الكونجرس ماهوش عصيد و" يحي"!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

لو لم يكن ابن اخ "سيادته" ، لكان الان مجرد عسكري برتبة نقيب ، يقضي لياليه في جولات العاصمة "يتشمم" افواه السائقين عله يحظى برائحة "بلدي" تنبعث من احدهم تضمن له مصاريف الغد .

اكثر من هذا ، لا يمكن تخيل حال العميد يحي محمد عبدالله صالح اركان حرب والقائد الفعلي للامن المركزي.

جاء تعيينه خلفاً لابيه الراحل ، برغم حداثة سنه وتدني تحصيله العسكري والامني ، باعتبار ان المركزي واحده من القوى الامنية العائلية من جهه ، وتهيئة المواطن اليمني لتقبل مشروع التوريث الاكبر من جهة اخرى ، بعد ان شمل مسلسل التوريث الوزارات ومقاعد مجلس النواب ، وانتقاله الى دور العبادة بتوريث "الرقيحي" الصغير إمامة الجامع الكبير بدلاً عن والده الذي انتقل لتادية مهام دينية رسمية اخرى

منذو تعيينه حاول يحي عبثاً تقديم نفسه على نحو مختلف ، من اجل ذلك ، عمل جاهداً في سبيل ان يبدو شخصية مدنية وديمواقراطية بل وحداثية . استقطب مجموعة من الصحفيين والصحفيات "السبيعة" واللذين غدوا في المرحلة الحالية لا يختلفون في شي عن فئة "الشبيحة" سوى في نوع السلاح الموجه الى ظهر الثورة وصدور جماهيرها .تراس عدد من الجمعيات المدنية والاندية الرياضية ومراكز دراسات وجمعية كنعان لفلسطين ، ولو كان قُدر لحكمهم الاستمرار لشاهدناه رئيساً لاتحاد الادباء ونقابتي الاطباء والمهندسين ، واحتمال تزعمه لنقابة فرزة خط صنعاء تعز.

وامتداداً لهذا الدور السمج ، توجه للقرصنه على المناسبات القومية بتبنيه حفلاً بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد جمال عبدالناصر، استدعى له ابنتى الزعيم وعدد من الشخصيات الناصرية ، ولولا الثورة وقرب الرحيل ، فلن يشعر بالحرج من اقامة احتفالات مماثله لاعياد ميلاد ماركس ولينين والبناء وعفلق وجيفارا وكل زعماء العالم الثوريين .

في هذا الصدد ، ادعى يحي بأن "جيفارا" مثله الاعلى لدرجة احتفاظه بصورة منحوته له في مكتبه كما قال في احدى مقابلاته ، ولم نرى في شخصيته ما يجسد هذا الثائر ، فقد ترك منصب وزارة الزراعة بعد الثورة في كوبا ، ومضى في مهمه تحرير امريكا اللاتينية لولا استشهاده في كولمبيا . لم يكن رئيساً لجهاز امني ارتكب ما ارتكبه جهاز "القائد الوطني – القومي - الاممي" من فضاعة دموية بحق المتضاهرين السلميين ، كما وانه لم يمتلك شركه للمقاولات والتجارة العااااامه .

ولان الانسان ابن بيئتة ، فقد اكد الفندم بانه تعبيراً حقيقياً عن بيئته العائلية بكل جهلها وفسادها ودمويتها ، وان مثله الاعلى هم العم علي وحبيب العادلي وصاحب المقوله الشهيرة "قسمه وصل" .

لا ادري لماذا اكتب عن يحي ، وعادتي لا اهتم لهرطقات هؤلاء القوم . قد يكون الدافع ما تقوم به قواته الامنية تجاه المتظاهرين وتصريحاته خلال اشهر الثورة لبعض وسائل الاعلام .

  • في مقابلة مع صحيفة المانية ، وصف يحي اللواء علي محسن بالخائن بعد ان غدت العائلة هي الدين والثورة والجمهورية والوحدة وان التمرد عليها خيانة لكل هذه المسميات ، ناهيك عن ان العميد لا يساوى في ميزان خبرة وتجربة ودهاء ومواقف علي محسن ريشة ذبابه .
  • وفي مقابلته الاخيره مع قناة 24 الفرنسية ، لم يستوقفني ما صدرعنه قدر ما لفت نظري عدد النياشين المعلقه على صدره وتساءلت : اي معارك وطنية خاضها ليستحق عليها كل هذه الاوسمة ، الا اذا كان عن دوره في جمعة الكرامة وما تلاها من مجازر بحق المتظاهرين. حضرني وانا اشاهده ، خبراً كنت قد قراته قبل 10 سنوات عن عسكري امريكي شارك في حرب فيتنام وتدرج في البحرية الامريكية حتى وصل الى رتبة ادميرال وقائداً عاما ً لها .

يقول الخبر: ان الادميرال عقد مؤتمراً حضره مجموعه من الصحفيين كانوا قد قراءوا عن تاريخه و عدد الاوسمه التى تقلدها قبل لقاهم به . اثناء المؤتمر لفت نظر بعضهم وساماً زائدا وعند سالهم عنه اجابهم بطريقة مرتبكه وغير واضحه ، ما حدا بالصحافه في اليوم التالي الى تناوله بشكل قاس قاد الى انتحاره . هكذا يتصرف الكبار في العالم المحترم ، بينما يستطيع الفندم ببساطه الذهاب الى محلات الصبري للمهمات العسكرية واختيار ما يحلوا له من الاوسمة والنياشين ووضعها على صدره وحتى ضهره ، دون ادنى اعتبار لشروط منحها ، ولن يتجراء احداً سواله عن ذلك.

·  وفي انصع صورة لسخرية الاقدار ، رد الفندم على تصريح الناطق باسم البيت الابيض حول اغتيال العولقي وموقفه الثابت من تنحي صالح حين قال : "ناسف للموقف الامريكي المتسرع وغير المدروس والذي يشجع المخربيين على المزيد من التخريب "... الله اكبر ، تصوروا واحداً من عائله تدير الدوله خلال 33 عاماً خارج وظيفتها ودستورها وقوانينها يرد على هذا النحو تجاه موقف دوله تسيدت العالم علمياً واقتصادياً وعسكرياً ، بغض النظر عن خلافنا مع سياساتها .

لا شك بان الفندم ، يعتقد بان البيت الابيض لا يختلف في شي عن "عزيزية النهدين" ، نصفه ثكنات عسكرية ، ونصفه الاخر صالات رياضه ومسابح وقاعات لالقاء الزوامل ، ومكاتب باذخه يشغلها "شوية بورجي على شويه صوفي " وطابور من المقربين والانساب ، اضافةً الى صناديق مالية لصرف الحوالات السخية المتعلقه بشراء الذمم والمخصصات لـ " السبيعه " من الصحفيين والمثقفين والسياسيين ، وكذلك المكافات عن قصائد مديح على نحو " علي يا بارق الغيمات امطرها " . لقد ذكرني تصريح الفندم بقصيدة الشاعر الشعبي مقبل علي " الكونجرس ماهوش عصيد وعبدو ... او شضوية بعد المطر بمقدو " .


في الخميس 13 أكتوبر-تشرين الأول 2011 06:06:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=11952