خطاب غزة للعربان
د. هشام المعلم
د. هشام المعلم

رائعةٌ تلكَ الكلمات و أغانيكم تصل إلى القلب , لكني لا أحسن فن العزف الآن

فالدم العربي ماء , كيف يمكنني الغناء , و الدم العربي ماء

و الشتات يلملم الأوجاع من جزء الى أجزاء ,, و امتحانات الكرامة,, كلها فشل ذريع

و إنتقاءُ المفردات معجزٌ حتى البكاء

و \"السعادات\" يمرون بأزمة كبرياء

ثم نصحو عند الفجر الااآاه على صوت العواء

لم يضيفوا أي تجديدٍ على تصريحاتهم, نفس ذات الشجب و التنديد و اللغة الصديد

كي نقول الله أكبر

لا إنتصار في فضاء القلب ,, أو حتى فضاء الحلم

هل نفتش في فضاء العالم العربي عن قطرة دم ؟

فالدم العربي ماء

كيف يجدينا العزاء

و انتظار القادم الموعود من خلف الغيوب تلهب القلب بأسواط الدعاء

و الأفراح عاطلة عن الخدمة و المباهج كلهــا لحظية مؤقتة

و نحن غارقون في مجالسِ النحيب

قدماي مثقلة بجرحي ,, و دمي المسفوك يثقلني إلى اللأرض الخوااء

و نعاق مجلسكم قد صار يذبحني لحد اليأس

و العودة صارت أبعد من قرن الشيطان

أرجوكم عودوا في الغد فأنا أعجز أن أتغنى الآن

عودوا بعد سقوط الفارس عن صهوة خيله

قد نتمكن من كسب المعركة في ذاك الحين

فنحن الآن أضعف من قشر الرمان

و أوهى من أن يلتفت العالم في زحمة جدول اعماله نحو بكانا ,, و هذا طبعا بفضلكم,, شكرا لكم

و علو الصوت يسرق بهرجة العرس الإسرائيلي

فلما لا ترقصون والعالم يسمع هذا العزف المنفرد الصهيوني الراقص على جثث الأطفــال

و على أشلاء الجثث المترامية لما تبقى بضمير العالم من انسانية

غزة ترفض هذا التاج ,, و أقول لكم لستم أهلا لمسح نعالي

لستم مختارين لستم صفوة

لو أن لسان العالم ينطق بغير الحرف الصهيوني

كان أعترف بقدري و اهداني وردة

أو قرص دواء

هل يعرف أحدكم معنى أن يُحرمَ طفلٌ من شربة ماء

أن تعجز أمٌ ثكلى أن تعطي لطفلِ دواء,, هل جرب أحدكم طعم الدم مخلوط برائحة البارود

في كل غداء

هل جرب أحدكم طعم الموت على أنغام صرخة هذي أرضي ,, هذا حقي

هذا مأوى أطفالي ,, هذا ماءي

كل الكلام قليل إذا قيس بالأزمنة

و لقد طالت أعمارهم,, و هم باقون حتى الآن

و صوتهم أعلى ,, و رمحهم أطول,, لأنكم أهلنا

شكراً لكم

لن أتمكن من سرد التاريخ,, لكنني أعدكم أن من سيأتي

غداً سيصيغ التاريخ كيف يشاء

و ربما تكونوا أبطاله قبل يوم الإنتهاء

معجزة جديدة تضاف إلى سلسلة المعجزات العربية

يا عُـصبة الغبـــاء

من/ غــزة الحرية


في الثلاثاء 13 مارس - آذار 2012 04:46:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=14499