آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

مقارنة بين وحشين !
بقلم/ نشوان السميري
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 22 يوماً
السبت 03 يناير-كانون الثاني 2009 02:49 م
في لقطة نادرة يهتزّ لها وجدان من يراها، وثّق فريق تلفزيوني كيف استطاع حيوان الفهد المفترس اقتفاء أثر أنثى قرد وقام بما يجب عليه فعله من أجل البقاء فاصطادها..

 لكن الفهد لم يلحظ وجود صغيرها حديث الولادة متعلقا بساقها سوى بعد أنهى مهمته، وكم يفاجئنا رد فعل الفهد -المفترس بطبعه- على اكتشافه المتأخر هذا، فإذا به ينسى عشاءه الدسم ويعود متوددا بحنان نعجز عن وصفه إلى مسح رأس القرد الصغير الخائف حينا أو لحسه بلسانه حينا آخر، وكأنه يعتذر له لما أصاب أمه، بل أصبح هذا الفهد هو الحامي الجديد للقرد الصغير من تربص ضبع حاول اغتنام الفرصة بدوره، وأصبح هم الفهد الشاغل على مدى ساعات طويلة هو تتبع القرد الصغير وحمايته حتى اطمئن له وسكن مستسلما بجواره.

هذه اللقطة الحقيقية لحيوان مفترس تجعلنا نشعر بالخجل من أنفسنا كبشر ونحن نلمس كمّية الرحمة التي تدفقت أنهارا من قلب حيوان الغاب لتشمل حيوانا آخر من غير فصيلة الفهود أصلا، وعندما نرى منابعها وقد جفت في قلب والد الطفلة "جهاد" وزوجته الثانية اللذين صبّا كل فنون التعذيب الوحشي على هذه المخلوقة البريئة نفساً وجسداً وروحاً؟

إن صنيع هذا الفهد بصغير أنثى القرد يخجلنا حقاً وينبهنا إلى أن مقارنة بينه وبين بشريين اثنين نزعت الرحمة من قلبهما نزعا هي مقارنة ظالمة جدا ولا يمكن عقدها، فالرحمة لا تنزع إلا من قلب شقي كما قال صلى الله عليه وسلم.

لقد تسببا هذان بأذى بالغ لطفلة كلفا برعايتها ولا تنتمي بالضرورة لفصيلة من غير فصيلتهما، فأضحت حتى هذه الساعة طريحة الفراش في غرفة العناية المركزة، ولسان حالها يقول بأي ذنب أوذيت وعذّبت، وماذا صنعت من جرم كي يعمد أقرب "شخص" لها ولن أقول "إنسان" حتى يسلط عليها هو وزوجته صنوف العذاب بتلك الطريقة التي ألمّت بها وسببت لها عاهات يعلم الله وحده متى ترحل عنها.

كما فرّط الأب أيما تفريط بكل الحقوق التي أوجبها الخالق عليه في رعاية الأبناء حتى أنه لم يحمها من زوجة صرف الله بصيرتها عن الرحمة، فتجاهلا كل تلك الحقوق التي سنت عليها الشرائع والقوانين وأكدت عليها الأخلاق السوية وشرف الرجال الحقيقيون والنساء الحقيقيات بحملها.

وحسناً فعل النائب العام بقراره إلقاء القبض القهري بحق الأب وزوجته اللذين ربما ظنا أنهما قد يفلتان من العقاب وأرجو أن لا يحدث هذا، فالتعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم ويجب أن تكون أشد بحق كل من كان له ولاية على من تعرض للتعذيب.

لقد شاهدنا هذا الأسبوع مشهدا رائعا نتمنى حدوثه دائما وهو التكاتف الجميل بين منظمة (سياج) لحماية الطفولة التي قدمت البلاغ للنائب العام وبين الأخ النائب الذي أصدر قرار القبض دون تأخير والتحقيق في جريمة ترفعت عن ارتكابها حتى حيوانات الغابة المفترسة نفسها فهي لا تصطاد إلا حينما تجوع.

كم أنت فريدة ووحيدة يا "جهاد" اليوم، وكم نأسف لما كتبته لك أقدارك من أب لا يرحم وزوجة مات ضميرها فآذتك بكل هذا الألم، وكم نشيح بوجهنا حياءً عنك لما نعلم أن أمك المتزوجة بآخر قد رفضت حتى ضمك إلى حضنها بعدما مات شعور الأمومة في صدرها، فقد أصبحت يا بنيتي أداة للانتقام والصراع بين أبوين منفصلين لما يرعيا لحقك بالا.

لك الله يا "جهاد" ولكل الأطفال أمثالك الذين عميت بصيرة أوليائهم عن إدراك كم أنتم أيها الأطفال جميلون ورائعون وأنكم النعمة المهداة من السماء لهذه الأرض البور بدونكم، لك الله يا "جهاد" وأنت تتحملين في عمرك الغض وزر ما يفعله الكبار بكم من ألم جسدي ونفسي لا يطاق وسببه قساة أكباد لا يعقلون قولا ولا يفقهون فلم يفرقوا بين التعنيف والتأديب.

لك الله يا "جهاد" وأنت تري الرحمة تتدفق أنهارا من فؤاد حيوان مفترس أبكم فيما تعجز وحوش بشرية عن منحها إياك لأنها لم تمتلكها يوماً، ولك الله يا فهد الغابة لظلمنا إياك بمقارنتك بأب شقي وزوجته لم يملكان ما ملكت من رحمة فلك كل التقدير والمحبة والاحترام.

n.sumairi@gmail.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
أحمد عايض
لماذا هرول عبدالملك الحوثي بالقبول بخارطة الطريق الأممية ؟
أحمد عايض
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
أحمد عايض
إيران الأمريكية.. مشروع التوسع المسكوت عنه
أحمد عايض
كتابات
ابراهيم  بن محمد الوزيرمن هم الزيدية 4/4
ابراهيم بن محمد الوزير
عبد الباري عطوانيا أهل غزة.. شكرا
عبد الباري عطوان
معاذ الخميسيلك الله .. يا غزةّ!
معاذ الخميسي
مشاهدة المزيد