القضية الجنوبية هل هي قضية كل اليمنيين أم قضية أبناء الجنوب فقط !؟
بقلم/ د.انور معزب
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 3 أيام
الثلاثاء 23 إبريل-نيسان 2013 04:27 م

بعد أن كان أغلب  اليمنيين بالأمس القريب لا يعترفون ولا يقرون بالقضية الجنوبية وعدالتها ومشروعيتها وبعد أن كان النظام السابق ودون سابق إنذار يصف كل من يتحدث عن القضية الجنوبية بأنه خائن للوطن وبأنه قد تعدى مبدأ السيادة الوطنية والخط الأحمر اليوم وبفضل التضحيات الجسام وبفضل الأبطال العظام بات جميع اليمنيين دون استثناء مدركين عدالة ومشروعية القضية الجنوبية نعم لقد أدرك الجميع اليوم عدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها .

إن اعتراف الشعب اليمني بكل مكوناته وأحزابه وبمختلف شرائحه بعدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها أمراً يستدعي التوقف عنده ذلك أن هذا الاعتراف الصريح الواضح لعدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها له أبعاد غاية في الأهمية لعل أهمها ان القضية الجنوبية أصبحت قضية الشعب اليمني بأكمله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وليست قضية فئة بعينها او حزب بذاته كما أنها ليست قضية الأخوة الجنوبيين دون غيرهم .

من يشكك في عدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها ومصداقيتها وأهمية انتصارها فهو إما أن يكون جاهلا او جاحدا او فاقد للعقل وإما ان يكون واحدا من أولئك الفاسدين العابثين الذين نهبوا وعبثوا بثروات الجنوب ومكتسباته وخيراته وبالتالي فان القضية الجنوبية بالنسبة لهؤلاء الفاسدين هي العدو الأكبر كونها كشفت سوءتهم وعرتهم أيما تعرية وكون هذه القضية جاءت أصلا نتاج نهب أولئك النفر للأرضي والمكتسبات وهي أي القضية الجنوبية من سوف تعيد الأرض والأملاك المنهوبة والمال المصادر وسوف تعيد للمظلوم حقه من الظالم طال الزمن ام قصر .    

القضية الجنوبية التي كثر الحديث عنها اليوم واحتلت في الآونة الأخيرة أهمية بالغة لدى السياسيين وأصحاب القرار لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت نتيجة تراكمات لتصرفات خاطئة تمت ممارستها من قبل النظام السابق ما أدى الى تهميش عدد كبير من أبناء الجنوب و نهب أراضي شاسعة في عدد من المحافظات الجنوبية وما تقرير باصره وهلال الشهير ببعيد عنا أضف إلى ذلك أن تلك الممارسات الخاطئة من قبل النظام السابق ترتب عليها الاستيلاء على ثروات وممتلكات خاصة وعامة حتى وصل النهب إلى حد لا يطاق إذ وصل إلى مستوى نهب الآبار النفطية وتقسيمها بين عدد من النافذين والفاسدين في النظام السابق ومازال عدد من هؤلاء محتفظ بحصته ونصيبه من تلك الآبار النفطية حتى اليوم وهذا هو ما جعل أبناء الشعب اليمني قاطبة يؤمن بان هناك قضية جنوبية عادلة ومشروعة بالفعل بحاجة إلى حل عادلا ومرضي ومنصف وهذا يجعل أمام الرئيس والحكومة الحالية واجب أخلاقي وإنساني قبل ان يكون قانوني ودستوري في حل هذه القضية والانتصار لها ومن هنا فان القضية الجنوبية تشكل أهمية بالغة كما أن لها تبعات وآثار على الأمن والاستقرار والتنمية ذلك ان تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلد مرهون بالدرجة الأولى بانتصار القضية الجنوبية. .

