آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

الحزم .. اللغة التي تفهمها إيران!
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و 30 يوماً
الأحد 29 مارس - آذار 2015 10:58 ص

بقلم / حبيب العِزِّي
لعلها المرة الأولى التي نخسر فيها كل رهاناتنا حول إمكانية انتقال السلوك السياسي العربي من مجرد الأقوال إلى حديث الأفعال، فنحن كنا قد تعودنا طوال العهود الماضية على الاستماع لبيانات الشجب والاستنكار، لكننا على صعيد الأفعال لا نلمس شيئاً، حتى أصبحنا على قناعة تامة بأن قياداتنا العربية "والخليجية منها على وجه الخصوص" لا تملك الجرأة ولا الشجاعة الكافية، ناهيك عن الإرادة السياسية، لاتخاذ القرارات الحاسمة والاستثنائية، في الأوقات الحرجة التي قد تستدعي اتخاذ مثل تلك القرارات، حتى جاء هذا الاستثناء التاريخي لقيادة المملكة العربية السعودية في عهدها الجديد، ليؤكد للجميع بأن أشياء كثيرة قد تغيرت في سياساتها، وأن المملكة في عهدها الجديد بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ليست هي المملكة التي كانت في العهود السابقة.
عاصفة الحزم .. "أول الغيث قطرٌ ثم ينهمرُ" .. أول قرار سعودي خليجي جريء، يخرج عن الرتابة والتقليدية التي سئم المواطن العربي منها طوال عقود، وقد نتفق أو نختلف عليها من حيث المبدأ، لكنها بالتأكيد تُعد خطوة جريئة ومتقدمة جداً، لطالما انتظرها المواطن العربي في مواقف كثيرة –كانت ولا تزال- تستدعي مثل هذا التحرك السريع وغير المتردد، وأول تلك المواقف ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وموقفها من حصار غزة الخانق أكان من طرف الاحتلال أو من الجانب المصري في عهد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ثم موقفها من الحروب المتكررة عليها من قبل العدو الاسرائيلي، أضف لذلك مواقفها إزاء العديد من القضايا العربية ومنها الربيع العربي، كما موقفها من جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت قد وقفت في خندق المواجهين لها في العهد السابق، كما حدث في مصر من دعم للانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، كل هذه المواقف تحتاج إلى مراجعات كثيرة بما يتسق وسياسات المملكة الجديدة في عهدها الجديد.
لم نكن نحبذ -كيمنيين- أي تدخل عسكري مباشر في بلادنا، ولم نكن نريد للأمور أن تصل إلى هذا الحد، لأننا لا نؤمن بتاتاً بثقافة الحروب ولا التدخلات العسكرية التي لا تجني من ورائها الشعوب غير مزيد من الخراب والدمار وضياع الدول، ونحن نفضل دائماً لغة الحوار على أي لغة أخرى، مهما بلغ حجم الخلافات فيما بيننا، لكن تعنت وغرور جماعة الحوثي، ثم الحقد الدفين للمخلوع علي صالح، كما ضعف الرئيس هادي وافتقاده للكاريزما، كلها أسباب أوصلتنا إلى هذه النتيجة، لكن يبقى الحوثي وصالح هما السبب المباشر والرئيس في جلب "عاصفة الحزم"، ويتحملان كل المسئولية القانونية والأخلاقية التي تترتب عليها، وبمقدمتها تدمير القوة العسكرية والحربية التي كان يملكها الشعب -على تواضعها- والتي كانت قد نهبتها وصادرتها المليشيا المدعومة من صالح وعصاباته والموالين له ونقلها إلى صعدة، كما استولت عليها في باقي المدن اليمنية، والتي هي بالطبع في نظر صالح مجرد واحدة من أملاكه الشخصية، فإذا كان الرجل ينظر للوطن بأكمله" أرضاً وشعباً" على أنه واحداً من ممتلكاته الشخصية، فما بالك ببضع من قطع من السلاح هنا أو هناك.
بأي حال .. فقد كانت "العربدة الإيرانية" في المنطقة وصلت حداً لا يمكن السكوت عليه بحال، ولم يكن ليجدي معها نفعاً سوى هذه اللغة التي تفهمها جيداً قوى الاستكبار والغطرسة، وبالمقدمة منها إيران وحلفائها في اليمن، الذين يتشدقون بالحوار بينما يمارسون على الأرض أبشع أنواع الانحطاط السياسي والأخلاقي، بحربهم القذرة على الشعب اليمني، التي تقوم أساساً على نفس طائفي ومذهبي ممتلئ بالعفونة والكراهية، ولا يدين بالولاء للوطن وإنما لولاية قُم الإيرانية، وهو ما يعد أعلى مراتب الخيانة الوطنية العظمى، التي تستوجب الزجر والردع لإثنائها عن تلك الممارسات الرعناء، فإما أن تعود إلى جادة الصواب وتتوب عن ممارساتها تلك، أو أنها قد اختارت لنفسها المسار الآخر، الذي لن يعني في نهاية المطاف سوى أنها قد اختارت حتفها وآثرت الانتحار.