عندما تصبح المرأة وحشا
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

المرأة نبع الحنان وشاطئ الأمان..

المرأة عذب المشاعر ودفء العواطف..

هي الأم الرؤوم.. والأخت الحنون.. والزوج العطوف..

هي القلب الشفيق.. والكف الرقيق.. والحضن الدافئ..

 ولكن لماذا تصبح المرأة في بعض الحالات وحشاً؟

لماذا تتحول إلى كائن بلا ضمير؟

لماذا تلبس ثوب القسوة وترتدي إزار الظلم؟

حتى تصبح مضرب المثل في ذلك "الخالة خوالة ولو كانت أخت الأم" "نظرة خالة فوق الغداء" وسكبة خالة" وحتى اليونان يقولون في أمثالهم"ليس هناك من شرّ أكثر من زوجة الأبّ"..

إنها المرأة عندما تكون "زوجة للأب" أو كما يسميها الناس "خالة"..

و الخالة في أحسن حالاتها لا تؤذي, لكنها لا تُحسن.. لا تضر, لكنها لا تنفع, وكلما سمعت قصصاً وروايات تحكي عن جرائم الخالة التي تحرق الأجساد بالنار, وتحرم أبناء زوجها من الطعام والشراب وتمنعهم من الخروج, هذا إذا لم تسجنهم وتفتعل المشاكل لقهرهم و التحريض عليهم.. والتي تسعى لحرمانهم من الميراث بعد الموت وحرمانهم من والدهم قبل الموت..

أتساءل من أين جاءت المرأة بكل هذه القسوة؟

ولماذا تخزن في قلبها كل تلك الكراهية؟

ولماذا تصب أنواع العذاب على من لا ذنب لهم دون جرم ارتكبوه غير أن أباهم ترك أمهم وتزوجها؟

كيف تستطيع أن تغير مشاعرها في لحظات من العطف على أولادها إلى القسوة على أبناء زوجها؟

من الاهتمام بأولادها إلى تعمد إهمال أبناء زوجها؟

كيف تحتضن أطفالها وترمي أبناء زوجها؟

كيف تعيش مشاعر الأمومة و هي تقتل الطفولة؟

كيف تكون أماً وجلاداً في وقت واحد ؟

صنف آخر:

 عجوز تشكو ضعف الجسد ووهن العظم وضنك العيش, تبحث عمن يؤويها, عمن يطعمها ويسقيها, عمن يرعاها في كبرها.. بعد أن طردها ولدها بقرار جائر تبكي منه السماء والأرض.. قرار أصدرته زوجته التي لم تطق العيش تحت سقف واحد مع تلك العجوز التي أفنت عمرها من أجل ولدها..

وأخرى تعيش مع ولدها وزوجته التي جعلت منها خادمة لهما تطهو الطعام وتنظف الأواني وتغسل الملابس..

وثالثه لها ولد وحيد هو كل دنياها تأتي الزوجة الوحش لتختطفه وتحرم الأم من فلذة كبدها دون شفقة أو رحمة..

زوجة الإبن في أحسن الأحوال لا تضر, لكنها لا تنفع.. لا تؤذي, لكنها لا تحسن..

 تلك صور بشعة للمرأة عندما تنضب مشاعرها وتجف عواطفها ويموت ضميرها, فتتبع هواها وتنقاد لشيطانها وتتبرأ من إنسانيتها لتصبح وحشاً..

 إضاءة :

الجزاء من جنس العمل, وكما تدين تدان..

مع احترامي لكل خالة و لكل زوجة ابن ليست من هذه الأصناف..


في الأحد 16 ديسمبر-كانون الأول 2012 11:16:55 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=18454