آخر الاخبار

صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل اسطورة البلوجرانا وبطل العالم ميسي يفاجأ محبيه عبر العالم بتحديد موعد اعتزاله شاهد ماذا يحدث في جزيرة سقطرى اليمنية؟.. مهبط جديد للطائرات وعبارات داعمة للإمارات السفن الحربية الروسية تمر عبر باب المندب وتبدأ استعراضها المسلح في البحر الأحمر ... مخطط إيران الذي استخدمت فيه الحوثيين وجعلت من أحداث غزة ذريعة لتنفيذه

حتى لا تحترق مصر!
بقلم/ خالد الرويشان
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر و 9 أيام
السبت 17 أغسطس-آب 2013 10:45 م

لم يخطر على بال أحد ما حدث ويحدث في مصر! لأن ذلك غريبٌ على تاريخ مصر.. غريبٌ على شعبها وروحها. العالم كله واقفٌ على قدميه ينظر ويتابع ما يجري في مصر.., وكأن ذلك تأكيدٌ لبيت الشعر الشهير لحافظ إبراهيم وعلى لسان مصر: وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً..

وللأسف, فإن الخلقَ في أنحاء العالم وفي هذه اللحظة المحزنة واقفون في ذهول بينما قواعد المجد تحترق! واقفون وأيديهم على قلوبهم خوفا على مصر التي يغطيها دخان الحرائق!

أرجِّحُ أن قيادة مصر الحالية العسكرية والمدنية تعضّ أصابع الندم بعد قرار فضّ الاعتصامات بالقوة! وما تبعها من قتل ودمار وحرائق, وبعد أن أدركَتْ نتائج القرار وآثاره على المستويات الدولية والإقليمية والمصرية, والأخيرة هي الأخطر والأهم. وإذا كان حدسي في محلّه, وظنّي في مكانه, فإنني أتوقع صحوةً مصرية خلال أيام! تحاول أن توقف الدم, وأن تعطّل انتشار الحريق!

وبالطبع فإن الدولة -وهي الحزب الأقوى في مصر!- مسؤولةٌ عن إطفاء الحريق.. لأنه واجبها أولاً, ومسؤولةُ عن تضميد الجراح الناتجة عن حماقة القرار! ومسؤولةٌ عن إحقاق الحق والعدل لشريحةٍ كبيرة من شعبها, وشُعبةٍ نابضةٍ من فؤادها!

أيُّهما أكثرُ ضررا على أمن مصر القومي.. بقاء الاعتصامات السلمية أم ما حدث بعد فضّها؟!.. وهل أصبح الأمن القومي المصري الآن أفضل حالاً بعد فضّ الاعتصامات؟!.. كيف غابت الحكمة بينما العالم يناشد ويرجو عدم اقتحام ساحات نصفها من النساء والأطفال؟!..

هناك ملاحظات كثيرة على أداء الإخوان السياسي والإداري.. لكنّ مرأى الدم أنسانيها!.. مَنْ يَقدِرُ أن يقف ناقداً بين جثث القتلى وأشلاء الأطفال, بينما امرأةٌ ثكلى تفتش الجثث المغطاة واحدة بعد الأخرى بحثاً عن زوجها! أو وهو يرى المصريين يقفزون في النيل من على الجسور هروبا من الموت بالرصاص إلى الموت بالغرق!.. لم يكن ذلك مقطعا دراميا من فيلمٍ روائي! ولم يكن في الكونغو أو ليبيريا!.. كان في مصر! كنانة الله كما تقول العرب, وأهم بلد في الدنيا كما قال نابليون بونابارت.

في مصر هناك من وقف شامتاً ومحرّضاً وسط الأشلاء, ساخراً من مرأى الدماء!.. هؤلاء الملكيّون أكثر من الملك, هم سبب الكارثة في مصر! يدّعون الليبرالية بينما يحرّضون على القتل من على شاشات الفضائيات, وصفحات الجرائد والمواقع الاجتماعية!.. يبتهجون لمرأى الدماء والِغين بألسنتهم فيها!.. هُم عسكريون أكثر من العسكر, متسلطون أكثر من السلطة! لهم أنيابٌ ومخالب.. مستذئبون لا قلوبَ لهم ولا ضمير!

أمّا الشامتون في اليمن فهُم بعينهم من قتلوا شباب مسيرةِ الحياة الراجلة من تعز في تلك الظهيرة التي لا تنسى!.. هؤلاء الذين يعيشون على هامش الحياة والأحداث مثل ضباع هائمة, يَحشرون أنوفهم في أول سانحة, ويرفعون رؤوسهم بعد كل مذبحة, يصفّقون لهذا ويشمتون بذاك! يلعبون دور الكومبارس فحسب! ولأنهم ليسوا أبطالاً فلن أسهِبَ في الحديث عنهم!

قبل الكارثة بساعات تمنيت لو أن السيسي لم يستمع لتحريض حمدين صبّاحي على اقتحام ميادين الاعتصام.. يُدرك حمدين أو يظن أن السيسي إذا لم يقتحم ميادين الاعتصام وتم حل الأزمة سلميا فإن السيسي هو الرئيس القادم لمصر!.. هكذا يظن حمدين! وهكذا حرض السيسي وبإصرار على اقتحام الميادين حتى تم له ما أراد! وأطاح بالسيسي وبمستقبله أيضا!.. هذا هو من كنا نعوّل عليه.. الجَموحُ الطموح.. حمدين صباحي!.. لو سألتني قبل سنة ونيّف.. مَنْ تُفضل لرئاسة مصر؟ لقلتُ حمدين صباحي! لكنني وبعد تحريضه على فض الاعتصام بالقوة اكتشفت أن حمدين غير محمود الخصال! وصبّاحي لا علاقة له بالصباح, ولا بالمصباح!

لا بُدّ أن أختم بما أعتقده بصراحةٍ ووضوح. لم تعد القضية عودة مرسي,.. بل عودة مصر إلى نفسها ورشدها, وإطفاء الحريق بمبادرة شجاعة قوية من الدولة, وإلغاء النظرة العنصرية نحو الإخوان , والتراجع خطوة للوراء من الجميع حفاظا على مصر وشعبها, والتوقف عن القتل, والاعتقالات, وبث الرعب, واقتحام المساجد, وحرق الكنائس, والبدء في التحقيق فيما جرى, ومحاسبة ومعاقبة كل من أولغ في الدم, وأوغل في القتل.

لا نريد سوريا أخرى! وعلى من يشبّون الحريق أن يغلقوا أفواههم,.. كما أن على من يمدّونه بالزيت أن يعرفوا أن الحريق إذا استشرى فإنه سيأكل المنطقة كلها!