مجلس التعاون هذه اليمن
رياض صريم
رياض صريم

مازال مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسه السعودية يريدون لعب الغبي والجاهل إزاء ما يحدث من أعمال وأحداث في اليمن ومازالوا يحاولون تلميع مبادرتهم التي أصبحت هشيماً تذروها الرياح مع تعسفات صالح وتمديده وتعنته وتجاهله لمصلحة الشعب والوطن .. لقد سجل المجلس ونظام السعودية تأييده لطغيان علي صالح وكذلك تعاونهم معه في إنهاك الشعب والزج به إلى الهاوية من خلال تصرفاتهم وأعمالهم التطنيشية إزاء المجازر والأعمال التي يقوم بها النظام منذ إعلان المبادرة التي لا تخدم إلا صالح متنافية مع مصالح ومستقبل الشعب والوطن ..

هذه اليمن يا مجلس التعاون ليست كأي دولة أو شعب بإمكانكم العبث بمصيره أو بمقدراته أو الاستهتار بما قد يمكن أن يقوم به وما يمكن أن يحدث إذا ظل الاستفزاز والانحياز لصالح أكثر .. إنها اليمن البلد الذي لا يخضع لأحد ولا يتهاون في تحديد مصيره والدفاع عن كرامته وحقوقه فتاريخنا معروف على مدى التاريخ فلسنا مجرد عابثين أو متسولين في الوطن ..

نحن صناع المجد وأصحاب الحرية والكرامة وكاتبوا التاريخ وأهل الخير والشر حين تنوب بنا النوائب .. أيها المجلس قد تهاونتم كثيراً وسعيتم للانحياز نحو صالح بما فيه الكفاية وفضلتم الفرد على الشعب واتخذتم قرارات لا تناسب الوضع ولا ما يمكن حدوثه فإما أن تكونوا مع الشعب وتكونوا عند المسئولية وتحشرون مبادراتكم بطريقة جادة وسريعة وإلا فناموا كما أنتم فنحن قادرون على أن نعيش بدون تراهاتكم ..

مازلنا أولئك اليمنيين أصحاب الحكمة والإيمان نحاول أن نصبر أكثر ، فلسنا مجرد قنبلة موقوتة بل نحن شعب لا يهاب الموت ولا يخشى المستحيل نحن شعبٌ بيده الكثير ليقوم به ويصنع به ما يريد وإنما هي الحكمة التي نحاول أن نتشبث بها أكثر لنستوعب صمتكم لما يحدث من تعنت واعتداءات للشعب من قبل بقايا النظام ، ونحاول أن نغض الطرف عن حمايتكم لصالح وتأليبه على الشعب مع بقايا نظامه بل ودعمه أيضاً .. لن نكترث لما سيكون فقد غلبنا على أمرنا فخضنا الحرب التي اشتعلت ولن تهدأ ..

لقد سئمنا الأعذار والمحاولات اليائسة للمماطلة والتأخير في إعطاء صالح مهلة أكثر للنيل من الشعب ومن ثورته الصامدة رغم كل المحاولات لإفشالها فهذه الثورة هي إرادة شعب بإمكانها أن تحقق ما لا يمكن التوقع أو التنبؤ به .. فاتق شر الحليم إذا غضب .. فإما أن ترفعوا يدكم عن رفيقكم وعميلكم أو تلزموه الصمت وتمزقوا مبادرتكم التي لم يقبل بها وهو بين أحضانكم ..

وأود أن أرد على الإخوة السياسيون الذين استنكروا تصريحات حميد الأحمر فأنا ولأول مره أجد حميد الأحمر يقوم بشيء يستحق الاحترام حين لم تنطوي عليه هذه الحيلة مرة أخرى ويعود إلى لعبة القط والفار في ظل هذه المبادرة التي انتهت صلاحيتها فيما إخواننا في الخليج يعتقدون بأننا بحاجة إليها ونطمع بالتوقيع والموافقة عليها..

لا لا نريد هذه المبادرة بعد اليوم ولم تعد تهمنا فقد تم تطنيش الشعب وقراراته كثيراً وتم التغاضي عن مراوغة صالح وتعنته مما أحرق وأنهى فاعلية هذه المبادرة وأصبحت تمثل للشعب اليمني مسرحية للمماطلة والكذب والعبث بمقدرات الوطن والسير به نحو الأسوأ وما لا يحمد عقباه ..

