آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

عاصفة الحزم وتغيير الموازين فى المنطقة 1-2
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و 29 يوماً
الإثنين 30 مارس - آذار 2015 04:16 ص

نشرت مقالاً بتاريخ 18/12/2014م بعنوان ( السعودية بين الواقع المر والواجب المفترض ) وتمنيت فيه أن تقوم المملكة بدورها العالمي الفاعل في قيادة الأمة الإسلامية العظيمة ، لما تمتلكه السعودية من مقومات عظيمة ، السلطة الدينية لأكثر من مليار ونصف مسلم ، والقدرة المالية العملاقة ، وبهذين الأمرين باعتقادي الشخصي تستطيع المملكة أن تقود بهما الأمة دولاً وشعوبًا ، وتكون صاحبة أعظم مشروع فى التأريخ إن أحسنت استخدامه ، وأدارته بكفاءة عالية ، وحينها ستجعل الأمم الأخرى كلها تقف موقفًا نديًا من الأمة الإسلامية ، ثم توجهت باللوم الشديد لها بسبب تركها إيران تعبث بالعالم الإسلامي ، دون أن يكون لها دورًا في محوريًا في منعها من التوسع ، أو حتى إيجاد توازن رغم ما تمثله السنة فى العالم الإسلامي بحوالي 90 % من البشر ، وأشرت حينها أن الهدف القادم لإيران هي المملكة بل أنه هو الهدف الإستراتيجي ..
الآن وبعد عاصفة الحزم نستطيع القول أن المملكة العربية السعوديــــــــــة بقيادة الملك / سلمان بن عبد العزيز بدأت تأخذ الأمر بجدية في مقاومة التمدد الشيعي فى المنطقة ، وشعرت أكثر من أي وقت مضى بالحجم المهوّل للخطر القادم من طهران على حساب أمن شعوب ودول المنطقة العربية والإسلامية ، وعلى وجه الخصوص الجزيرة والخليج العربي ومصر ..
في غياب الدور السعودي سابقًا ، وبفعل التأثير الأمريكي على صانعي القرار فى المملكة استطاعت أمريكا وبواسطة إيران وحلفائها أن تستغل هذا الغياب لصالحها ، وأخذت تعبث بالأنظمة العربية والإسلامية ، وتخرِّب وتدمِّر العالم الإسلامي باعتبارها زعيمة المشروع الصهيوني فى العالم ، والداعمة للحفاظ عليه وتوسّعه ، ووفقًا لذلك فقد استباحت بلاد العالم الإسلامي ، واستطاعت أن تدمر مقدرات الأمة العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية ، فقد ضاعت العراق والشام واليمن ولبنان ومصر وغيرها من الدول ، ولم تعد الأمة الآن بقوتها مثلما كانت عليه قبل عشرين عامًا تقريبًا ، وإن كانت مفرقة ، وذلك بسبب عدم وجود دولة قوية قادرة على أخذ زمام المبادرة لتجمع الأمة العربية والإسلامية إلى صفها كلحمة واحدة وتقـــول لها : " كفى عبثًا " فنحن موجودون هنا ..
لن نخوض فى التفاصيل هنا ، لكن ما يهمنا الآن هو كيف يمكن أن تحقّق عاصفة الحزم أهدافها ، والتي أطلقتها السعودية ، وجمعت فيها أكثر من عشر دول إلى صفها فاجأت به العالم كله ، وفي لحظة فارقة من تأريخ الأمة الإسلامية أن تتم هذه العاصفة بحزم ليس فيه مداهنة أو عبث بالأوراق السياسية القذرة ، رغم قناعتي أن الدفاع عن الشرعية اليمنية ليس هدفًا استراتيجيًا لذاته ، بل هو عامل مهم وضرورة لتنفيذ تلك الإستراتيجية ، واستطاعت السعودية وبدافع خوفها على الأمن القومي لبلدها إرغام أمريكا للتعامل مع هذا الملف ، ولذلك جاءت تصريحاتهم بالتقدير لمدى الضرر الذي تخشاه السعودية مجاملة فقط ، رغم علم السعودية وكامل دول المنطقة أن أمريكا تتماهى مع هذا التوسع المريب وتؤيده ، فما كان من أمريكا إلا أن تنحني للعاصفة قليلاً ، وتعلن دعمها اللوجستي كي تضمن التأثير على هذا الملف المزعج بعنايتها وتسيّره وفقًا لأجنداتها ، لتضمن على أقل تقدير أن يكون فقط لحماية السعودية ، ولا ينتقل مثل هذا التحالف إلى تحقيق أجندات أخرى تنال فيه السعودية الريادة على العالم العربي والإسلامي المأمول .
إن هذه العاصفة القادمة من أرض الحرمين قامت بخلط أوراق عديدة على المشروع الصهيو أمريكي إيراني الذي كان العمل به مستمرًا وناجحًا ، وكاد يصل إلى النصف من النجاح تقريبًا باعتبار أن العراق وسوريا ولبنان ومصر والأردن وبعض الدول الأخرى تسير فيه ، وأصبحت أو كادت تصبح ضمن السيطرة ، فاليمن قبل العاصفة كادت تسقط إلى الأبد في يد إيران بالكلية ، ومعنى ذلك ووفقًا للصراع الجيو سياسي أن الهدف القادم هو السعودية ، وآن لها ووفقًا لخطة هذا المشروع أن تصبح محاصرة من الشمال والشرق بالعراق وسوريا وإيران ، وجنوبًا من اليمن ، وغربًا بمصر وارتيريا وغيرها ، وتكون بذلك محاصرة سياسيًا ودينيًا وتجاريًا بإغلاق المنافذ البحرية فى الخليج العربي والبحر العربي وباب المندب والبحر الأحمر ، إذن المسألة خطيرة جدًا .. وحيئنذ للسعودية كامل الحق في الدفاع عن سيادتها ، ولا ينبغي لنا أن نحسب موضوع انتهاك السيادة اليمنية في هكذا معركة مصيرية للأمة الإسلامية جمعاء بحساب أن لكل دولة سيادتها الخاصة بها ، حيث أن اليمن جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي ، وأي دفاع تقوم به السعودية حفاظًا على اليمن وعلى السعودية معًا لا يعني انتهاك السيادة بالمفهوم الضيّق ، وحينئذ نعود للأصل الذي يجب أن تكون عليه دول العالم الإسلامي أنها دولة واحدة ..
ونظرًا لطول المقال وحرصنا على قراءته من قبل القراء تم تجزئته ، ولنا فى الجزء الثاني من المقال التوضيح أن عاصفة الحزم جاءت لتدمر المشروع الطائفي فى المنطقة العربية والإسلامية إن شاء الله تعالى ..