المتحاورون داخل وخارج القاعات
بقلم/ عبدالحميد الشرعبي
نشر منذ: 10 سنوات و 10 أشهر
الإثنين 27 مايو 2013 03:47 م

يتابع المواطن اليمني مؤتمر الحوار باهتمام بالغ وبتركيز منقطع النظير، لاعتقاده بان المؤتمرين عفريت الفانوس السحري الذي سيحل لهم كل مشاكلهم بفعل التظليل الإعلامي والحزبي المكثف الذي تعرض ويتعرض له المواطن البسيط من الأحزاب السياسية وأصحاب المصالح والنفوذ، وهذا في اعتقادي خطأ يجعل المواطن يرفع سقف تأملاته وأحلامه حتى إذا ما جاءت المخرجات مخالفة لها أصيب بالإحباط والانكسار بما يساعد تلك القوى من إفراغها من محتواها في التنفيذ.

ينبغي ان يدرك ويعي كل مواطن أن المتحاورين المحصورين بزمان ومكان - وان كانوا يمثلون مختلف الأحزاب والقوى والتكتلات- هم عبارة عن لجنة فنية لا تتحاور وتبحث في حل قضايا ومشكلات المواطنين وإنما في وضع خارطة طريق وأسس لبناء الدولة اليمنية التي تتجاوز الأسباب التي أدت إلى فشل الدولة السابقة، والدولة الحديثة بعد قيامها هي من ستعمل على حل مشاكل المواطنين والتناغم مع أحلامهم وطموحاتهم وتنظيمهم في بناء الوطن.

وعلى المواطن التركيز والنظر إلى المتحاورين خارج جدران قاعات المؤتمر من الفصائل والقوى السياسية التي تعتقد بعضها ان لديها فائضا من قوة تستطيع ان تحقق حاليا من خلالها بعض المكاسب الميدانية تتجلى في اقتضام بعضا من المناطق والمناصب والمؤسسات والاستقطاب الجماهيري لتهيئ الملعب لها بعد ذلك لتصبح لاعبا رئيسيا في الدولة اليمنية المنشودة وأسس بنائها وبما يكرس مصالحها واستمرار قوتها على حساب المواطن والمصلحة الوطنية

ينبغي على المواطن ان يتساءل عن أسرار انسحاب بعض الشخصيات من المؤتمر الوطني بعيدا عن مبرراتهم المعلنة؟ وعن المستفيد من الفوضى والاختلال الأمني في تعز ولماذا هذه المحافظة بالتحديد؟ وعن سر عودة تهديدات القاعدة في أبين؟ وتصعيد الحراك الجنوبي؟ وفرض الحراك التهامي؟ ومن المستفيد من الاغتيالات في حضرموت؟ والصراعات في حجه؟ والتجاذبات والخوف في أمانة العاصمة؟ وضرب أبراج الكهرباء وتفجير أنبوب النفط في مأرب ولم يتم القبض او المحاكمة لمجرم واحد مع أنهم معروفون لدى الأجهزة الأمنية؟.

إن وعي المواطن الحقيقي الذي يرفض التغييب والتظليل هو الضمان الحقيقي لنجاح الحوار، وإفشال أمال ومخططات المتآمرين الراغبين في الانقضاض على الوطن او مخرجات لجنة الحوار.. ويجب ان يدرك هؤلاء أن اليمن اكبر من ان يمثل في فئة او يستولي عليه حزب او تصيره مجموعة.. وان استطاع البعض تغييب وعي المواطن لفترة معينة وتحقيق بعض المصالح والمكاسب، إلا انه يجب ان يدرك أولئك البعض إن السقوط أسرع من الصعود والحقائق لابد ان تتكشف، وهذا المواطن المسكين يتحول الى مارد عندما يدرك انه استغفل وخدع او هكذا عرفناه عبر التاريخ، تمرد على الأحباش وقاوم الفرس، ولم يستكين للغزو العثماني.. فهو من قهر الطبيعة وطوع الجبال ، صبره لا يعني الاستكانة ، واستكانته لا تعني موته. 

يجب على اللاعبين السياسيين في اليمن من الأحزاب والقوى السياسية والمكونات الحراكية سواء كانت مدعومة من الداخل او الخارج أن تدرك ان اليمن فوق كل شئ ومصلحته فوق كل المصالح، وان تلتزم بحوار العقل وكشف الأوراق على الطاولة والابتعاد عن الحوار بإشعال الحرائق وعض الأصابع، فالنار اذا أضرمت لن تستثنى أحدا، سيعض الجميع على أصابعه ولكن بعد فوات الأوان، وإدارة المجتمع الدولي ظهره لليمن كما إدارة مطلع التسعينات للصومال