لقد انتهت الحوارات والمفاوضات يا سادتي ولم يعد ينفع التحرك للوصول إلى حل سلمي واحتواء الموقف فقد مرت 8 أشهر على اتخاذ مثل هذه الخطوات ولم يبقى سوى الشعب الذي سيقرر مصيره بعيداً عن التغافل والتغاضي الدولي المقيت الذي يخلق جواً من عدم المصداقية والتعاون فيما بيننا كشعوب عربية ..

لست آسفاً هنا لما قلته ولست متحججاً وإنما أقول ما يقوله المواطن اليمني البسيط الذي يبحث عن حريته وأمانه واستقراره بعيداً عن جشع وطمع العائلة بالسلطة وتشبثها بها رغم يقينهم بأن دورهم انتهى وحان وقت التغيير والانتقال نحو الأفضل لهذا الوطن والشعب .. فقد عانى اليمن طويلاً في ظل تجبرهم وطغيانهم حتى جعلوا العالم ينظر لنا بأننا مجرد إرهابيين أو عابرين لا يمكننا أن نقوم بشيء ..

لا يا سادتي فاليمن أكبر من هذا كله ولنا أن نجعل الزمن يحدد ذلك وستعرفون الشعب اليمني من هو وماذا يعني له الوطن والتحرر حين يؤمن بإرادته ويتقدم لتحقيقها .. عليكم أن تعوا وتنتبهوا فهنا اليمن .. بلاد الأحرار ومعقل الثوار وأرض الكرامة والتاريخ والأصالة .. هنا اليمن يا سادتي إن لم تذكروا التاريخ فعودوا قليلاً ستجدون ما يجعلكم تصحون من غفلتكم وتستعيدوا ذاكرتكم لتستوعبوا معنى اليمن وشعبها اليمني ..

لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وذاق الشعب ذرعاً بما يواجه من تحديات في مواجهة صعوبات الحياة ومتطلباتها التي كادت تفتك به .. لن نظل مكتوفي الأيدي نلوح للعالم بأننا أهل سلام ونبحث عن السلام والديمقراطية الغبية التي صنعت أكوام من الزعماء الأصنام الذين لا يقدمون ولا يؤخرون وإنا يصبحوا عبئاً على شعوبهم ومستقبلها ..

عذراً سادتي هذه اليمن فإما أن تشدو الهمة معها لتكون حرة آمنة موحدة مستقرة أو أن تتحول إلى خطر يهدد العالم والشعوب بما قد تؤول إليه ويسير به الشعب .. فنحن نصبر ونتساهل حين المقدرة أما وقد جارت علينا الحياة وجاءت الرياح بما لا نشتهي فسيكون هناك ما لا يمكن تحمله وما لا يحمد عقباه ..

هنا تهديد ,, تحذير ,, وعيد .. أو خربشات .. إنما هو ما سيكون عليه الشعب وما يعيشه ويفكر به ويحاول تجنبه ويعمل على تحقيقه .. إنها الحرية ، السلام ، الوحدة ، التقدم ، التعاون .. وإما ستكون ، الحرب ، الفساد ، الفوضى ، الإرهاب .. وما لا يمكن تحمله أو تصديقه ..

عاشت اليمن حرة مستقلة موحدة آمنة .. وخسئت الأيدي الآثمة التي تحاول أن تعبث به وتعيده للوراء وتحاول سلبه حقوقه وتشويه صورته .. الله أكبر والعزة لله .. وإن النصر لآت قريب ..

لا أنسى أن أشكر القوات والرجال والشباب الذين هبوا يوم أمس واليوم للدفاع عن ساحتهم وثورتهم بمسيراتها الغاضبة ، لقد آمنت اليوم بأن المنظمين للثورة قد صنعوا شيئاً يفخر به الثوار ويستحقون عليه الكثير من الاحترام والتقدير والتعاون والتكاتف معاً من أجل دحر بقايا النظام المتعنتين والمتكبرين أصحاب المصالح الفردية والوهمية وأعداء الوطن والشعب .. صناع الإرهاب وداعموه .. أصحاب الدعايات المغرضة والكاذبة .. هنا الثورة .. هنا اليمن .. هنا أبنائها الأحرار .. تحية لمن ساندنا وسار معنا من أجل اليمن ووحدته وحريته وكرامته وتقدمه ورقيه واستقراره ..

* عضو المجلس الإعلامي للثورة

* صحفي وناشط حقوقي


في الثلاثاء 20 سبتمبر-أيلول 2011 02:34:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=11644