استقالة مرفوضة
فيصل علي
فيصل علي

انا ضد تقديم اي وزير من حكومة الوفاق لاستقالته او حتى مجرد التلويح بها واعتبر ذلك هروبا من المسئولية تجاه شعبنا العظيم في هذه المرحلة من تاريخ ثورتنا السلمية، وكذلك انا ضد من يبحثون عن افشال الحكومة باي وسيلة لانها لم تتناسب مع خيالتهم الغير سوية، انا اعلم ان كثيرا من الوزراء تورطوا في قبول هذه المهمة الوطنية ولم يكونوا يدركون مسبقا حجم الدمار الشامل الذي سيجدونه في هذه الوزارات المهترئة والغير سوية لا في نظام ادارتها ولا في كثيرا من كوادرها، اقل شيء ان العديد من مدراء العموم في هذه الوزارات حصلوا على الدرجة بناء على المجاملات والاقتراب من الاقبية الامنية التي كانت تدار منها تلك الوزارت في الفترات السابقة للثورة .

صحيح ان توزيع حقائب الوزارات تمت بالتقاسم بين قوى الثورة وقوى النظام العائلي ، لكن مهمة هذه الحكومة فوق الاحزاب جميعا وفوق العائلة.. وبالمناسبة حكومة الوفاق هي اول حكومة في تاريخ اليمن كاملة الصلاحيات .. لا يتدخل رئيس الجمهورية في تعيينات الفراشين فيها كما كان يحدث سابقا . اذا كانت الثورة تواجه بثورة مضادة من بدايتها وهذه المضادة يعمل فيها الكثير من الخبراء في مجالات شتى تعمل جاهدة على زرع الياس من الثورة وتعمل بقوة ضد تعطيل الوزارات والوزراء من القيام بمهامهم، فالتهديديات التي واجهها الوزراء من قبل العائلة كثيرة العائلة تورطت في عدم الفهم ان هذه الحكومة نابعة من ثورة ولن تكون مسيرة تبعا لمصالح العائلة، الرئيس هادي اكثر من مرة المح واوضح ان الحكومة تابعة للشعب وليست للتقاسمات الضيقة . التهديدات لم تطال وزارء محسوبين على المشترك فقط ولكنها وصلت لمحسوبين على ما كان يسمى بالمؤتمر وما نبيل شمسان وزير الخدمة المدنية الا خير دليل على ذلك ووزير الدفاع الذي خرج عن سلطة العائلة وحمل مسئولية امام الله والشعب فحاولوا ان يغتالوه اكثر من مرة .

الضغوط على الوزراء مستمرة من قبل من يقودون الثورة المضادة ومن العائلة واحينا يساهم معهم الثوار بشيء من النزق في هذا المجال غير مدركين ان الحكومة انتقالية ، والمراد منها المحافظة على ما تبقى من وجه الوطن لا غير وليس المطلوب منهم اصلاح ما افسده عفاش طيلة 33 سنة . استقالة الوزير الشعيبي اتصور انها اتية من الضغوطات المستمرة من جميع الاطراف وكل الذي وجدوه انه عين مدير مكتبه من اقاربه وحارسه الشخصي كذلك وهل هذا هو الفساد ذاته في التعليم العالي ؟ هناك من هول لهذه المعلومات وكانه اكتشف بؤرة الفساد .. الفساد منظومة متكاملة وليس تعيين س او ص من الناس مهمة هذه المنظومة تمرير مصالح الفاسدين في كل الوزارات وما اكثرهم، فهم حصيلة تربية عفاشية خالصة لا يوجد مثلهم في العالم .. تميل هذه النظومة الفاسدة وافرادها الى تطبيق قواعدها في كل مكان لا يهمها ثورة ولا دولة المهم ان يتم "تقاسم الحب نصين" بين افرادها.

انا ضد تقديم الدكتور يحيى الشعيبي لاستقالته وارفضها جملة وتفصيلا واعتبرها تراجعا عن المهمة الوطنية التي كُلف بها وعليه ان يتحمل مثل بقية الوزراء عليه ان يعتبر بصالح سميع الذي يتم عرقلة عمله وقطع خدمة الكهرباء عن الشعب تعمدا من قبل رياضة هواة رمي الخبطة على الابراج في مارب ،وكذلك من قبل بعض العناصر في الوزارة مهمتهم محددة من زمان طفي لصي للتلاعب باحتياج المواطن للتيار الكهربائي ، اسالوا عن اسم الموظف الذي اوقف التيار لمدة 3 ايام متواصلة الشهر الماضي وكيف دخل الى غرفة التحكم في عصر وجعل لعنات الناس تذهب في اتجاه سميع والحكومة برمتها ، اننا امام عصابات منظمة تبحث عن كل ما يؤرق ويرهق الوطن والمواطن وتزيد من الاحتقان والشرخ الاجتماعي بين الناس.

نعم اليمن غير والثورة فيها غير.. مع تشابه طفيف فيما حصل في بلدان الربيع نحن نفتقر الى وجود الدولة و مؤسساتها .. ثورتنا كانت ضد عصابة وليست ضد نظام حكم، ليس لنظام الحكم شبيه وليس له مسمى سوى عصابة، فهو لم يمكن اسلاميا ولا علمانيا لا ملكيا ولا جمهوريا لم يكن حتى دكتاتوريا ولا ثيوقراطيا فقط عصابة وحاوي يعلب بالبيضة والحجر .. وعليه فاننا امام بناء دولة من الصفر هذه المرحلة الانتقالية هي فقط لاخراج البلد مما كانت فيه وقص لاجنحة وايدي وارجل العصابة بهدوء ومقاومة كل افعالهم بطريقة سلمية كثورتنا حتى ننهكهم.

فلنترك مهمة الضغط على الحكومة لبقايا العائلة والعصابة والثورة المضادة علينا مساعدة الحكومة للخروج بالبلد الى بر الامان، نساعدها في البناء والتخطيط ،وكذلك بالصبر عليها لاننا كثوار نحن من اوجدناها .. انا لا اشك ان شعبنا غير قادر على الصبر مع اننا اصبر الناس على البلاء الذي لم نعرف سواه الى الان، اولسنا نحن من نتغنى بـ "صبرت صبر الحجر في مدرب السيل واعظم". علينا فقط تجنب استفزازات العائلة واذنابها بيننا.. ايضا تجنب استفزازات بعضنا لبعض نحتاج الى ان نوقفها لاجل هذا الوطن ولاجل شعبنا واهلنا الطيبيبن.


في الخميس 05 يوليو-تموز 2012 04:54:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=16355