على عجالة.. ماذا وراء صالح إلى واشنطن؟
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

من يعرف صالح يدرك ان الرجل يتحرك دائما على اهداف مستورة ، وأنه عند حركة او حدث يفعله ويفاعلهلا يرم لهدف بذاته بل عدد من الاهداف جُلها محورية .

مغادرة صالح لواشنطن ليست مَرَضية وإن كانت هذه هي العنوان وإحدى الجزئيات لكنها ليست الأساس ..

علينا هنا قبل الخوض في التحليل ان نمر اولا الى عند عبد الوهاب الحجري صهر الرئيس وسفيره المخضرم لدى واشنطن منذ فترة ممتدة .

هذا الرجل اشبه تماما ببندر بن سلطان السفير الامريكي السابق من حيث المهام وطبيعة الادوار .

وعند بندر فقد نجح بندر تماما في اختراق مؤسسات القرار الامريكية والدخول في تفاصيلها حتى الدقيقة والخاصة .

ويحكي عن نفسه انه يُبقي على بل ويطور العلاقات مع السابقين في البيت الابيض والكونجرس بدوام الصلة والهدايا ، بمعنى أنه لا يهملهم مع زخم ودوي القادمين الجدد .

وقد افاده المال السعودي عند الرجل الامريكي الذي يحركه الدولار كديناميكية لوحدها فيه طبعا في قضايا قد لا تمس الامن القومي للولايات المتحدة .

ــ في اعقاب 11 سبتمبر تركزت العين الامريكية على السعودية وعُبئ الراي العام الامريكي وكانت المؤسسة الامريكية قاب قوسين او ادنى من ضرب العربية السعودية ، او تقويض النظام السعودي في اقل الاحوال .

وقد كانت النخبة الامريكية تأبطت شرا ولا تبتغي عن ذلك بدلا .

واستطاع بندر بن سلطان دفع الموجة تماما وتغيير صورة العربية السعودية لدى القرار والنخب الفاعلة عبر سلسلة ممنهجة لمصفوفة من العلاقات في حملات مركزة استهدفت البيت الامريكي في مؤسساته ومراكزه واشخاصه ونخبه من ذات الفعل والاثر ، واستطاع توظيف اهم الادوات الامريكية بهذا الشأن ، كما لا ننسى الدور الذي لعبه بندر في حرب الخليج الاولى ، فقد كان له دورا كبيرا في اقناع فرنسا والبيت الابيض بقرار الحرب .

ولعلي صالح علاقات طويلة بالأمريكان وخبرات متراكمة مع دوائر صنع القرار وتلك المؤثرة .

فأمامه تبعا للمعتاد في ذهنيته وخبراته الممتدة والارضية التي يفرشها أو قد فرشها سفيره الحجري ...

ــ بالنظر لعلاقاته الممتدة مع الجمهوريين تحديدا وتبعا لطريقة تفكيره فإنه سيتبرع بمبلغ خرافي من الدولارات لخزينة الحزب الجمهوري او لمرشح الحزب في دعم حملته الانتخابية في مواجهة منافسه الديمقراطي ، وطبعا ستكون في منتهى السرية والا فثمرتها فضيحة قد تكفي لوحدها في فشل الجمهوريين ،وهنا تكمن فهلوة الحجري وعبدالكريم الارياني رجل الانقاذ في المهمات الصعبة .

_ سيقدم صالح مبلغا خرافيا لمنظمة الايباك الصهوينية في الولايات المتحدة ، فضلا عن التزامات ما كانت تحلم بها سيمررها لها في اليمن والمنطقة إن أعادت له سلطته بصورة او اخرى ، او رحَّلَتها لنجله .

ــ سيعقد صالح صفقة مع راس الامبراطورية الاعلامية وتلك التي تصنع وتُبيِّض العلاقات العامة على مستوى العالم .

ـــ سيحمل صالح معه ما حَبَكه من ملفات كيدية خطيرة يُورط بها ابرز رموز المعارضة .

ــ سيقدم صالح ملفات مفصّلة عن الدور الذي قام به نجله وابناء اخيه في مجال مكافحة الارهاب ، وعن الحاجة لخبراتهم المحصورة فيهم ، كدور هو الاهم في مواجهة تحدي الارهاب في المرحلة القادمة ، لا كاحتياج قومي لليمن بل كمصلحة دولية تصل حد الضروري .

ـــ سيحمل صالح معه ملفات كيدية أخرى يعتقد انها تُورط أو تشي ببعض دول الخليج كالسعودية وقطر .

ـــ سيحمل صالح معه ملفات عن المنطقة توافرت لديه عبر حكمه لها صلة بالاستراتيجية الدولية .

باختصار ان لم تكن تلك ، فعلى شاكلتها ووزنها .

ذلكم هو المركب الذهني والنفسي لصالح ، ومن القراءة في سير أنموذجه المعتاد والمتراكم في فعله وتفاعله مع الداخل والخارج .

وعلى نشطاء الثورة في الولايات المتحدة ان يسبقوه بملفاته لدى المنظمات الانسانية والقانونية ، ومؤسسات ووسائط صنع القرار ، بالوثيقة والاعتصام والمسيرة .

وبالتنسيق مع الصوت العربي والاسلامي في دعم مرشح الرئاسة على قضية مدى التعامل مع ملف الدكتاتور العربي ، وفي المقدمة صالح وبشار ،إذا اقتضى الحال .

لله راجعون ..

أخي أحمد عايض ..

لله ما أخذ وله ما اعطى ، وإنا لله وإنا اليه راجعون ، رحم الله اباك ، وافسح له في قبره ، وحشره الله مع الصالحين من اوليائه ، وابقاكم له صدقته الجارية ان شاء الله .

تنويه :

بشأن موسوعة البلاطجة ، فعنوانها سيستمر ، مادام البلاطجة قد نقشوا هم بأنيابهم واظافرهم وامواسهم وخناجرهم وقذائفهم على رؤوس ورقاب وصدور شبابنا ونساءنا واطفالنا . تلك هي نقوشهم وآثارهم ..شأننا أن نقرأ ما نقشوا فحسب . . بصمات ونقوش لا تمحى ، أو يطالها النسيان .

أكرمنا وعززنا ذوي الشهيد وسيد القوم ونبيلهم على بريدنا ، ولن تُرهبنا فتوقفنا هرطقات بلطجي رث لم يتجاوز حد الغلام أو المولى .


في الجمعة 09 ديسمبر-كانون الأول 2011 08:55:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=12740