سنة أولى ثورة وأول مقال شرك
وافي مانع عتيق المضري
وافي مانع عتيق المضري

ما ميز ثورة اليمن عن غيرها من الثورات العربية المباركة هي المفاجئات التي أظهرتها للعالم أجمع وأجمل تلك المفاجئات صبر أهل الحكمة والإيمان على كل ما تعرضوا له من قتل وتعذيب وتجويع وترهيب من قبل النظام وكتائبه الأمنية وبلاطجته الذين ارتكبوا افضع الجرائم بحق شعب قرر التخلص من ظالمه سلمياً ...

لقد أبدع اليمنيين في ثورتهم ورفعوا شعار السلمية عالياً وقدموا الغالي والنفيس من أجل ذلك الشعار وتوكلوا على الله وقالوا لصالح ومن معه( لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) فأستغل ذلك المجرم تلك الطيبة من أبناء شعب الحكمة فأسرف فالقتل وكان بذلك يريد استفزازهم وجرهم إلى المواجهة كي يقتل بعضهم بعضا ويفرغ ثورتهم من مضمونها ويحرفها عن مسارها مسار البناء والتنمية والمواطنة المتساوية إلى الحرب والخراب وتدمير المعبد على الجميع لكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين  ....

لن أكتب اليوم عن المفاجئات الجميله التي سطرها شباب الثورة جماعه وأفراد كلاً في مجاله بل سوف أحاول أن أرد على الكاتبة بشرى المقطري صاحبة مقال سنة أولى ثورة الذي صدمت عند قراءته بل وصدم الكثير من اليمنيين عن ما أفصحت به تلك السيدة من تعدي سافر على ذات الله جل وعلا في المقال المشئوم الذي خلطت فيه العنب والشعير والماء والتمر فأصبح خمر لا يجوز شرابه كما لا يجوز قراءة مقالها المبروز بالمشاعر الثورية والخوف على الثورة و الوطن والشعب ودعواتها للمواطنة المتساوية وفي نفس الوقت تعدت على معتقد أولائك الذين تزعم أنها تدافع عنهم فأصبح ما كتبت مقال أول شرك وليس سنة أولى ثورة ...

لقد حصل جدل كبير في المواقع الالكترونية على ذلك المقال وقال البعض إنها لم تقصد الله نفسه وقال البعض الأخر بل قصدت وتعمدت ذلك والدليل تكرار التعدي في أكثر من سياق في نفس المقال وأنا كنت من أولائك الذين اتهموها بالتعدي . لكن انتظرت حتى ترد السيدة بشرى لعل وعسى أن أكون مخطئ وكانت الصاعقة بتعليقها على حسابها قائله وما المشكلة في ذلك بكل وقاحة وتبجح وقله أدب ليس مع الناس بل مع من ليس مثله شئ والذي يؤمن به كل أبناء الشعب اليمني ...

نقول للسيدة بشرى المقطري ما هكذا تورد الإبل وكما قال (صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) فإذا كانت نيتك بهذا المقال شهره تنالينها فهنياً لك تلك الشهرة واعتبري نفسك من الآن فصاعد في مقام الملعون الإيراني سلمان رشدي وابشري بجوائز الاتحاد الأوربي وتعاطف الملحدين من الغرب أما إن كان ذلك معتقدك في الله سبحانه وتعالى فتوبي إلى الله فأنه غفوراً رحيم وأمرك إليه وهو ويعلم ما في الصدور ....

يا سيده بشرى اخطأتي عند ما اعتقدتي بأن الحرية تعدي على معتقد شعب يكن لله حب قد لا تدركيه أنتي وأمثالك . فنعم للحرية التي تنتهي عند ما تبدءا حرية الآخرين وتباً لحرية تعتدي على معتقدات وحرمات شعب وأمه بتلك الطريقة الاستفزازية التي تنم عن خلل في المعتقد وفهم مغلوط لمعنى التعبير عن الرأي .....

نحن مع الحرية ولم تقم الثورة إلا من أجلها لكن تلك الحرية المقيدة التي تراعي دين وعادات وتقاليد المجتمع وتتوقف عند الخطوط الحمراء المتعارف عليها بين الناس واهم تلك الخطوط هي ذات الله ثم حرمات الناس ومعتقداتهم وما حصل هو تعدي على الركن الأساسي في المعتقد بل والإصرار على ذلك وكان الأمر تعبير عن الرأي ليس إلا ...

أنا على ثقة لو علم شباب مسيرة الحياة بأن في أوساطهم من يسب الله جهرا سواً بعلم أو بغير علم لأخرجوه من بينهم ضرباً بالنعال غير مأسوفاً عليه لأنهم قوماً يحبهم الله و يحبونه أذلة على المؤمنين ، أعزة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم . متكلين عليه في نيل حريتهم واستعادة كرامتهم . وهذا الشئ الذي لم تدركه ألسيده بشرى ألمقطري عندما كتبت ذلك المقال المشؤم ...

إن أهم مطالب الثورة هي الحرية والعدالة وإقامة الدولة المدنية والمواطنة المتساوية ومعرفة الحقوق والواجبات لكل فرد في هذا المجتمع ومن تلك الواجبات بين الناس عدم الاعتداء على المعتقدات والتطاول على رب السماوات وهذا الذي سوف نقف ضده ولن نسمح لأحد أن يسب معتقداتنا تحت حرية التعبير عن الرأي . والله المستعان عل ما تصفون ....


في الثلاثاء 17 يناير-كانون الثاني 2012 03:27:57 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=13328