مبروك زعيم القاعدة في اليمن
د. محمد أمين الكمالي
د. محمد أمين الكمالي

لطالما كان هناك فقهاء للسلطان معنيين بحفظ وتعليم حقوق ولي الأمر ووجوب طاعته وترسيخ نظرية الحق الإلهي التي تكاد تتطابق بين النظرة الكنسية والحق اليهودي لأبناء داود وكذلك فقها السلطان المدعيين للإسلام مما يبين أن الدين عند الطغاة واحد وان اختلفت الملل وهو الاستبداد .

إن الرسالة التي يقدمها هؤلا المنتسبين للعلم أن الإسلام أتى لترسيخ الاستبداد والطغيان وان الغرض من التشريع هو التمسك بعبادة الحاكم وتقبل اخطائة والدفاع عن نزواته ووفي المقابل ليس علي الرعية إلا السكوت والطاعة وان ظلمهم وسلبهم حقوقهم وان ارتكب الفواحش والموبقات ولقد أتى من هؤلا العلماء من أفتى لأحد الخلفاء أن لا حساب ولا عقاب علي الخليفة في الآخرة فيكون امن في دنياه وأخرته ليفعل ما يشاء .

لقد نسى أولئك حديث ومن قتل دون ماله وعرضه فهو شهيد وأيضا انه حتى في الحديث الذين يحتجون به (وان ضرب ظهرك واخذ مالك) لم يذكروا لنا وان قطع راسك واستحل الحرمات وقتل أطفالك هل تجب له الطاعة أم لا .

فخروج الناس بسلمية لخلع حاكمهم إذا أخطاء وحاد عن السبيل لهو قمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي كلمة الحق تقال عند الحاكم الظالم فتكون أعظم الجهاد , فإذا قام الحاكم الظالم بقتل الناس هنا يكون خرج عن الحق بان قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وتسقط ولايته مباشرة لأنه انتهك أعظم الحرمات في الإسلام وهي الدماء البريئة دفاعا عن ملك غشوم والإسلام ما انزله الله ليدافع عن الملوك ولكن ليحق الحق ويدمغ الباطل .

إن مجموعة من عملاء الطاغية عندما اجتمعوا ليحرموا حتى الشكوى من الظلم لم يبينوا هل التجويع والتفقير والنهب والفساد والظلم والتوريث ومحاباة الأقارب وقتل المدنيين العزل والنساء والأطفال حرام أم حلال ولكن الحاكم عندهم لا يسأل عما يفعل والمواطنين يسالون .

ومن إشكالية العلاقة بين الواقع السياسي والأحكام الدينية عندما تأتي الفتاوى مفصلة علي مقاس الحاكم إنها تتعارض مع الواقع والحقائق البسيطة فعندما يحكم هؤلا بحرمة المظاهرات السلمية التي يقرها الدستور اليمني فهم يحكمون ببطلان الدستور الذي يدعي ولي نعمتهم انه يستمد منه الشرعية وبالتالي فالدستور والطاغية غير شرعيين لاقترافهم المحرمات ويجب إزالتهم كمنكر وجب تغييره , ويأتي ولي نعمتهم ليصرح لواشنطن بوست بان المظاهرات حق مشروع ومكفول للمواطنيين فيكون قد احل ما حرم الله بموجب فتواهم وعليه يجب خلعه لأنه قد ارتكب كفرا بواح بتحليله لما حرم الله .

أن هؤلا الذين يبيحون التوريث ويقدسونه ينسون أن هناك حاكم شرعي لليمن ثار علية الناس قبل نصف قرن لنفس الاسباب التي تجعلنا نثور الان ولأنه أراد أن يورث ملكه بما يخالف أحكام الدين والمذهب وان كان الإسلام قد أتى ليحافظ علي توريث الحكم لكان ذلك الحاكم وأولاده أولى الناس فهم سلالة محمد (ص).

 

هولا الذين يدعون إلي الاحتكام للمبادرة الخليجية يعمون عن رؤية من نقض هذه المبادرة ونقض العهود والمواثيق , لكأني أراه عندما أقراء حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وذكر الملك الكذاب فهل لمثل هذا ولاية ؟؟؟

لقد اثبت علي عبد الله صالح بهيئة عملائه واستخدامه الدين لخدمة الاستبداد وإجازة القتل الجماعي والإبادة باسم الدين وإرهاب المدنيين من هو زعيم القاعدة الحقيقي في اليمن وان قتل العولقي بالوشاية به عند الأمريكان كان للتخلص من منافس قد يمثل القاعدة الحقيقة مقابل قاعدة علي صالح التي يستخدمها متى وكيفما شاء لخدمة أهدافه ومناوراته للبقاء علي بقايا الكرسي المحترق لأطول فترة ممكنه .


في السبت 01 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:02:54 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=11788