|
لم أكن أرى شيء يبشر بالخير لليمن قبل الثورة ،حتى أرى الأمل يتجسد في شخص ياسين سعيد نعمان تلك الهامة الوطنية التي تعبر عن الإنسان اليمني كقيمة عليا وتستمد عناوين تواجده ووجوده من الروح الخلاقة المترعة بالتقوى وحب الانتماء على الجغرافيا اليمنية بكل تضاريسها وإيقاعاتها الجميلة،
بعد انتشار خبر محاولة اغتيال ياسين شعرت بالحزن الشديد لأني أدرك أن بلدا كاليمن سيخسر كثيرا بغياب مثل هذه الشخصيات لقلة عددها بل وندرتها... فياسين سعيد نعمان من الرجال القليل الذين يعرفون ماذا يقولون وكيف يقولون ومتى يقولون... ياسين الذي يحمل فراسة الرجل النزيه النظيف الشريف الذي لم نسمع عنه يوما ما يلوث سمعته في أي شكل من أشكال الفساد... إنه من جيل كاد أن ينقرض لولا الأمل الذي بعثه شباب الثورة الذين تغص بهم الساحات اليوم والذين سيشكلون امتدادا لجيل الشرفاء المناضلين المحترمين الذين يعتبرون الدكتور ياسين سعيد نعمان واحدا من رموزهم المميزة
اشعر أن الأغلبية اليمنية, إن لم يكن الجميع في اليمن, يدركون أنه رجل المرحلة وان اغتياله هو اغتيال لليمن الجديد ونسف لمشروع الدولة المدنية الحديثة وأجزم ان الجميع يكن الإحترام لهذه الهامة الوطنية الأعداء قبل الأصدقاء ويجمع عليه الفرقاء بأنه سياسي من طرازٍ رفيع وبأنه لايقبل بان يكون عابراً على قيادة الاشتراكي دون أن يترك بصمته وسماته عليها..
هو أميل الى الاعتدال والى وسطية اليسار, نراه وطنيا غيوراً صادق الرأي قوي الحجة، لا يعرف لغة المزايدة والنفاق وهو في مستوى ان يكون أهلاً للمسؤولية لذلك يتصدر للمواقف التي لا احد يقدر عليها سواه، هكذا تحمل مهام أن يكون اميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني في أدق مراحله واعقد الظروف ليخرجه من ضائقته السياسية إلى حيث ينبغي ان يكون حزباً طليعياً له ميراثه النضالي وعمقه التاريخي والوطني
هكذا الدكتور ياسين سعيد نعمان؛ إنسان جبل على قول الحق وكلمة الصدق، يسمو على الدوام فوق كل الصغائر ولا يسمح لأي كان أن يحقق غرضاً ليس في مصلحة الوطن، وهو بهذا يُفشل كل الرهانات البليدة ويواري على الدوام التآمرات التي قد تصدر عن النفوس الضعيفة،
لا شىء يدمى القلوب أكثر من اغتيال الأوطان..
في الأربعاء 29 أغسطس-آب 2012 05:10:44 م