القضية الجنوبية من أهم القضايا الوطنية المطروحة على جدول أعمال الحوار الوطني بل أنها القضية الأساسية والرئيسية في الحوار الوطني وانتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية هو المقياس الفعلي والحقيقي لنجاح الحوار الوطني وبدون انتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية فانه لن يكتب للحوار الوطني أي نجاح على ارض الواقع فانتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية غاية في الأهمية ذلك ان انتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية انتصارا للوحدة وللأمن والاستقرار وللتنمية الشاملة إذ ان الأمن والاستقرار والتنمية بجميع جوانبها مرتبطة ارتباطا وثيقا ومباشرا بمدى الاهتمام بالقضية الجنوبية وحلها حلا منصفا وعادلا بعيدا عن فرض حلول غير مجدية من قبل أطراف حزبية وقبلية قد تكون هي الأطراف نفسها التي نهبت الأراضي والممتلكات العامة والخاصة في الجنوب وقد تكون هي الأطراف نفسها التي دأبت إلى تهميش وإقصاء الجنوبيين. .

قد يقول قائل من منتسبي الحراك الجنوبي او من احد الأخوة في الجنوب أن هذه هي قضيتهم لوحدهم دون سواهم كونهم هم من عانوا وتجرعوا ويلات الظلم والنهب نقول لهؤلاء نحن مدركين ان أراضي الجنوب نهبت وان شعب الجنوب تعرض للإقصاء والتهميش وان عدد من الممتلكات العامة والخاصة قد تم العبث بها ونهبها دونما حسيب او رقيب لكن عليكم ان تدركوا ان من قاموا بهذا النهب ليسوا فقط من الفاسدين والناهبين والطامعين من الشمال فقط فمن نهب ثروات الجنوب وخيراته ومكتسباته وأراضيه هم فئة فاسدة من شمال الوطن وجنوبه على حد سواء وهذا ما تناوله تقرير باصرة وهلال الشهير كما ان خيرات ومكتسبات وثروات اليمن شمالا تعرضت هي الأخرى للنهب والسلب من قبل تلك الفئة الفاسدة الخارجة عن النظام والقانون والخارجة عن الإنسانية قبل ذلك أضف إلى ذلك ان هذه الفئة الفاسدة الناهبة لا تمثل أبناء اليمن الشرفاء في شمال الوطن وجنوبه إنما تمثل نفسها وهويتها وتصرفاتها تلك إنما تحكي عنها وعن تربيتها وأخلاقها وقيمها الساقطة ولهذا يجب على الأخوة في جنوب الوطن أن يدركوا بان القضية الجنوبية أمرا يهم جميع أبناء الشعب اليمني قاطبة فالقضية الجنوبية لم ولن تكون قضية الجنوبيين فحسب بل هي قضية كل اليمنيين الشرفاء وأمرها يهمنا جميعا والانتصار لها أيضا هو مطلبنا جميعا من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه فالانتصار للقضية الجنوبية هو انتصارا لليمن واليمنيين جميعا ذلك إن هذا الانتصار سوف يكون له آثار وتبعات هامة على الأمن والاستقرار والتنمية في البلد وهو ما سينعكس إيجابا على تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطن اليمني .

إن الانتصار للقضية الجنوبية هو انتصارا للوطن والمواطن هو انتصارا للتنمية والاستثمار انتصارا للسياحة والإعمار انه انتصارا للعدل والمساواة انه انتصارا للزوجة التي فقدت زوجها وللأبناء الذين فقدوا أبائهم وللأم التي فقدت ابنها وللإخوة الذين فقدوا إخوانهم انه انتصار لكل من تم إقصائهم وتهميشهم ولكل من نهبت أرضه وسلب ماله وانتهكت كرامته انه انتصارا لكل الشهداء والجرحى الذين ناضلوا من اجل القضية الجنوبية وضحوا في سبيل انتصارها انه انتصارا للحرية والكرامة والإنسانية انه انتصارا لليمن الجديد يمن الدولة المدنية الحديثة ان انتصار القضية الجنوبية وبكل تأكيد انتصارا لكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه

anwarmoozab@gmail.com