تسليم السلطة لأيدي تفيدة
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 13 سنة
الأحد 27 مارس - آذار 2011 05:01 م

بعد خطاب الرئيس في جمعة التسامح ، والذي وعد فيه بتسليم السلطة لأيدي أمينة ، انتشر رسمٌ كاريكاتوري يصور امرأة تجلس إلى جوار التلفزيون وهي تمارس أعمالها المنزلية وحين سمعت فخامته يقول انه سيسلم السلطة لأيدي أمينة ، صرخت منادية على أمينة التي لم يقل الرسم هل هي ابنتها أم أختها أم ضرتها ( أمينة جاوبي ، الرئيس يشتيك ) ...

كان الرسم تكثيفا لحالة السخرية التي اقترنت بالموقف لدى كل من سمع الخطاب ممن يعرف خطابات الرئيس ووعوده والتي دائما ما تتسم بالعمومية والضبابية ، ولا يمكن أن يعول عليها رغم أنها تصبح مادة دسمة للإعلام الرسمي والمناصرين و الموالين ... فما معنى تسليم السلطة لأيدي أمينة ؟؟ ، من هي الأيدي الأمينة التي سيسلم صالح السلطة لها ؟؟.و أتحدى جميع من يردد هذه العبارة من الببغاوات أن يذكر لي 5 أسماء يمكن لصالح أن يسلمها السلطة ممن يعتبرهم هو أيدي أمينة وهي الأحق بالوطن ، و أصحابها هم الذين سيديرون البلد دونا عن غيرهم من الأيدي العابثة ، الأيادي المريضة ، الأيادي الحاقدة ، الأيادي الفاسدة الأيادي العميلة كما وصفها في خطاب ( التسامح !!! )..

الأيدي الأمينة التي صدعنا بها الإعلام الرسمي والأبواق التي تجيد صناعة الضجيج لا معنى لها .. لسبب بسيط هو أن صالح لا يريد تسليم السلطة وإلا لوضع سقفا زمنيا واضحا لذلك ولقال من هي هذه الأيدي الأمينة التي ستستلمها ، ليعطي للشعب رسالة تطمين أن البلد فعلا ستكون في مأمن من العنف والاضطراب ومن الوقوع في دورة جديدة من الأزمات ..

لكن لا تطمينات بل الجميع مصاب بخيبة أمل شديدة فهذا الاسم نادر في اليمن حد العدم ، فمن أين لنا بأمينة لتستلم السلطة من فخامته فأمينة اسم نادر لا يفوقه ندرة إلا الأيدي النظيفة في سلطة صالح ..

ووعد الرئيس بتسليم السلطة لأمينة ما كان ليختلف لو كان وعد بتسليمه لتفيدة أو ( جمالات هانم ) أو المعلمة (نحمده ) لأن النتيجة واحدة ، لا وجود لأمينة !!! مثلها مثل هذه الأسماء ، وحتى لو أشار رسام الكاريكاتور لوجودها فهو وجود افتراضي ..

ولكن من المتوقع أن يصبح هذا الاسم هو الأكثر انتشارا من الآن وصاعدا فالجميع سيسمي مواليده الإناث بـ(أمينة ) فربما تشاء الأقدار أن يقوم الرئيس بعد 33 سنة أخرى بتسليمها السلطة كما وعد ..

الرئيس لا تفوته أي مناسبة للقول انه زاهد في السلطة وإنها مغرم وليست مغنم وان كرسيها هو كرسي من نار وانه مل منها ، ورغم أن هذه الأحاديث القديمة جدا جدا لكن وخلال كل هذه السنين لم يقدم على أي خطوة لتهيئة الظروف لتسليم الحكم بطريقة سلسة وبما يجنب البلد الحروب ويحقن دماء أبنائه ويخلص الرئيس شخصيا من حالة الملل التي يعيشها منذ سنين وينقذه من هذا الكرسي الناري الذي يحرقنا نحن في حين انه بردا وسلاما عليه ..

الرئيس الذي قال ( السلطة ليست من ثقافتي لكن سأتمسك بالسلطة ! نعم ! من أجل أن أنقلها سلميا مهما كان الثمن !!! \"

متى سيأتي هذا الوقت الذي تتاح فيه الظروف ليكون الوضع سلميا آمنا لتسليم السلطة ؟؟ لا ندري !!!، فهي دوامة لا يمكن الخروج منها ، فالشعب يريده تسليم السلطة ويظهر مطالبه هذه بطريقة سلمية ، وهو متمسك بها بذريعة أهمية الانتقال السلمي ...

قضية التمسك بالسلطة بانتظار انتقالها سلميا جاء في مقابلته مع قناة العربية والتي أتت بعد يوم من خطاب (التسامح !! ) وقد كانت مقابلة مدهشة ليس فقط لليمنيين بل للمذيعة منتهى الرمحي التي نبهت الرئيس إلى أن خطابه مخيف ، ويخيف المعارضين ، فكيف يكون خطاب تسامح وأنت تنتقد خصومك بشدة وبقسوة..

كانت تنبهه كيف تكيل كل التهم لمخالفيك وتدعوهم للحوار...؟ حتى نحن ، لا نرضى أن يقوم فخامته بإجراء حوار مع الموتورين المأزومين الحاقدين أصحاب الأجندات الخارجية .. و كان رده الذي أعقب ضحكة غير مبررة ( خلينا نقول الكلمة الأخيرة أو الجملة الأخيرة تجب ما قبلها ) ... يعني انه قد يلقي كل التهم والشتائم المتاحة في القاموس ثم يعقبها بطلب للحوار وتكون كلمة حوار ناسخة لكل تلك الشتائم التي سبقتها ... عجيب والله عجيب ...

لن ادخل كثيرا في متاهة المقابلة ولا الخطاب الأخير ولا عشرات الخطابات التي تبعث الحيرة فلن نخرج إلى طريق ..

و لكن نسال الله أن يقيض لهذا البلد أمينة تستلم السلطة من فخامته ، وان كانت أمنيتنا غالية إذا أردنا تحقيقها حسب مواصفات الرئيس .. وحتى لو أردنا تحقيقها اسميا فلن نجد أمينة يمنية في الوقت الراهن ، ولا حتى أمينة عربية مؤهلة فقد فقدنا أمينة رزق التي هي الأخرى كانت حائرة و صاحبة فلم ( أريد حلا ) .