|
• نزل الناس الى ساحات الحرية والتغيير بمختلف توجهاتهم وأحزابهم ومرجعياتهم الفكرية والسياسية والجهوية والمناطقية ومن البداية هتفوا " الشعب يريد إسقاط النظام" و" لاحزبية ولا أحزاب ثورتنا ثورة شباب" وتوحدوا فأستشهد وجرح الإصلاحي والحوثي والإشتراكي والناصري والمستقل من أبناء تعز وصنعاء وأرحب وعدن والحديدة ومأرب وذمار وحضرموت ومن مختلف مناطق اليمن فكان مشهداَ غاية في التضحية والفداء من أجل تحقيق" الشعب يريد إسقاط النظام" ومع طول فترة الثورة الشبابية اليمنية برزت بعض الإختلافات التي حدثت في الساحات منها ما يتعلق بالإستئثار والسيطرة كطبيعة بشرية ومنها ما حدث من خلافات سياسية وظهور العنف وتكسير المنصات وتبادل الإتهامات وارتفاع سقف النقد والحديث عن سيطرة إصلاحية على الساحات والمنصات فهاجم كتاب من أحزاب أخرى" ليبراليون ويسار وقوميون"حزب الإصلاح وممارسات بعض كوادره في الساحات فرد بعض كتاب منتمون للإصلاح تارة بهدوء وتارة أخرى بهجوم غير مبرر وخرج بعض المخبأ ووصل الأمر الى الحديث عن شهداء منا ولا شهداء منكم وتحولت الثورة من مبادئ وأهداف وتضحيات يقدمها الناس من أجل أن ينعم الوطن بالحرية الى مهاترات ممقوتة وقرأنا عبارات مثل نحن أكثر منكم مالاً وعدداً وأفضل منكم تنظيماً وانضباطاً وبدأ التخوين وحديث العمالة والتراشق بالإتهامات.. الخ وهذا في منهج الثورة مرفوض وممقوت.
• لا أحد يستطيع النكران أن الأحزاب سيطرت على الساحات بكل قوتها المالية والتنظيمية والعسكرية فكانت تشعل الساحات عندما تريد وتبردها عندما تريد. وكلنا يعلم علم اليقين أن حزب الإصلاح أكبر الأحزاب اليمنية عدداً وأكثرها مالاً وعتاداً وسلاحاً وأتفق مع القيادي في الثورة الشبابية محمد المقبلي أن المشترك أضعف الساحات وأفرغ الثورة من مضمونها بمفهوم الثورة كتغيير جذري شامل وإحلال لنظام جديد بدلاً عن النظام السابق وهذا أمر كان مفهوماً منذ أن قبلت الأحزاب بالتسوية وقيل يومها أن هناك ضغوطاً كبيرة إقليمية ودولية مورست ترفض التغيير الثوري الجذري للنظام في اليمن خوفاً من انتشار الثورة ونموذج التغيير الجذري في منطقة الجوار الإقليمي التي هي عبارة عن خزان نفط العالم وطرق تجارته الدولية وسمعنا قيادات الأحزاب تقول هذا هو الممكن والمتاح الوحيد في هذه المرحلة ومن لديه حل أخر فليتفضل .والمهم أن التسوية السياسية جاءت "بنصف ثورة" وهناك من يقول"ربع ثورة" وهناك من يتحدث عن " إزاحة رأس النظام" فقط والاكتفاء بإنتاج نسخ محسنة من النظام السابق والجديد أن هناك تحذيرات من ظهور قيادة ثورة مضادة من أركان النظام السابق
• ويتم الترويج لبعض الأمثال الشعبية"صنعاء لم تبنى بيوم" و" أول الدهر باكر"وأكل العنب حبه حبه" من قبل من يريدون التقاط الأنفاس وكأنهم في استراحة محارب فقط فعلى شباب الثورة وقيادتهم الميدانية بعيداً عن عواجيز الأحزاب والحكومة التفكير ملياً كيف يتم مواصلة تحقيق أهداف الثورة والإهتمام بأسر الشهداء ومعالجة جرحى الثورة والإفراج عن المعتقلين والمخفيين؟ والأهم كيف يتم تغيير دور الساحات وأساليب عملها ؟ وكل ذلك لابد أن يتم بطرق ثورية بعيداً عن الإسترخاء والركون على الـ50 في المائة في الحكومة فقد جمعني لقاء بوزير في حكومة الوفاق كان صريحاً جداً مع نفسه ومع الحاضرين فقال"ما معنا إلآ كرسي الوزارة فقط أما بقية هياكل الوزارة وجميع طاقمها لا زال يعمل بالنظام السابق وبنفس النمط " أكبرت الرجل أنه كان صريحاً وواقعياً وقرأت أيضا للقيادي الإشتراكي المخضرم والمجرب محمد سعيد عبد الله" محسن" عبارة أختصرت كل شيء بالتالي " ما يتم الآن من إجراءات يمكن تشبيهها بماء حار يتم تبريده بنقله من فنجان إلى فنجان آخر؟؟. وكنت قد قلت في مقال سابق بعنوان"لا لإخلاء الساحات.. لماذا؟!" إن شروط إقامة ساحات التغيير والحرية في بداية الثورة قد تغيرت اليوم بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق فلا شكل الساحات ولا طبيعة وأساليب عملها مجدي" وقلت في مقال أخر بعنوان" شباب الساحات واستكمال الثورة بالحوار" بالسلمية والمظاهرات والإعتصامات والعلنية والشفافية والتضحيات سقط الطغاة وبالسلمية والحوار سيتم تجذير الثورات واستكمال أهدافها مهما حاولت قوى الإعاقة والثورة المضادة استخدام أساليب إعادة إنتاج نفسها واستنساخ نماذجها بصور محسنة
• وما نسمعه ونشاهده ونقرأه عن اشتباكات بالأيدي في ساحة التغيير بصنعاء بين شباب الحوثيين والإصلاحيين ينذر بصراع حول الساحات والمنصات وما هذا الآ مستصغر الشرر الذي سيكبر خاصة وأن هناك نيات مبيتة تهدف الى السيطرة على الساحات الحالية ومنصاتها بحجة أن الأطراف التي قبلت بالتسوية عليها ترك الساحة ويكفيها نصف الحكومة وهناك معارضة جديدة سوف تتشكل وتحالف جديد سيقود الثورة الثانية وقرأنا عن أن الإصلاح أوقف التغذية على ساحة التغيير بصنعاء وأن الحوثيين أعلنوا استعدادهم ليكنوا البديل وسيقدمون التغذية للشباب . وقرأنا أن هناك من يفكر بإقامة ساحات أخرى للثورة المضادة ويمتلك المال والأنصار وهناك خشية أن تتطور الأمور سريعاً والخوف كل الخوف أن تتحول ساحات الحرية والتغيير وبالذات ساحة التغيير بصنعاء الى مكان مواجهات واشتباكات تبدأ بالأيدي وتتطور الى السلاح الأبيض ثم ما بعد السلاح الأبيض وهناك من يرش البنزين وجاهزاً بأعواد الثقاب ويخطط لتحويلها من مكان ثوري أرتبط بتضحيات الشباب ومعاناتهم الى مكان يرتبط بصراعات جانبية ودماء تراق بين ثوار الأمس لتكون ساحة التغيير بصنعاء صفحة سوداء في تاريخ البلاد والعباد فأنتبهوا أيها الشباب والسياسيون في الأحزاب أن تحولوا الساحات إلى أماكن فرز وصراع \\\" حوثي – إصلاحي أو علماني ليبرالي – إسلامي ديني" وإياكم والوقوع في المحذور
• وأخيراً ما تم حتى الآن إزاحة رأس النظام فقط لكن طريقة عمل النظام وثقافته لازالت باقية وهي التي تسير الوزارات والجيش والأمن وكل أنشطة الدولة والحكومة بشهادة الوزراء. ولوتم إخلاء الساحات قبل انجاز أهداف الثورة هناك من سيملاء الفراغ على شباب الثورة وقياداتهم الميدانية بعيداً عن عواجيز الأحزاب والحكومة أن يفكروا ويبدأو بإعادة تنظيم الساحات وتغيير دورها مثلاً إيجاد ساحات متحركة ومرنة يتجمع الناس فيها في أماكن مختلفة عندما تقتضي الضرورة للنزول للشارع وليستفيدوا من الثورة المصرية فميدان التحرير في القاهرة يملأه المصريون خلال ساعات بمجرد دعوة الأحزاب ومكونات الثورة الناس الى النزول الى الشارع والتظاهر.
في الإثنين 25 يونيو-حزيران 2012 07:11:37 م