عندما تكون السلطة في مهمة القبض على الشعب
بقلم/ ابراهيم السراجي
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 08:26 م

مأرب برس – خاص

 قبل ثلاثة أعوام تقريباً خرج اليمنيون في مظاهرة حاشدة ضد موجة الغلاء المتوحشة آنذاك والتي تصاعدت وحشيتها الان ويمكن متابعة ذلك بشكل بسيط فيما لو احدنا يتذكر حجم رغيف الخبز الذي كان ضئيلا سابقا ولكنه الان يكاد يختفي .

وقتها خرج اليمنيون في مظاهرة (سلمية ) وحينها حرصت المنظمات والاحزاب المشاركة على ان تكون سلمية إعتقادا ان تلك المظاهره ستؤتي أكلها فورا نظرا للعدد الهائل من المتظاهرين الذي ن خرجوا في عموم محافظات الجمهورية وقد كنت حينها بين المشاركين في المسيرة تلك بصنعاء التي بدت هادئة ومثالية ولم تكن تنبيء أبداً عن عنف أو ما شابه ولإن مثل هذه المظاهرات تقض مضجع السلطة التي لا تهتم لاستقرار المواطن وتمتعه بحياة كريمة ولكنها تهتم لاستقرارها فبدت مؤامرة بنكهة السلطة حيث خرج من بين الجموع مجموعات (منظمة ..) بدأت في الشغب والعنف والتنكيل بالشوارع المنكلة أصلا وتكسير لوحات الاعلانات الكثيرة في الشوارع وتقطيع الاشجار القلية جداً في بلادنا والغريب ان تلك المجموعات بدت كمن لديها توجيهات محددة بتكسير وتنيكل وتحطيم اماكن وترك اماكن اخرى ما ظهر واضحا عندما دأبت الجماعه تلك على تحطيم مرافق شركة (سبيستل للاتصالات) في مشهد عنصري واضح تجلى من خلال وصول المسيرة الى قرب مبنى (سبأفون ..) التي لم تكن تتمتع بأي حراسه ولكنها تركت بسلام كما تركت مصالح أخرى تابعه (للخبره) .

وقتها أستتطاعت السلطة تحويل المشهد تماما من مسيرة خرجت ضدها لتدخل في مهمة القبض على الشعب المخرب الذي مارس العنف وأكتفت بالقول ان للشعب الحرية في التعبير سلميا وتفرغت لمهمة القبض على الشعب والتي نشرت الصحافه الرسمية والتابعة للحزب الحاكم صورا وقد علق عليها بخطوط عريضة مطلوبون للعداله في حين ان من قتلوا المواطنين اثناء تلك المسيرة مطلوبون للتكريم في دهاليز السلطة .

الشعب اليمني شعبٌ مسالم جداً شعب دائما ما يرضى بالقضاء والقدر و (عود قات ..) يدخله في سبات عميق بعيدا عن ضجيج السلطة وعن مشعد رغيف الخبز المخيف والذي اكتفى براتب اضافي (من جيب الرئيس الخاص) كصدقه او منحه قبل الانتخابات ليحسم امره في تلك الانتخابات الماضيه .

ما حصل ويحصل الان من مظاهرات في جنوب الوطن من مسيرات حاشدة للمتقاعدين العسكريين او المبعدين قسرا مع أسرهم في مسلسل طويل وفلم هندي مارسته السلطة ضد ابناء الجنوب ابتداء بمصادرة أراضيهم بالجملة لا تشبهها فيه الا مسلسلات إسرائيل الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وانتهاء ولا انتهاء بمحاصرة رغيف الخبز الصغير جدا ومتناهي الصغر .

هم أيضا حاكت السلطة ضدهم نفس الحيلة يوم زرعت جماعتها ذاتها ربما التي خرجت في المسيرة التي تحدثت عنها في البداية والتي بدات برفع شعارات انفصالية وترفع صورا لقيادات تدعى بالانفصاليه مع علمنا اليقين انها شخصيات وطينة كانت شريكة اساسية في الوحدة ان لم تكن الاولى ومورست ضدها حيل أكبر وتحول المشهد فعلا لنفس السابق اذ بدأت السلطة مهمتها في محاولة القبض على الشعب الانفصالي والمتآمر على الوحدة والمصالح العليا لدولة القبائل .

المختلف هذه المرة ان المظاهرات لم تهدأ رغم العدد الكبير من القتلى والجرحى والسبب هذه المرة ان السلطة قد بدأت بشكل أشرس من الماضي في تجويع هؤلاء ومعاقبتهم على ذنبهم انهم يحمون لقمة عيشهم من الزوال لا على الرفاهية هذه المرة حاربت السلطة لقمة العيش بشكل مباشر في مشهد مأساوي يعيشة البلد بالكامل .

في الفتره الاخيرة خرج الرئيس في مناسبات عدية وفي خطابات مظطربة كان كمن يواجه الشعب ويحاكمة ايضا ويسأل لماذا يعزو الشعب اليه كل مشاكل البلد حتى انه قال (اذا ارتفعت اسعار الطماط قال الشعب هو علي عبدالله صالح ..) الشعب قال هكذا لان السلطة تعزو اليك كل الانجازات الوهمية والمشاريع التي يعجز الناس عن قراءتها لكبرها ويعجزون ايضا عن رؤيتها لانها وهمية فكيف لا يعزو اليك كل المشاكل التي انت سببها و (الخبره) .

مايجب ان تعرفه السلطة هو ان تدرك معنى المثل الشعبي الدارج والقائل (قطع الراس ولا قطع المعاش ..)

ولان السلطة قد باشرت فعلا بقطع المعاش فإن هذا الشعب لن يهدأ وان كان خسارته هذه المرة الرأس ايضا

وما يجب على السلطة ايضا ان تدرك انها لا يجب أن تكون في مهمة القبض على الشعب ومهمة تجويعه بل مهمامها الاساسية هي مكافحة الفساد التي هي أساسة والتي شكلت لذلك لجنة لمكافحة الفساد تمارس الفساد بنفسها ..!