الكشف عن تفاصيل جديدة في لهجوم الإسرائيلي على إيران بالأسماء.. قصف منشآت نووية واستهداف قادة عسكريين وعلماء
إسرائيل تكشف تفاصيل الضربة بإيران: قتلت 3 قادة ونفذتها عشرات
الحوثيون يرفعون جهزيتهم العسكرية للقتال مع إيران ويتوعدون بجر المنطقة إلى هاوية الحرب
ساني يودع بايرن ميونيخ قبل انتقاله إلى غلطة سراي
الرئيس الإيراني يؤمن بخيارات ضرب المنشآت النووية ويتوعد إسرائيل والغرب ببنائها اذا قصفت
وكالة الطاقة الدولية تواجه اتهاماتها لإيران وطهران ترد بإجراءات مضادة
حادث سير مؤلم يتسبب في وفاة وجرح سبعة مواطنين بمحافظة عمران
انهيار كارثي للعملة اليمنية.. أسعار الصرف في عدن ومأرب
الدفاع المدني بشرطة مأرب يخمد حريقًا نشب في أحد المحلات التجارية
طارق صالح يطلع على خطة تطوير مدينة الخوخة السياحية ويوجه بسرعة تنفيذ المخطط
،
منذ أن دنّس المحتلّ أوّل شبرٍ من أرض فلسطين، ونحن كشعوبٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ لا نُساق إلّا بالسلاسل التي صنعها حكّامنا بأيديهم، فأنظمتنا ليست سوى أدوات احتلالٍ مغلّفةٍ بعناوين وطنية، تحكمنا باسم القومية وهي في حقيقتها وكلاء صامتون لتنفيذ مخططات المستعمر، منذ نكبةِ الأمس وحتى مجازر اليوم، والحكّام أنفسهم لم يتغيّروا، تبدّلت وجوههم وتعدّدت شعاراتهم، لكن صمتهم واحد، خيانتهم واحدة، تواطؤهم واحد، وعارهم ممتدّ في الزمن لا يغسله إلا الطوفان، فمنذ عام 1948 وهم يتبادلون أدوارَ الصمتِ المريب والتواطؤ المشين، وحين اجتاحت النكبة أرض الأنبياء، كان الصمت العربي أول جريمة في سجلّ الخيانة، وحين استُبيحت غزّة في كلّ عدوانٍ لاحق، كان حكّام العرب يلوذون خلف بياناتِ الشجبِ الباردة، أو يصافحون يدَ السفاح في السرّ والعلن، واليوم تُباد غزّة ويُحاصر أهلها وتُحرق أشلاؤهم وهم على قيد الحياة، ولا تزال قصورُ الملوك والرؤساء تعجّ بالولائم والنفاق، ولا يزال الحمام الزائف يرفرف على مآذن الذلّ العربي، فهل ننتظر منهم صوتًا وقد خرسوا منذ ولادتهم؟ وهل يرجى من الغدر موقف؟ وهل يتكلم من باع دماء الشهداء من قبل؟ التاريخ يصرخ والصفحات تمتلئ بعارهم، من كامب ديفيد إلى أوسلو، من وعود السلام إلى قطار التطبيع، من خنجر الطعن في الخاصرة إلى وشم الخيانة على الجبين، لم تكن غزّة وحدها يومًا، لكنها كانت دائمًا تقف في مواجهة العدو بينما نحن نُغتال من الداخل على يد من يلبسون عباءة الزعامة، وغزّة اليوم تصرخ لا من وجع القصف وحده، بل من وجع الصمت العربي القاتل، من وجع التخاذل والخذلان، من وجع أن ترى شعوبًا مكمّمة وحكامًا متآمرين، من وجع أن تُطعن في ظهرك لا من عدوّك بل ممن يُفترض أن يكون سندك، فويلٌ لنا من تاريخٍ نكذب فيه على أنفسنا ونصفّق لجلّادينا، وويلٌ لحكّامٍ باعوا الأرض والعرض والكرامة، وهل يُنتظر من سُرّاق الثورات ومهندسي الخراب أن يعلو صوتهم من أجل غزّة؟ غزّة ليست وحدها، بل نحن من تُركنا وحدنا، بين أنظمة لا تمثلنا، وقرارات لا تعبّر عنّا، وخونة يسكنون بيننا، يرفعون رايات العروبة وهم خناجرها، ويتغنون بالإسلام وهم يذبحونه مع كلّ صمتٍ جديد، فلتشهد الأرض والسماء، أننا شعوبٌ محتلة، لا بالمدافع والجيوش، بل بالعمالة والقيود المزيّفة، وأننا لن ننسى، ولن نغفر، ولن نسامح، فغزّة ليست وحدها... لكن الخونة بيننا.