الهيكل وصهاينة الولاية!
بقلم/ حسين الصوفي
نشر منذ: سنتين و 7 أشهر و 28 يوماً
الخميس 29 يوليو-تموز 2021 11:46 م

الأغبياء هم أولئك الذين يسمحون لوعيهم أن ينجر إلى نقاش ولو كان افتراضياً حول أكذوبة “الولاية”، هذه بكل بساطة فكرة واسعة ومدخل كبير لهدم قيم الإسلام الكبرى.

 

إنها النسخة “الشيعية” التي تتطابق مع الفكرة الأم التي دشنها مؤسس الصهيونية هرتزل لاحتلال القدس، لقد بحث “تيودور هرتزل” عن فكرة تنسف معتقدات اليهود التوراتية وتشرعن له قيادتهم إلى المحارق واستخدامهم لتنفيذ خطة قادة أوروبا الذين هيأوا له اجتماعاً في مؤتمر بال 1897م في سويسرا، وأعلن لليهود فكرته لتأسيس دولة اليهود تقوم على فكرة “الهيكل”!

 

الهيكل فكرة صهيونية تسعى لتحويل الصراع في فلسطين من صراع حقوق واحتلال وانتهاك وظلم ومجازر، تريد أن تغطي به على عقول اليهود بأنه صراع ديني إلهي، وأنه ليس عليهم في الأميين سبيل!

 

الهيكل طمس معالم الدين اليهودي وخلط العقيدة التوراتية، وحول اليهودية إلى خرافات واليهود إلى قطيع خرفان تديرهم عصابات، ومن يتابع التغطيات اليومية للصحف العبرية سيكتشف حجم الصراع بين تلك العصابات التي تستغل الخرافات والخرفان لتنفيذ أجندتها باسم الإله.

 

والهيكل أقوى فكرة تقوم عليها أكذوبة (دولة إسرائيل)!، ولولا فكرة الهيكل لتبعثر حلم هرتزل وانتهى.

 

لقد أسس بعض اليهود “حركة السلام الآن” تسعى لتحقيق مبادئ إنسانية، لكن فكرة الهيكل طغت على وعي اليهود وانتصر هرتزل على الدين التوراتي!

 

كان لا بد من الحديث عن “تيودور هرتزل” كمؤسس لأكبر أكذوبة هدمت ديناً وقضت على عقيدة وحولتها إلى خرافة لتحقيق غرض واحد هو “الاحتلال”!

 

هذا هو ما يجري بالضبط لأطماع إيران التوسعية في المنطقة؛ حيث تحقق نفس أهداف هرتزل، بالقضاء على العقيدة الإسلامية وتحريف الدين الإسلامي وتحويله إلى مجرد خرافة الولاية!

 

وكما فعل الصهاينة يفعل الإيرانيون ومليشياتهم؛ يكذبون على الله الذي قال: {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}، استبدلها اليهود ب {نحن أبناء الله وأحباؤه}، واستبدلها الإيرانيون ب”من كنت مولاه فعلي مولاه”!

 

ومن أخطر ما تفعله فكرتا الهيكل والولاية أنهما يعملان على استبدال الأصل بالخرافة، ويحشدان النصوص لتوظيفهما لما يريدون؛ فعندما يتحرك الصهاينة بفكرة الولاية يبنون مستوطنات ويحتلون مزيداً من الأراضي، وتسكن هذه الأراضي فئة من الصهاينة الأوروبيين، أما بقية اليهود فهم في أحقر الأماكن والطبقات، وهي ذات المناسبة التي يستغلها الحوثيون وكل مليشيات إيران، ترفع الأحاديث المغلوطة في المناسبات ثم تقتل مزيداً من اليمنيين.

 

أما حكاية الولاية فمن أجمل ما قرأت هذه الأيام منشور لصديق يتحدث “ساخراً” أن أغبى “أهل البيت” أبو جهل وأبو لهب، حيث حاربوا النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهما ظنا أن الإسلام دين مبادئ وليس دين ولاية”.

 

أيها الصهاينة الجدد: خلافنا معكم هو من أجل المبادئ الإسلامية النقية، من أجل الجمهورية، من أجل المساواة والحرية، لأنكم عنصريون كالصهاينة تماما.

 

أنتم من انقلب على الدولة والحوار والدستور وفجرتم المنازل والمدارس والمساجد ودور القرآن، وقتلتم القادة والضباط وأعدمتم الشرفاء ونهبتم المعسكرات وقمتم بكل قبيح، ما علاقة علي بن أبي طالب بقتل المواطنين؟! وما علاقة علي بالمختطفين في السجون؟!

 

مات علي قبل أربعة عشر قرنا ونصف، ما علاقتنا بذلك؟! وما علاقة علي بالعمارات والأراضي والفلل وتجارة المخدرات في البردقان؟!

 

يا أحفاد هرتزل: نحن أحفاد الزبيري ونعمان وعلي عبد المغني والثلايا ولبوزة وكل الأحرار، وعنوان الصراع بيننا وبينكم بكل بساطة هي الثورة والجمهورية!

 

لا تهربوا إلى الولاية ولا غريمنا علي، ولا لنا دخل بخلافات الماضي، لم يغتصب الدولة غيركم وأنتم من فجر البيوت والمساجد ونهب الثروات والأموال، ثم سطا على كل شيء، وستجرفكم أمواج أبطال سبتمبر الثائرة كما جرفت آباءكم الأوغاد من قبل!