عميد الجرحى والمثقف المرموق
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 11 سنة و 4 أسابيع
الأربعاء 27 فبراير-شباط 2013 09:37 م

في كراسات السجن لغرامشي، كتبها بين 1927 1936- ، يتحدث عن لحظة في حياة الثورة :الماضي الذي يحتضر، والجديد الذي ﻻ يستطيع أن يولد، في هذا الفاصل تظهر أعراض مرضية متعددة وعظيمة.

كان شاباً عندما مات في معتقله .

كانت الفاشية، وهي كل نظام ثقافي أو سياسي تنهي الوجود اﻻفتراضي والحقيقي لﻶخر، قد حكمت عليه بالسجن عشرين عاماً .

مواطنه المرموق فيتوريني كتب بعد رحيله بأكثر من عشرين عاماً :  ﻻ ينبغي للمثقف أن يعمل بوقاً للسلطة . عليه أن يكشف اﻻلتباسات .

لكن غرامشي أعطى للثورة معنى تاريخياً، كما سيفعل برتراند راسل، صاحب"ما وراء المعنى والحقيقة"، وعبدالوهاب المسيري بعد ثﻼثة أرباع قرن من رحيله . حملوا الثورة على الأكتاف وكشفوا اﻻلتباسات .

بعد رحيل المسيري قال رفعت السعيد عن الثوار"عيال ﻻسعة ".

أما سعدي يوسف فقد كتب : الدجاج وحده يصدق حكاية الربيع العربي .

لم ينس قاسم حداد أن يسجل موقفه : ثورة الظﻼم العربي .

متماهياً مع أدونيس : ﻻ تشرفني ثورة تخرج من المسجد.

وكان جابر عصفور قد قبل العمل في حكومة شفيق في أصعب أيام الثورة،غير أنه سرعان ما قدم استقالته بعد إهانة عميقة تلقاها من أنس الفقي في اجتماع مجلس الوزراء .

يفضل عصفور اعتبار استقالته تلك مساهمة منه في الثورة.

استمعت قبل قليل لعميد جرحى الثورة بسام اﻷكحلي في مشفاه في يرلين لساعة كاملة سجلتها في موبايلي ..

منحني القوة والشكيمة وحدد بالكلمات الفارق الشمسي بينه وبين المثقف العربي المرموق ..