الاحتلال الصهيوني يكشف عدد القتلى والمصابين في صفوف قواته منذ بدء حرب غزة كيفية تحويل محادثات واتس آب الرقم القديم إلى الرقم الجديد دون فقدان البيانات موعد مباراة مان سيتى ضد ريال مدريد فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا وظيفة راتبها 100 ألف دولار والعمل من المنزل.. ما هي المليشيات تكشف حقيقة سحب عملتها المعدنية الجديدة فئة 100 ريال واشنطن تعلن تنفيذ ضربات استباقية ضد الحوثيين تهديد حوثي جديد باستهداف مطار المخا وإخراجه عن الخدمة نادي أتلانتا يستعد لأكبر مباراة في تاريخه أمام ليفربول صحيفة أمريكية تكشف :هكذا إستعدت إيران للضربة الإسرائيلية المرتقبة الصين تحذر واشنطن من فتح تحقيق يستهدف صناعاتها
من المؤكد أن هناك علاقة كبيرة بين القلب والجيب، فالمتتبع لطرق وأساليب تفصيل الملابس في معظم المجتمعات، سيجد أن الجيب الرئيسي دائماً ما يوضع في الجهة اليسرى من الصدر، أي فوق منطقة القلب مباشرة..
والجيب رغم صغره فإنه بموقعه ومكانته، يحمل في ذاته دلالات وأبعاد مختلفة، مادية ومعنوية، حسية وموضوعية. والحديث عن الجيب مرتبط كثيراً بمفهومي الغنى والفقر، فيُقال الجيب دافئ تعبيراً عن وجود المال وعدم الشعور بالحاجة، وفي المقابل سترى من يخرج أمامك بطانة جيبه تعبيراً عن الطفر والحِراف والإفلاس، كما هو حال الكاريكاتيرات الصحفية التي تعمل على إبراز هموم الموظف المسكين، حين يجد أن مرتبه في نهاية الشهر لا يكفي لسداد الإيجار وفواتير الماء والكهرباء..
والجيب أيضاً قد يعني الاحتواء، فدائماً ما يُقال، فلان في الجيب، أي أنه مضمون المواقف والولاء، وقد يعني الجيب النصرة والقوة والمنعة، وكثيراً ما نسمع أن شخصاً ما يقول لصاحبه إدعس ولا يهمك ويشير إلى جيبه تعبيراً عن استعداده لتحمل التكاليف والتبعات التي قد تحدث..
وفي هذا السياق تتأكد العلاقة بين محتويات الجيب وبين الوصول إلى درجة من الأمان النفسي، فكلما كان الجيب ممتلئاً شعر القلب بالراحة والاطمئنان، وهكذا يتمدد القلب بتمدد الجيب ويكبر بكبر محتوياته..
ولا شك أن الجيب قد أصبح في الوقت الحاضر بالنسبة للمتنفذين، يمثل أرقام الأرصدة في الداخل والخارج، وعقارات ومناقصات وتسهيلات خاصة، وبلوكات نفط فسيحة، وفساداً يعمل جاهداً على لهف الموارد الحيوية للبلاد، كما هو الحال بالنسبة لصفقة الغاز المسال، والتي وصفها عدد من أعضاء مجلس النواب وخبراء الاقتصاد بأنها شكل من أشكال الفساد المرتبط بالغباء والخيانة الوطنية معاً، والتي لم تقف عند حد استنزاف مختلف واشكال الإمكانيات المادية والمعنوية حاضراً، ولكنها أرادت أيضاً سرقة ثروات الأجيال القادمة وقتل مستقبلهم مع سبق الإصرار والترصد.
ولذلك أصبح طبيعياً أن نجد من هؤلاء المتنفذين من يطلق بين حين وآخر شعار الوطن في قلوبنا، وذلك من باب التغطية على عملية استكمال تعطيف الوطن ومصادرته إلى الجيوب..
وفي سياق التغطية نفسها، فإن مثل هذا الشعار يستهدف فتح معارك وهمية ضد كل من يخالفهم الرأي، وذلك في إطار العمل على إحداث فرز اجتماعي، حيث يحاول المتنفذون وقوى المصالح والفساد تقديم انفسهم كحراس وحيدين للوطنية ووكلاء محتكرين لمفاهيمها. وكأن حب الوطن سلعة ترفع للمزاد في أوقات الحاجة وتتحول معها الوطنية عند هؤلاء إلى صكوك غفران يوزعونها لمن يريدون وقت ما يشاؤون..
ومن المضحك في نفس الوقت أن يتحول رفع مثل هذا الشعار إلى وسيلة من وسائل لهف المال العام كذلك، حيث يبدأ المشروع بفكرة والفكرة تحتاج إلى خطة والخطة تحتاج إلى تنفيذ والتنفيذ يحتاج إلى المال الكافي، بل والسخي لأن هذا عمل مميز، فالخُبرة هم من يحملون لواء هذا المشروع، وهم يستحقون الكثير والكثير، ولا يغلى عليهم شيء، مادام سمننا في عصيدنا، واليمن في جيوبنا..