جمال بن عُمر وشيطنة اليمن
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 10 سنوات و 9 أشهر و 11 يوماً
السبت 15 يونيو-حزيران 2013 05:09 م

بعيداً عن المقدمات  السيد / جمال بن عُمر المندوب الأممي لليمن والتي أوكلت إليه مهمة الإشراف والمراقبة على تنفيذ مراحل عملية الإنتقال السلمي للسلطة في اليمن بعد قيام الثورة الشبابية السلمية من قبل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بناءً على المبادرة الخليجية المزمنة والتي جاءت كبديل سياسي عن الحدث الثوري المطالب بالتغيير الشامل من خلال إسقاط النظام كمنظومة متكاملة

ونظراً للمصالح الإقليمية بدول الجوار الخليجي وصراع القوى الداخلية وإرتباط مصالحها بهذا الطرف أو ذاك وقع الجناح السياسي للثورة ممثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك " قبائله وعسكره في فخ المبادرة الخليجية وقبل بالحوار مع النظام إيماناً منه بالخروج بالوطن من الأزمة وتجنيب البلاد ما أسموه بالحرب الأهلية التي كانت تلوح في الآفق

القوى الدولية من منطلق مصالحها " الإستـروبترولية " في دول النفط الخليجي اولاً وإرتباط ذلك بإستراتيجية موقع اليمن وقواه القبلية والعسكرية والسياسية المتحالفة إرتباطاً " ذيلياً بطريقة مباشرة مع حكومات الخليج النفطي ثانياً عملت على صياغة ما يسمى " بالمبادرة الخليجية وأرسلت نسختها المترجمة إلى الحلفاء النفطيين لإعتمادها كمبادرة خليجييه مدعومة من المجتمع الدولي ولن يتردد الحلفاء النفطيين من تنفيذ وصية أسيادهم في واشنطن ولندن بإعتماد المبادرة رغم اختلافهم في المواقف من الثورة الشبابية التغييرية " مع أو ضد " فأوامر السادة تنفذ حرفياً من قبـــل الأتباع الإقليمين وتابعيهم المحلليين تم إخراج المبادرة كفلم "هوليودي " من إخـــراج السيد الصهيوامريكي على يعرض خشبة مسرح النفط الخليجي ويلعب دور البطولة فيه إقليمياً السيد عبداللطيف الزياني وأممياً السيد جمال بن عمر وبعد قبول الجناح السياسي للثورة الشبابية بمشاهدة هذا الفلم الدرامي والبصم عليه في الرياض

كان إعترافاً ضمنياً بقبول النظام كطرف في العملية السياسية لمرحلة إنتقالية بين النظام والمعارضة على أساس المناصفة والمحاصصة وبذا تكون المعارضة كجناح سياسي للثورة الشبابية قد وقعت في فخ ذكي نصبه الرئيس السابق علي صالح بإجهاض الثورة وإيكال تحقيق أهدافها إلى المبادرة الخليجية فكان الغباء السياسي للمعارضة وحلم الوصول إلى السلطة القشة التي قصمت ظهر الفعل الثوري من خلال القبول والتمحور

وهكذا ظل السيد جمال بن عمر في رحلات مكوكية بين الرياض والدوحة ونيويورك وصنعاء ولقاءات مطاطية بين الحلفاء الإقليميين وأمراء الحرب المحليين وساسة الصراع على الكراسي تارة يعد إبليس بالجنة وأخرى يُمني علي بابا والعشرين حرامي بالسلطة ويساوم كلفـوت على التهدئة أثناء وجوده كي لا تنقطع الكهرباء خــلال الجلسة ويروغ كثعلب بين سياسة سيد ولاية الفقيه وعبد سياسة فك الإرتباط

أسلوب الشيطنة في سلوك السيد بن عمر حين يزور اليمن للإشـــراف على العملية السياسية الإنتقالية وما وما يرافقها من عمليات إنتقامية وتدمير للكيان الإجتماعي في الحوار تارة والتمحور أخرى يلتقي على إنفراد بالشيخ القبلي والسيد الطائفي والمعارض الحزبي والزعيم المتقاعد والجنرال العسكري والشبـــاب الثوري ويخرج بنتائج إيجابية مضمونها الصوتي " حسن الإستقبال وكرم الضيافة " مشيداً بالتعاون من قبل كل الأطراف وعندما يعود إلى مجلس الأمن لتقديم تقريره التقييمي حول الوضع في اليمن ومدى التقدم المحرز يتضمن تقريره الفعلي الحقيقة بأن هناك أطراف تعيق العملية السياسية وتقف حائلاً أمام كل تقدم لكنه لا يفصح عن هذه الأطراف ولا يُسمي شخوصها أو كياناتها أي أنه يمارس لُعبة المجهول وشيطنة المجتمع ولعله تأثر بسياسة حكومتنا اليمنية برمي كل العمليات التخريبية والإغتيالات للكوادر والمواطنين والسرقات والنهب للمال العام والعبث والفساد على ذمة الفاعل المجهول المرفوع بالإنفلات الأمني المجرور بعجز الحكومة عن تحمل مسؤولياتها الوطنية فرفقــاً بنا " بن عُمـر " قل الحقيقة وكفى شعبنا تلك الشيطنة التي تمارسها حكومتنا المقيدة بالمبادرة الخليجية فلا يجوز الجمع بين أبلسة الحقيقة وشيطنة المجتمع فلا ننتظر منك يوما تقول لشعبنا اليمني أني برئ منكم أني أخاف دول المبادرة رعات المصالح الدولية ..؟ رفقــاً فلا تشيطن اليمن.