يوم التصالح والتسامح الجنوبي المغلوط.... ماذا حصل بالضبط ولماذا اعتدى عليها الأوغاد...!
فائد دحان
فائد دحان

عدت من عدن وعندي شهوة جامحة لإقراء تعز سلام عدن والكتابة عن كبرياء تعز الغير قابل للذوبان"

هكذا اذاً شاءت الأقدار أن أكلف بتغطية حدث مهرجان التصالح والتسامح لقناة يمن شباب لهذا العام الذي تعيش فيه اليمن ثورة ضد نظام علي صالح الذي بلغ بطشة كل بقعة في هذا الوطن الحبيب

بخطاً متسارعة سبقني قلبي محلقاً فوق سماء عدن وعدت أجهز نفسي للسفر الى مدينتي المحبوبة تلك التي علمتني ومنحتني شهادة البكالوريوس في الاعلام.

تلك المدينة التي انبتت فيا روح الحب وأوقدت فيا عنفوان التفكير ، ها أنذا أزورك دون استئذان فلقد عرفتك رحبة الصدر طيبة النفس منذ أن عرفتك مطلع العام 2000م.

عدن حبيبة يعشقها القلب قبل أن يراها البصر وصبورةً على حر الجو وبرده ، وستظل كذلك كما عهدناها رغم أنف من نهب خيراتها وصيرها غرفة خاصة يعبث فيها كما يشاء.

فقد كنت ذات يوم أراك تتألمين يا عدن ، وأحسست بذلك وأنا اتجول بشوارعك المشغولة بالترحيب بنا ، لا أخفي حنانك الذي منحتيني إياه فأنا لم أتنكر لك برهة، لم ولن أنساك فأنت المشروع الكبير الذي يتقزم أمامه الأوغاد.

أوغاد أحالوكِ فيد وعرضة للنهب فأرادو لكِ الشر وأردتِ لهم الخير ، صبراً قليلاً فإن الصبر رفيق القوي وحليف المنتصر.

أيه الأوغاد المتربعون على صدرها يكفيكم فقد آن لكم أن ترفضكم تعز وصنعاء والحديدة وكل مناطق اليمن هاهي ترفضكم وتعلن ثورتها في وجهكم الملبد بالفساد.

كل عام واليمن بخير كل عام واليمن موحد كل عام واليمن نحو الإتجاه الصحيح تمضي فقد ولى عهد الخراب الذي يراهن عليه صالح وأعوانه ككهف وحيد لإستمرار غبائهم .

أنا في عدن أتفحص عيناها المتكحلة ببكائها على تصرفات الأوغاد الذين يريدونها أن تعيش معزولة عن أخواتها ، فالله موجود هنا بمهمة طرد المتمردين على مبادئها ورغباتها والحفاظ على ما تم إنجازه وسيكون ذلك شاء من شاء وأبى من أبى.

عدن اليوم ترحب بي والأوغاد يطردونني ، أولئك الذين أوغر صدورهم ترحيل رأس الفساد لتتوحد البلاد جاؤا كمردة يدعون حب عدن ويغيرون الإتجاه الذي يدعو إليه الشرفاء من أبناء جنوب اليمن.

رأيت أوغاداً يرتدون زي التدين ويطيلون اللحى وأوغادا رائحة القذارة تزكم أنفي إنها نتنة كأفكارهم التي تسكن عقولهم المريضة المسيسة الموجهة من قاعدة النهدين المتساقطة.

رأيت أناس بريئون تسكنهم العاطفة يتحكم بعواطفهم أولئك المهوسين بحب صالح الذي غيبه غبائهم الحيواني المتركز على شهوة المصلحة الخاصة.

المستفيدون من نظام صالح في جنوب اليمن رأيتهم يرفعون صور علي سالم وحده الذي فر سالماً لوحده ولم يصمد أمام قوة صالح القذرة آنذاك.

صوراً تحمل البؤس وتكرس مبدأ الكراهية والبغض في مهرجان التسامح والتصالح الذي انغمس فيه أنصار صالح فحسب من الأمنيين في الجنوب والأمن المركزي الذي تواطئ بشده مع تلك العناصر الإنفصالية التي فصلت عن صالح بمجرد إرغامه على ترك السلطة ليأتوا هم إلى جنوب اليمن وينشروا قباحة صالح ووقاحته لأن علي صالح توعد أن لا تعيش البلاد بخير مادام حياً.

فالمعلومات المتواردة أن فيالق صالح التي كانت تتمركز في أبين وجموع أنصاره من الجنوب تلقت دعماً للقيام بأعمال تخريبية ضد وحدة الوطن ووجه باعتماد مبالغ كبيرة لرئيس فرع المؤتمر بعدن عبدالكريم شائف أن يكرس جهوده لرفع صوت الانفصال وكما يقال الأغبياء موجودون مادمت تلعب في نادي الأوغاد فلن تكون وحدك ما دمت تغني على وتر سخيف.

