الإداري الناجح ؟

ولماذا يخلط المحافظ بين عمله كمحافظ لكل أبناء المحافظة وبين عمله الاجتماعي في مؤسساته الخاصة ؟

ولماذا انطلقت حملة شارك من أمام مدارس بيت هائل سعيد التي حسب تصريحات المحافظ انها الأفضل كونها مؤهلة بعكس المدارس الحكومية التي يرثى لها ؟

ولماذا الترويج الإعلامي لمؤسساتك في حملة يفترض بها أنها حملة رسمية ينفق عليها من إيرادات الشعب ؟ ام ان الشعب عندك مجموعة من المتمصلحين والمطبلين ؟

ولماذا غابت مؤسسات الدولة الرسمية كديوان المحافظة مثلا وحضرت مؤسسة السعيد ثم لماذا تحولت لقاءات واجتماعات ومؤتمرات السلطة المحلية الرسمية الي مؤسساتك الخاصة تحويل المحافظة برمتها الي جمعية أهلية تضم الي مملكة آل السعيد ثم اليس في ذلك ثم لماذا بعض الشوارع وصلت إليها الحملة الهلامية والأخرى لا وإذا كنا لشهور طويلة عاصمة القمامة ومسابح وانهار المجاري بكل جدارة فما مصير عاصمة الثقافة بعد شهرين

سلطة الغاب

خلال الشهور السابقة من الولاية , اتضح لنا بجلاء ان شوقي هائل عبارة عن العوبة بيد رموز النظام السابق وظهرت قضية دعمه للفاسدين من خلال إنعاشهم بتوفير البيئة المناسبة , ومن خلال إدارة ظهره للقوى السياسية ولمطالب الثوار, وذلك في عدة محطات , أولاها كان في قضية طالبات مدرستي نعمة رسام ومدرسة أسماء , التي انحاز فيها الي جانب مديرات لمدارس وضد الطالبات حتى تدخل وزير التربية والتعليم ,, والثانية كانت في طريقة استبدال مدراء بعض المكاتب على حساب الولاءات الحزبية وتحت يافتة عريضة اسمها الكفاءات والتغيير, وهنا وضع قانون اخر هو قانون التدوير الوظيفي الي الرف بجانب أخيه السابق , ودخل في صراعات ومماحكات لا داعي لها مع وزير الشؤون القانونية ,, ثم دخل المحافظ المذكور في حالة صراع جديد مع وزير الكهرباء , ورفض القرار الوزاري بإقالته بدعوى المركزية , بالرغم من ان الشباب ولما يقارب السنة يطالبون باقالة من اشتهر فسادهم ومنهم مدير مكتب الكهرباء , لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تجاوز الي فض اعتصامات موظفي الكهرباء ا بالقوة والاعتداء عليهم وعلى الشباب المعتصمين السلميين من قبل قوات الأمن وبلاطجة تتبع المحافظ المحترم ,,,

دولة المشائخ  

ثالثة الاثافي والقشة التي قصمت ظهر البعير كانت هيئة الشيوخ الاستشارية , ومهمتها المحددة في حل النزاعات بالطرق السلمية والتصدي لقضايا مشكلات الأراضي والقضايا العامة , سلطة الشيوخ تعلو ويخرس اي صوت اخر , وبقرار من رجل الدولة والقانون الذي أصمنا ضجيجه الإعلامي وهو يتحدث عن الدولة المدنية , الرجل يعطي للمشائخ الضوء الأخضر في رقاب المواطنين , والعجب العجاب ان الأخ المحافظ لا يمل من مهاجمة قوى الثورة الذين يريدون ان يرجعوه الي القرون الوسطى , وهو يلمز طبعا الي حزب التجمع اليمني للاصلاح ,, فاذا كانت هذه قرون الإصلاح وهو يحارب السلاح ويدافع عن السلوك الحضاري المدني , فالي اي قرون ترجعنا قرارات المحافظ الحجرية !!! 

في النهاية ,, اتمنى من بيت هائل سعيد انعم , وهم بيت عريق , لهم مكانة لدى المواطنين , ان يدركوا فداحة ما يرتكبه شوقي هائل بحقهم وبحق الوطن والمواطن , فبالإضافة الي فشله الذريع ووضعه لنفسه ومن يديره في مواجهة مباشرة ضد الشباب والقوى السياسية المعارضة لسياسته وأداءه , فانه ايضا يضع سمعتكم تحت طائلة الاستفهام والتشكيك والسؤال والمساءلة , واعتقد ان مؤسساتكم المدنية لا تحتاج الي المال العام الذي يعبث به ولدكم ويستغله للترويج الإعلامي لصالحكم في الحملات المذكورة ,,

اما شوقي هائل فأعتقد جازمة ان الرسائل قد وصلته وفهمها جيدا , ونرجو ان يجنبنا ويجنب تعز دورة جديدة من الصراع والاقتتال على يديه , وسلطة الغاب التي طالت الشهداء واسرهم ومازالت فمازالت ملفاتها مفتوحة حتى يأتي اليوم الذي تطالها سلطة القانون والعدل , وان غدا لنظاره لقريب , وحتى ذلك اليوم , ببساطة خذ حملاتك وارحل قبل ان ترحل ,,,


في الإثنين 14 يناير-كانون الثاني 2013 05:53:49 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=18813