بعيداً عن أدران الدنيا!
بقلم/ معاذ الخميسي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً
السبت 11 أغسطس-آب 2012 11:28 م

– { باب التوبة مفتوح وجميعنا مخطئون ومذنبون بل وغارقون في الأخطاء.. وجميل أن يأتي شهر الخير والبركة مذكراً ومنبهاً وداعياً للناس إلى أن يكونوا أكثر قرباً من الله سبحانه وتعالى الذي يقول في حديث قدسي (كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به).. ومن هنا فنحن مع رمضان والعشر الأواخر في رحلة مع أهم الطاعات ومع الفرصة التي لا يجب أن تفوتنا لتخفف من ذنوبنا وخطايانا وما أكثرها. { رمضان.. حتى لا يعتبره البعض صوماً ونوماً.. هو فرصة لتصفية النفوس وما علق بها من الشوائب وتنقية الخواطر وما تحمله من الألم لمواقف أو لحسابات جاءت بها الدنيا وأحوالها التي لاتسر خاصة في ظل أوضاع صعبة ومرّة أوجدت العداوات في إطار الأسرة الواحدة بين الأخ وأخيه والاب وابنه.. وزرعت الشقاق بين الأصحاب والزملاء والجيران. { رمضان هو ايضا دعوة ربانية للعودة الى الطريق الصحيح.. وترك الخلافات والصراعات والاحتقانات.. ونبذ الأحقاد والضغائن..ومحاربة الغل والحسد.. والغيبة والنميمة.. ونهش اللحوم.. والوقوف تجاه كل ما يحرمنا الأجر والحسنات ويفقدنا أخوتنا ومحبتنا واتفاقنا وإن اختلفنا في الرأي والاتجاه.. وهو الواحة الربانية التي تربي النفوس على الصبر وتحفز الناس على الطاعات والخيرات وجمع ما ندخره في الدنيا لنتزود به في الآخرة. { بلا شك.. لسنا معصومين من الخطأ.. وعندما نذكر فنحن نحاول أن نستفيد مما مضى في ما هو آت.. وإذا ما تبادلنا النصائح والتزمنا تذكير بعضنا فهو التوجه أو الخطوة التي تمنحنا القدرة على أن نشعر بذنوبنا لنصلح لا لنفسد.. ولا يعني ذلك إلا أننا اقتربنا من أخطائنا واعترفنا بها لنبحث بالتالي عن الرحمة التي وسعت كل شيء وأمرنا الله ان لا نقنط أبداً في اقتفاء أثرها وعن المغفرة التي يغفر الله بها الذنوب جميعاً.. ويكفي أننا نعترف ونشعر بالتأنيب والألم لكي لا نكرر وحتى نبحث عن البديل الذي يجلب الراحة والطمأنينة والسعادة !! { لاحظوا ما أعظم عفوه ومغفرته ولطفه بعباده.. وما أقوى هذه الآيات التي يقول فيها سبحانه وتعالى : «مَا يَفْعَل اللَّه بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّه شَاكِرًا عَلِيماً».. فهذا التعامل الرباني العظيم مع عباده هو درس مهم يجب أن نفهمه جيداً وأن نكون عند مستواه بالإيمان الصادق الذي يتبعه الفعل والعمل وبالشكر الدائم للنعم التي أنعم الله بها علينا وما أكثرها لا تعد ولا تحصى! { من هنا.. وفي هذا الشهر الكريم الذي يقترب من الرحيل ونحن في العشر الأواخر منه يجب أن نكون أكثر اهتماما بالعبادات والطاعات وتلاوة القرآن والصدقات وقيام الليل وتحري ليلة القدر التي هي خير من الف شهر.. ومن أصابها فقد أصاب الخير كله! { دعونا من أدران الدنيا.. ومشاكلها.. وهمومها.. وشياطينها.. وأحوالها التي لا تسر ولا ترضي.. وتعالوا نحرص على الصفاء والنقاء والبحث عن الخيرات والحسنات وتأمين ولو بعض ما تحتاجه الحياة الآخرة الأبدية.. فما أكثر الخطايا والذنوب.. اللهم فاغفر وارحم.. واعفُ وتكرم.. وسامحنا.. وتجاوز عن سيئاتنا.. واجعلنا من عتقاء هذا الشهر ومن المشمولين بالرحمة والمغفرة.