بصراحة يا عالم عندما قمت بزيارة عدن لقضاء مهمة مهرجان التسامح والتصالح وجدت عدن تتعرض لأسوء عملية سياسية قذرة منذ تاريخها الذي عاشته في عمرها.

وجدت صالح يواصل سخافته ليدخل المدينة بدهاليز جديدة للإجهاز عليها والقضاء على رونقها الجذاب فمن خلال تصرفات عناصر صالح المطالبة بالإنفصال هناك قرأت تدخلات صالح بسياسة الجنوب العربي كما يقولون لأن فقط عناصر صالح تحظى بقوة ودعم كبير وأظن جنوب اليمن ستواصل حربهاً بين العليين صالح عفاش وسالم حنتوش.

وستُرمي عدن بقاعدة صالح التي ظل يراهن عليها لكسب الدعم الخارجي لأكذوبة ما يسمى الحرب على الإرهاب رأيت مشروع إيران في اليمن يترنح في مطلب الإنفصال قائلاً لي لماذا لا تطالب تعز بإستقلالها كي تتجزأ اليمن وتعيش صعدة تحت إمرة السادة الكرام.

اليمن اليوم أصبحت كلها مربوطة بالنهدين فعناصر القاعدة مجتهدة لطاعة ولي الأمر في الجنوب وأولياء الخميني رازحةً تحت مخططات صالح في الشمال .

فلم تكن المسألة عندما أعتدى عليا ذاك الأرعن الملتحي وجرم رد التحية عليا لأني أحمل علم الجمهورية اليمنية على لوجود قناة يمن شباب وإنما المسألة لأن القناة التي تعاني من تدهور مادي كانت داعمة للثوار الذين سيسقطون وليّ نعمتهم علي صالح.

أرباب المادة وعبيد الدرهم يتجولون في وطني الحبيب يبيتون له شراً مستطيراً ويراهنون على ذاك المهترئ علي صاحب الخيال المتدهور الراغب بالعبث لا أكثر.

أعزائي اليكم تفاصيل قصتي وما حصل لي وما خفي في أحداث عدن لما حصل في مهرجان التصالح والتسامح بساحة العروض بمدينة خور مكسر والشيء الذي لم أذكره هو أنني تلقيت تهديد شديد اللهجة لأبناء تعز إن هم قاموا بمسيرة راجلة إلى عدن للإعتذار لجنوب اليمن وهي ربما كلفة جديدة كان سيدفعها أبناء تعز في عدن لأن من يقود هذا التوجه هم الملازمون المنفذون لخطط صالح ويساندهم أولئك الذين يريدون تجزئة الوطن ويرفضون القيام بمسيرة إلى عدن ولم يحددوا لها دعم إلا إن كانت ستسقط كثيراً من دماء أبناء المذهب الآخر كما يحلو لهم والذي يعد هدفاً نبيلاً تباركه قوى هرمز التعظيمية.

إليكم تفاصيل القصة وإن نسيت شيئاً أعدكم بذكره في مقال أخر ولم أقوم بنشر التفاصيل تلك لإرغامكم بقراءة قصتي وانما لمعرفة السيناريو الذي يريد أعداء الوحدة ان تعيشه اليمن في المستقبل.

هذا ما جرى لي بسبب قناة يمن شباب الذي فضح اللوجو عن هويتها الاستعمارية كما يقولون فلم تكن قناة يمن شباب وحدها متصدرة الموقف بل كانت السعيدة وسهيل في رأس المربع في الوقت الذي تعرضت له قناة سبأ والفضائية اليمنية للتشويش من عقولهم المعفنة.

ما جرى يا أعزئي أني نزلت موفداً من قناة يمن شباب لتغطية مهرجان يوم التصالح والتسامح وبعد جهد مرير وصلت إلى ساحة العروض بمنطقة خور مكسر ووصلت على صور لعلي سالم البيض والعلم الجنوبي

فتسائلت هل هذا هو يوم التصالح والتسامح فقال لي أحد شباب الثورة بعدن تفاجئنا بعد جلوسنا منذ الصباح الباكر هنا بالساحة بجموع من هؤلاء الذين يرفعون صور علم الجنوب وعلي سالم يعتدون على المنصة ويطالبون نفس طلب الحوثيين بإلغاء اللجنة التنظيمية والمنصة وبالقوة تم إرجاع المنصة إلى هؤلاء بمكان دائماً ما يعلوه المسئوليين في المهرجانات التي تقام بالساحة وكان هذا بتواطؤ واضح وتعاون من رجال الامن الذي منعونا من هذا المكان لكن عندما جاء الإنفصاليين سمحو لهم.

