رسالة إلى أحمد علي عبد الله صالح
د . بلال حميد الروحاني
د . بلال حميد الروحاني

العميد: أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري

أبعث إليك هذه الرسالة وكلي أمل أن تراجع نفسك قليلاً فيما تقوم به أنت في هذه الأيام.

لقد رباك والدك على النظر إلى الملك والتطلع إلى الرئاسة فما كنت تجلس معه إلا ويغرس فيك أنك الرئيس الذي ستخلفه, بل ولم يكن ليبخل عليك بالنصح والإرشاد الملكي ويقول لك إن كنت رئيساً فاعمل كذا وكذا, قرَّب فلان وابعد فلان واحذر فلان, وكل يوم يمر تجد منه تعليمات جديدة, فلما غرس عشق الرئاسة في قلبك وتمكن الملك من السيطرة عليه, بدأت تضع الخطوط العريضة, وترسم مستقبل حكمك وتخطط لتصفية خصمك, وتعمل الليل بالنهار لتصل مبتغاك, فما غربت شمس يوم إلا وأنت تدبر وتكيد! لتحل محل والدك, فكانت العقبات كثيرة والمصاعب عصيبة فبدأت تعد العدة فأكثرت عدد الألوية التابعة للحرس وأنفقت الأموال الطائلة لتسليحهم بأحدث أنواع الأسلحة, حتى قرب موعد وصولك ولم يبق إلا القليل فإذا بالشعب المسالم يباغتك على حين غرة بما لم تتصوره! ينتفض انتفاضة واحدة يقول لك ولوالدك بصوت واحد أخرج مذءوماً مدحورا!! لا تراجع عن هذا القرار, فإذا بك تتفاجئ أن الجميع لا يريدك حتى المقربين ولم يبق إلا قلة تستغل الحدث الحاصل كموسم للرزق الوفير, وفي قرارة أنفسهم لا يريدونك ولا يحبونك, فبدأت تلملم أوراقك وتسترجع ماضيك ما العمل وما هو الحل وكيف تُرجِعُ آمالك وأحلامك الجميلة.

لقد كنت تحلم يوماً أنك على كرسي الحكم والحشم والخدم من حولك والمنافقون يطبلون ويزمرون لك (ليمتصوا منك أموالاً) تأمر فيستجاب لأمرك, وتنهى فينتهى لنهيك تعاقب من تشاء, تكرم الذي تشاء, تلعب بأموال الدولة بلا رقيب ولا حسيب تضخ منها لبنوك العالم لتحسب في رصيدك لا يسألك أحد, من تطاولَ عليك قَطَعْت عنقه, ومن تكلم فيك قصصت لسانه, ومن اعترض عليك ادخلته في السجن, ما أجمل الملك الذي كنت تحلم به, من أين ظهر هؤلاء الثوار الأشباح كسروا قلبك, ما أقساهم!! ما أجلدهم! لماذا لم يراجعوا حساباتهم؟ لماذا لم يتركوا لي فرصة؟ يا للعجب ما ذا حدث لهم؟

اختلطت عليك الأوراق لا مجال لك ولإبيك إلا أحد أمرين: الخروج من البلاد سالماً معافاً أو الذهب إلى قفص الإتهام.

أيها العميد ماذا تعمل الآن ألا ترى أمامك ماذا أصابك إن الناس لا يشعرون بما تشعر به أنت, أنت غاضب على الملك لكن الناس لا يفهمون ذلك.

ألا تعلم ماذا تعمل الآن إنك تقتل الأبرياء وتُيتِّم الأطفال وتخيف النساء وتؤلم الشيوخ ولتعلم أن دعوات المظلومين ليس بينها وبين الله حجاب. إن الجرائم التي تتوحش بها اليوم لن تزيد الناس إلا إصرارا, ولن تزيد الثوار إلا ثباتا, ولن تزيد الملك إلا اهتزازاً!!

تُرى هل لازلت تؤمل في السلطة إن كان ذلك فوالله إن الحماقة استولت على قلبك ولا دواء لها, وإن كنت تنتقم من الشعب لرفضهم إياك فاعلم أن غدا لناظره قريب والمثل يقول (المستقضي بعد السنة عجل) والناس لن يسكتوا عن الدماء التي تسيل فهل أنت تعي ما تعمل الآن.

أيها العميد أقترح عليك أن تسأل خبيراً خارجياً في السياسة هل لا زال لك أمل فستجد الجواب المقنع لأن الغاضب لا يرى النور ولا يرى إلا الظلام الشيطاني.

أيها العسكري لتعلم أن هؤلاء إخوانك وأبنائك وآبائك ومحارمك إن قتلت أو أخفت أو حرمت فأنت الخاسر الوحيد فالمستقبل ليس لك قطعاً حتى لو افترضنا فشل الثورة لا قدر الله, فهل تقبل الحكم على نار تشتعل من تحتك لن يهدأ لك بال ولن يقر لك قرار ولن تذوق طعم الملك ولن تنام عينيك ولن تذوق طعاما بعد هذه الثورة, فاقبل بما قدره الله عليك واخرج إلى الخليج لتعيش الحياة السعيدة أنت وأهلك فهو المكان الوحيد الآمن لكم, ألا ترى مصير أقرانك وأقران والدك مبارك وأبنائه وبن علي وأسرته والقذافي وأقاربه لماذا لا تتعظون من بعضكم البعض!! تشابهت قلوبكم؛؛ ألا ترى ما حدث لوالدك هو وأكثر أعوانه أحرق الله قلبه كما أحرق قلوب المستضعفين, أعتقد أن الله لا يريد لكم العظة والعبرة إنكم ترتكبون نفس الحماقات ولا عجب فأنت جزء من والدك الذي تكبر أكثر من فرعون فعند موته أعلن توبته وإيمانه ووالدك يتحدى!! صدق الله حين قال (ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه)

أرجو أن تراجع قراراتك وتصرفاتك وحساباتك وتمسك بأعصابك قليلاً لعل الله ينجيك من الورطة التي انتم فيها.

د. بلال حميد الروحاني

 
في الأحد 14 أغسطس-آب 2011 12:47:54 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=11316