|
"البركة في العيال " عبارة قالها المخلوع علي صالح أثناء زيارته لسنحان نهاية الأسبوع الماضي لحضور عرس هناك وحين وصفه احد الحاضرين بالرئيس حتى الموت رد عليه المخلوع بعد تبسمه وهزة رأسه "البركة في العيال " هذه حسب رواية احد الحاضرين للعرس .
فهو يدرك – المخلوع – ماذا يعني ، فالعيال يقومون بالدور كاملا والعيال هنا ليسوا كبقية عيال الناس ، فهم يمسكون بمقاليد السلطة الرئيسية ( الجيش والأمن والمخابرات ) ودور العيال هنا بارز للعيان قولا وعملا .
فالعيال لا زالوا يبسطون على مواقع السلطة ( الرئاسية ) ومقراتها ولا زالوا خارج نطاق عمل وتوجيهات الرئيس هادي ولا ينفذون توجيهاته ، ولا زالوا يتعاملون معه وكأنهم الشرعية ويأتمرون بأوامر المخلوع وكأن السلطة ملك خاص بهم
فالعيال يقطعون الطرقات ويقومون بتمويل وتغطية كل من يريد ذلك في عدد من المدن والطرقات الرئيسية والعيال يقومون بالتغاضي عن مكافحة الانفلات الأمني في عدد من المدن والطرقات بل يقومون بتغذية هذه التوجهات ويشجعون كل الأعمال التي تعتبر خارج القانون والعيال يقومون بمعاقبة الشعب في خدماته الضرورية مثل قطع الكهرباء واختفاء المشتقات النفطية وهم السبب الرئيسي وراء انقطاعات الكهرباء والعيال المبروكين والطائعين لوالدهم "برا منهم " هم وراء الانتشار السريع لمجموعات القاعدة في عدد من المحافظات وفاءا منهم بحق الطاعة لأبيهم الكبير عفاش الأب فقد وعد في الأشهر الأولى للثورة إن رحيله عن السلطة يعني استيلاء القاعدة على ست محافظات قالها بثقة وهو يدرك ذلك تماما بناءا على معطيات هو يعرفها وهي اليوم تتحقق بفضل طاعة الأبناء وبركتهم ، وسقطت مدن وهي محاطة بخمسة ألوية عسكرية !!
والعيال وبركتهم يدعمون حركات التمرد في الجنوب والشمال بالأموال والسلاح والخدمات اللوجستية والفنية ، فالحوثي يزداد عنفا ويسرح ويمرح ومثله جماعة الحراك فالعيال يبرون بوالدهم ويهلكون الشعب العاق لأبيهم ، وكل من هو خارج عن توجههم هذا فهو عاق وهالك بما فيهم الرئيس المنتخب هادي من حقهم أن يتعاملوا بهذه الطريقة لان التسوية التي جاءت لتنقذ أبيهم من مصير مشابه لمصير بن علي ومبارك والقذافي كمصير كان حتميا لا محالة لكن الإجراءات التي جاءت كمنقذ لهم ولأبيهم كان الأحرى بهم أن يبادروا بإعلان الوفاء تحية وتعظيم لمن حافظ على حياتهم وممتلكاتهم وماء وجوههم ، لكن جاء الرد منهم عكس ذلك وبأخلاق زعماء العصابات وهم اليوم يتعاملون على هذا الأساس العيال مصيبة وكارثة إذا تركوا هكذا وإذا استمروا فإن الأمور ستعود إلى المربع الأول، وهذا ما لا نأمله .
الرئيس هادي يدرك انه رئيس بلا أدنى مراكز القوة المعروفة فلا مخابرات تحت إمرته ولا أجهزة أمنية ولا وزراء فما تحت يده هو النصف الأضعف من الأجهزة الحكومية ، واهم الأجهزة التي يتوجب على الرئيس هادي ضمها إليه هو جهازي الأمن القومي والسياسي والمخابرات العسكرية كي يعرف ما يدور في البلاد إضافة إلى وزارة الخارجية والسفارات التابعة لها الرئيس هادي سيظل ضعيفا طالما بقيت هذه الأجهزة خارج عن نطاق سيطرته ، وإلا فالقاعدة ستتحكم بأكثر من ست محافظات وستخرج الأخرى عن سيطرته لتتحول إلى سيطرة الخارجين على القانون وقطاع الطرق المدعومين من أصحاب البركة " العيال " وستظل هذه البركة لعنة ومحنة مريرة غالى أن يعلنوا الطاعة والولاء لليمن طوعا أو كرها والخيار لهم ..
أخيرا:
- التغييرات التي أعلنت مساء الجمعة كانت إلى حد ما شجاعة وان كان هناك عليها بعض الملاحظات لكن تعتبر خطوة أولى نحو التصحيح
- وخطأ هادي سيظل قائما بغض طرفه عن الاعتراف بالتغيير بالثوري وانه السبب في هذا كله وعليه ان يخرج من عباءة ان صالح المخلوع تنازل له عن الحكم فالمخلوع لم يتنازل طوعا وإنما كرها ومجبرا بفعل الثورة وليس بغيرها
- وعلى الرئيس هادي أن يبتعد عن أخطاء المخلوع في التعيينات المصبوغة بالقرابة أو المنطقة ويبتع عنها قدر الاستطاعة فهذه ستهلكه وتدمره وتحول بينه وبين الشعب كما فعلت بالهالك المخلوع ومن هلكوا معه
- وعلى كل من يحظى بقرار جمهوري عليه أن يعرف أن هذا بفضل الثورة دون غيرها ،،، والعاقبة للفاهمين
في الأحد 08 إبريل-نيسان 2012 02:53:23 م