عن الساحة التي لم ترفع..!
بقلم/ فائد دحان
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً
الجمعة 26 إبريل-نيسان 2013 07:56 م

من قال إنّ الساحة قد رفعت قطعت عنقه، الساحة لم ترفع إلا من مخيلات الأوغاد فقط الذين أردنا لهم الحياة وأرادوا لنا الموت، الساحة باقية بقاء التغيير في قلوب كل من أراد التغيير للأفضل وتمنى الخير العام لكل البلاد والعباد، فالساحة ما هي إلا إضافة جميلة لحياة الأحرار الذين قرروا منذ سنين أن تعلو أصواتهم بالإنابة عمن لا يستطيع أن يرفع صوته في وجه الظلم والاستعباد، الساحة شعار يتبناه الأبطال لا شعير تقتاتها الحيوانات والبهائم.

لماذا هذا التباكي على موت شيء خالد في قلوبنا، فالذين يتباكون الآن على ساحة استضافتهم كي تصنع منهم أحراراً لا يزالون تحت إطار الرق والعبودية والمشروع الإمامي البغيض.

الذين يتباكون اليوم على ساحتنا لم يدركوا تماما أنها مكان في وطن مترامي الأطراف كله ساحة، وطن طالما حلموا بتجزئته وتشطيره وتحويله إلى بقع ومستنقعات وانهار من الدماء أو خراب ينشطون فيه بقبائح صنعهم وصنيعتهم.

الذين يتباكون على ساحات الحرية والتغيير في كل نواحي اليمن يتملّكهم الخوف من ضياع فرصة استثمارية كفرصة مواتية لاستثمار كل شيء لصالح مشروعهم البغيض حتى الدماء التي كانت تمثل لهم أكبر فرصة لرفع سوق أسهمهم في مجالهم الذي دشنوه في أولى حروبهم مع الوطن.

الساحة جزء من كل وكل من جزء، ففيها أعلنّا اعتصامنا في الوقت الذي كنتم فيه شاخصو أبصاركم إلى من ثرنا ضدهم تنفضون غبار افرش غطت أجسادكم في نوم عميق على أحضانهم وصحوتم على صيحات شعب قرر أن يثور، وهنا تغير الدور من حرب استثمارية في مقابعكم إلى استغلال الفرصة للظهور بصورة تحسنكم عند الشعب وبنفس الوقت انتظار الوقت المناسب للعمل في إطار الثورة المضادة.

إذًا فلماذا هذا التباكي اللّا مبرر على شيء لم تكونوا فيه سوى عبء ثقيل، ووزر لا يغتفر، الساحة والمنصة والمسيرات والهتافات كلها أشياء في قرارة أنفسكم سيئة كأفكاركم وتخيلاتكم السيئة ولا تستسيغون سواء أصوات الرصاص كاستساغتكم لرائحة الدماء وعذوبة أرواحكم للخلافات الطائفية وسقوط أفئدتكم على التعامل بسلالية مع أصناف البشر وعرقهم الذي فضل الله فيه التقوى فقط.

أي مخرجات هذه التي جنيتموها طيلة جثمانكم على صدر الثورة في ساحاتها غير إشاعتكم لروح البغض والخلافات ودعمكم لأصوات النشاز وكل ما من شأنه الإضرار بالوطن.

إن المفهوم الذي تبذروه الآن في عقول الناس هو أشد إيلامًا على الوطن في حالة أن القعود على قارعة الطريق دون نهاية هي الطريقة الأنسب للمطالبة بالحقوق وأني أعد إشاعتكم لخبر ومفهوم أن الساحات انتهت هو أكبر خبث تكنوه بصدوركم وتمارسوه اتجاه ثورتنا التي لا تقف.

إن المكوث على قارعة الطريق أو بوسطها تأتي في حالة لم يذعن الطرف المسيطر للمطلب العام ولم يعطه أدنى اهتمام ولمدة مؤقتة أمر نؤمن به بقوة، أما أن نبدي للعامة أن الأمر يستحق كل هذا العناد في تعطيل الحياة العامة عبر نزوات نخفيها فهذا مرفوض بكل المقاييس.

وعجيب أن نرفض المشاركة في صنع القرار ثم نشارك ثم نعمل جاهدين على تعطيل إي إصلاحات خرجنا من أجلها وهذا يسفر عن نوايا خبيثة كنا قد أتينا من أجلها ولم يكن همنا الوطن وأمنه ووحدته واستقراره ورخاءه.

لا أذكر آخر مرة قعدت فيها بالساحة ولكني منذ توقيع المبادرة الخليجية وأنا متنقل في كل ساحات اليمن وكل أرجائها كوطن يجب علينا أن نعرفه لنقدر أهمية أن يعيش بأمان وما زلت ثائراً لم تغيرني المقادير ولا كل ما واجهته من اعتداءات واعتقالات في طريقي دون ملل لأن الوطن ترخص من أجله الدماء وكل غال.

يا من قررتم في هذه اللحظة أن ترفعوا الساحة ومنصتها التي افتخر باختيار مكانها كوني أول من رشحته طلائع الثوار لإدارتها أنا قررت من زمن طويل رفع هذه الساحة حينما رأيت ضرورة أن تصبح اليمن بمدنها وجبالها وريفها ووديانها إلى أن تكون ساحة للثورة وبناء اليمن الجديد.

مقترح عن الحديقة الأولى مدلع كما يحلو لي أن اسميها حديقة 21 مارس:

كنت قد طرحت قبل ما يقارب سنة فكرة، فبعد أن يتم إخلاء العاصمة من المعسكرات اقترحت أن تكون مقر الفرقة أولى مدرع متحفاً يعاد فيه رسم ساحة التغيير من منصته وشوارعه وجولاته ومحطاته المختلفة وكل ما يذكر بمجد الثورة والثوار.

وجاءت الفرصة لأن أعيد هذه الفكرة وأنافس لطرح فكرة هندسة الحديقة بعد صدور القرار بتحويلها إلى حديقة 21 مارس أن يتم تخصيص مكان فيها لهذا التصميم كي نعيش حاضرا وتاريخا تعتز به كل الأجيال القادمة.

أتمنى من رئيسنا أن يتخذ قراراً بإعادة تشكيل الساحة في مقر الفرقة أولى كمكافأة للثورة والثوار الذين أعلنوا رفع الساحة والمنصة من أرضية الوطن إلى ذاكرة التاريخ كي يكون الرئيس بعدها أكبر ثائر ومغير نحو الأفضل.