 المهم أنني قمت بتغطية الحدث كما هو حاصل فقام أحدهم بأخذي إلى المنصة الجديدة وقام بالتنسيق لي لعمل لقاءات وبعدها نزلت مباشرةً من المنصة وفوجئت برجل ملتحي أظنه من هؤلاء الذين يحرمون حلق اللحي وإطالة الثوب يقوم بالتهجم عليا ووصفي بالمحتل ورديت عليه جمعة مباركة يا أخي قال أنتم محتلين ولا يجوز تبادل التحية معكم إطلع من بلدنا يا محتل ومنهم قالوا لي هذه القناة تحمل صورة لعلم الجمهورية اليمنية ونحن نريدك أن تحمل صورة الجنوب الحر وإلا إرحل يا محتل.

المهم قاموا بطردي من ساحة تجمعهم وتجميع ناس حولي يسبوني ويقدحون وعندما قلت لهم: يمكن انكم اشتبهتم بصورتي وقلتم أني علي عبدالله صالح لم يرد على كلامي أحداً منهم وخاصة ذاك الشخص الملتحي وفجأة سمعت منهم كلاما يطابق كلام الحوثة عن أن حزب الاصلاح قام بالإعتداء على شباب مسيرة الحياة ولم يشيروا أبداً إلى من قتلتهم قوات علي صالح وتعجبت حينها.! كيف يتدخلون بمن كانوا قبل قليل بوجهة نظرهم انهم محتلين وكانوا دائماً يرددون أنتم يا قناة السعيدة مفترين قلت لهم : أنا مش من قناة السعيدة قالوا : وكذلك سهيل حق الإصلاح رديت عليهم أنا من قناة يمن شباب قالوا لي: من متى أنتم تهتمون بالجنوب عمركم ما اهتميتم بنا روح يا محتل قلت لهم : أنتم قلتم عمركم ونحن عمرنا يومين فنحن في البث التجريبي ولذا انتم مخطئون بالتقدير فقالوا : نحن ما نريد قناة تأتي من الدحابشة فرديت عليهم نحن أبناء دين واحد قالوا : أنتم ناهبين رديت عليهم أنا من تعز مظلوم من ذاك الظالم الذي أذاقنا جميعاً ويلات ظلمة قالوا: لو كنتم رجال يا أبناء تعز ليش ما تطالبوا بدولة مستقلة لوحدكم فأنتم تفوقون الجنوب كله عدداً وعندكم وعندكم فرديت عليهم أنا اختلف معكم تماماً حول هذا المطلب فنحن نسير وفق مبادئنا وأفكارنا وثقافتنا التي تجرم التجزئة في الوطن وتحبذ التضحية من أجل وطن موحد وأنتم صانعي وحدة ولا يصح أن يصدر هذا منكم فارتفع نبرة حديثهم معي وقاموا بطردي لأن كلامي كان ضد طلبهم بإستقلال تعز وهذا المطلب كثيراً ما سمعته من الحوثة أثناء مكوثي بساحة التغيير بصنعاء.

وبعد خلاصي منهم إشتدت الأمور ولاحظت شلة من هؤلاء قاموا برمي الحجارة على مصفحات الأمن المركزي التي كانت بجوارهم منذ مجيئهم ولم تتعرض لهم فقام رجال الأمن برش المياه عليهم وفجأه بدأت أصوات الرصاص تعلو المكان وما لاحظته أنه كان هناك إطلاق نار بين جهتين قمنا بدورنا بالتصوير وحينما رأى بعض هؤلاء أظنه من المغرر بهم ونحن نصور فقام بطلب التصور قائلاً صور صور يا يمن شباب وبعدها قمنا على عشرة جرحى إثنين حالتهم خطرة وغادرنا الساحة تحت ترقب شديد فنحن نعيش لحظة ما بين مطرقة الأمن المركزي وسندان المطالبين بإنفصال اليمن.

ويجب أن أوضح هنا أن هناك ربما إتفاق مسبق بين مفتعلي الهجوم ليروح ضحيتها الأبرياء والأبرياء فقط وأنا عندما قلت ما شاهدته فقط لكي تتضح الحقيقة وتكشف اللعبة وليس تحيزاً الى فئة ما سواءً الحراك الإنفصالي أو الأمن المركزي.

وما أحب أن أشير إليه أن الأمور ستكون أشد خطورة على الصحفي إذا ما فكر بالنزول إلى عدن ليس لشيء وإنما خوفاً من إظهار الوجه الجميل لعدن وأبنائها المطالبين بتغيير النظام وتحقيق الوحدة لأن أنصار صالح لهم بالمرصاد فهم يعملون تحت مظلة الحراك الجنوبي ويحظون بدعم كبير من قوى دينية ومنتقمين فاعتبروا يا أولي الالباب.


في الإثنين 16 يناير-كانون الثاني 2012 08:09:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=13324