فضائح الحوثي في بيحان والانتقالي في عدن
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: سنتين و 5 أشهر و 20 يوماً
الخميس 07 أكتوبر-تشرين الأول 2021 07:04 م
 

في اليوم الأول بعد دخول الحوثيين مديرية بيحان- شبوة أستبشر الناس بانخفاض سعر صرف الدولار إلى ٦٠٠ ريال, ورَدَّد معلمو الثانوية العامة الصرخة الشهيرة بحماسة, قبل أن تأخذهم الصيحة .. وبعد يومين أصيبوا بالصدمة والمشرف الحوثي المتبردق يقول لهم أنتم الآن من جيز إخوتكم في صنعاء ومناطق المسيرة القرآنية المباركة لا رواتب ولا علاوات, وسنصرف لكم من سلة غذائية بتوجيهات من المولى السيد عبدالملك.

لم تكتمل الفرحة ومسلسل خداع وتضليل الحوثيين إلا بعد قطع التيار الكهربائي على بيحان والعين أسوة بالظلام الدامس في صنعاء وعمران بعد أن كانت تشغيل المواطن للكهرباء في بيحان معظم ساعات اليوم والشرعية تتكفل بالوقود مجاناً.

هكذا ينقل الحوثيون الأسوأ إلى الناس حيثما حلوا ورحلوا, وقيسوا عليها حريب والعبدية والجوبة التي تدور فيها أعتى المعارك حيث يصادرون مخصصات الغاز المنزلي لبيعه بأربعة أضعاف ما كان عليه وكذلك البنزين ووقود السيارات.

ثم يضحكون على الناس بالتطبيل لما يسمونه(مبادرة مأرب) التي يهدفون من خلالها إلى ترك مقاومة أهل مأرب للمشروع الإيراني مقابل وعود زائفة على الورق بمنح الناس سلطات إدارية ذاتية ونسبة كبيرة وهمية من عائدات ثروات ومداخيل المنطقة, تفضحها حقيقة أعمالهم وجرائمهم الخبيثة وأن لا عهد لهم ولا ذمة أو ميثاق.

ولأن شر البلية ما يضحك فقد أضافوا إلى السِّلال الغذائية البديلة لرواتب المعلمين في شبوة كمية كتب(ألمسيرة القرآنية) لتوزيعها على الطلاب, ومجموعة ملصقات للصرخة وشعاراتهم المعروفة.. حتى علَّق أحدهم : وهذه برضه كيف نطبخها, أو قصدهم أننا نُوَلِّع بها مواقد الطباخة !!.

لكن أهل بيحان وقعوا في مصيدة فئران جبل مران, ولذلك بدأت المقاومة الشعبية صباح هذا اليوم بالذات إحدى عملياتها الفدائية المباركة بكمين محكم أوقع ٨ من مليشسات الإجرام الحوثي على الأقل قتلى ومثلهم جرحى.

* أين القتلة الحقيقيين *

لا ينافس الحوثيين في المراوغة والخداع الأعلامي والكذب إلا ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي قال قادته مؤخراً أنهم نفذوا حملتهم العسكرية في عدن ضد جماعة أمام النوبي الردفاني لتطبيق النظام والقانون وتحقيق العدالة بينما رفضوا تسليم قتلة الشهيد عبدالملك السنباني في إحدى نقاطهم المسلحة في لحج الشهر الماضي , ومزقوا طلب استدعاء النيابة الجزائية وتحفظوا على القتلة الخمسة إلى اليوم.. وزادوا فوقها أمس الأول بقتل الشهيد عاطف سالم الحرازي الكادر الطبي في الهلال الأحمر من أبناء تعز, قريباً من مكان تصفية عبدالملك السنباني نفسه.

والمضحك المبكي هو مسارعة قيادة اللواء التاسع صاعقة في لحج المدان أفراد تابعون لها بقتل السنباني في نفي علاقتها بالجريمة الجديدة, والغمز باتجاه نقاط عسكرية تابعة لحمدي شكري قائد أحد ألوية العمالقة الذي كان أبرز المسارعين في إدانة جريمة السنباني في حينها وموقفه مشرف بتشديده على تسليم القتلة دون قيد أو شرط !!.

وإذا كان قائد اللواء التاسع صاعقة يزعم أن لا علاقة لأفراده بقتل الضحية الجديد عاطف الحرازي فلماذا لا يثبت حسن نواياه وخلو طرفه من الجرائم بتسليم أفراده المدانين بقتل السنباني إلى نيابة عدن الجزائية أو المحكمة العسكرية, أليس ذلك أفضل له من مداراة القتلة وإصدار بيانات فارغة, ولماذا يستدعي عيدروس الزبيدي صميل النظام والقانون والعدالة عندما تكون في الظاهر لصالح تثبيت سيطرته على مراكز قوى ونفوذ المنافسين بينما لا تستقيم معه العدالة ومخافة الله عندما يكون شرع الله وحكمه واضح في جرائم الحرابة التي يمارسها جنوده ضد المسافرين الأبرياء والعزل ؟؟.

* إخراج تافه *

أما أسوأ كذبة ترتقي إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية اقترفتها قيادات مجلس الانتقالي واعلاميوها مؤخراً هي اقحام أبناء تعز المفتعل في معركتها المسلحة الخاسرة مع أمام أحمد محمد النوبي (الردفاني) في أحداث كريتر الأخيرة.

فبعد خيبة أملها في إنهاء المواجهة المسلحة مع النوبي بالنتيجة المرجوة اعتقلت بصورة مخزية ومهينة مجموعة شبان من العاملين في مهنة الخياطة والمخابز والباعة المتجولين وغيرهم وأرهابهم وعصب أعينهم وتسجيل فيديو يؤكدون فيه بالإكراه وتحت التهديد أنهم كلهم من أبناء منطقة(الصِّلْو) بمحافظة تعز, ليثبتوا مشاركتهم في المواجهات.

وكل ذلك الترويع والأبتزاز اللا أخلاقي نكاية بخصمهم العنود أمام النوبي الذي لم يستطيعون كسره للمرة الثانية, في محاولة من قادة الانتقالي لعزل الرجل عن انتمائه إلى إحدى قلاع الجنوب الثورية مديرية(ردفان) وتسهيل التخلص منه بمزاعم إنه(شمالي دحباشي) بعد إن استبدلوا لقبه ب(الصلوي) بدلا من(النوبي الردفاني).

أما أن قيادة الانتقالي أرادت من وراء تسويق كذبتها(الصلوية) إظهار إن المتمردين ليسوا جنوبيين وإنما بضعة شماليين فلن تضمن بذلك تماسك النسيج الاجتماعي الخاص بها ألذي مزقته بحماقاتها وأناتيتها المفرطة لصالح أجندة اكتناز الأموال والأتجار بقضايا الجنوبيين وتضليلهم.. فالصِّلوي ذريعة وتهمة مثل غيرها كالأخونج والدحابشة والمندسين لن تغطي على واقع حال مليشيات ألأنتقالي من الأنكشاف.

وكان أول من أطلق لقب(ألصِّلوي) على أمام النوبي هو هاني بن بريك المدخلي في انقلاب أغسطس ٢٠١٩ م بعد أن رفض أمام طرد وترحيل أبناء المحافظات الشمالية من منطقة كريتر التي يشرف على قيادتها عسكرياً, وقد خالف أمام النوبي بهذا السلوك الإنساني النبيل توجيهات بن بريك الذي قاد التحريض شخصياً من خلال منشوراته واستجاب له قادة المناطق العسكرية في دار سعد والشيخ عثمان والمنصورة ورحلوا قسراً آلاف الباعة المتجولين وعمال والبناء والمطاعم وغيرهم بعد أن نهبوا مدخراتهم وأغراضهم, في أبشع سلوك مخزي لا يصدر عن رجال حقيقيين أسوياء أو بني آدم.

ولتقول جماعة عيدروس الزبيدي ما تقول من ترويج ألقاب وذرائع هروبية وشماعات أخرى لفشلها في كريتر إن كان ذلك سيمنع حقيقة تصدع مكونات المجلس الانتقالي من داخل البيت الجنوبي نفسه وليس بسبب طواحين هواء مخترعة بألقاب ومسميات من الصلو والحجرية والدحابشة, لأنه كيف نفسر المواجهات العسكرية البينية السابقة بين قيادات مليشيات الانتقالي من الصولبان ومعسكر النصر قبل تسعة أشهر إلى مطحنة الشيخ عثمان والمنصورة قبل ٣ أشهر إلى موقعة كريتر, والنثرات اليومية الأخرى من لحج إلى حضرموت.. أين ذهب دور الدحباشة وأصحاب الصلو.

بامكان مجلس ألأنتقالي مواربة تصدعات مكوناته المناطقية العنصرية المخيفة بأقل الأفعال اللئيمة ودون أن ينتهك حريات وحقوق الأشخاص الأبرياء ويعتدى عليهم بالاستقواء على ضعفهم بقوة مسلحة مستعارة تداري حالة الوهن والهوان التي يعيشها.

وليس من باب التشفي إنما هي الواقع والوقائع, فمعروف هو المصير النهائي للجماعات الإرهابية المسلحة حين تأكل نفسها من الداخل بتجاوزها أدنى أخلاقيات إلى مرحلة سفك الدماء ونهب الأموال وانتهاك حرمات من تعتقد أن القدر أرسلها لأنقاذهم ونجدتهم رحمة لا لعنة.

ويستوي في ذلك الحوثي والانتقالي ومن في فلكهم يسبحون, وأن هي إلا مسألة وقت وصبر واحتساب سيؤتي معه كل أسباب النصر.