اليمن رهانات النجاح والفشل
بقلم/ سامي الحميري
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 27 يوماً
الأربعاء 30 مايو 2012 06:41 م

لا يكاد يمر علينا يوم واحد إلا ونسمع فيه عن اعمال تخريبية ... تقطعات ... نهب ... سلب ... فوضى عارمة في كل مديرية ومدينة في اليمن وكأن أجهزة الدولة لا تعنيهم هذه الاحداث في شي وكأنها لا محل لها من الإعراب في تلك السيناريوهات الفوضوية , لا أدري هل هي سياسة ممنهجة يقترفها اُناس بعينهم ليظهروا للعالم انه لولا هم لصار حال اليمن عبارة عن فوضى عارمة , الم تقم الثورة من أجل كبح جماح الفساد والفوضى ووقف نزيف الدم اليمني النازف المهراق في كل أرجاء الوطن , الم تقم الثورة من أجل الحصول على المساواة والعدالة الاجتماعية , الم يكن المواطن هو محور الثورة وكرامته ورفاهيته من مطالب الثوار , اليوم المواطن تعب في كل الأصعدة .. نفسياً ... اقتصادياً .. امنياً .. اُنهكت وخارت كل قواه من مايحصل له على مدار الساعة فهو في حالة استنفار دائمة يد تحمل فأس والاُخرى مسدس ليحمي نفسه وبيته , فأجهزة الدولة منهمكة في الحرب ضد أنصار الشريعة وقاعدة المخلوع في أبين وبقية أرجاء الوطن كل مواطن هو من يحمي بيته ومنطقته , وهنا نتساءل هل إمكانات الدولة وأجهزتها الأمنية متعددة الأسماء والمهام لا شاغل لها الا ما يحدث في ابين؟ هل حجمها مقزم الى هذه الدرجة حيث أنها لا تستطيع فرض الأمن على امتداد الوطن ؟ وهل نصدق اليوم مقولة المخلوع ان أجهزت الأمن إنما هي معدة للعروض والتشريفات ولا مهام لها ؟ هل هذا سبب وجيه وعذر مقبول ان تكون اليمن في حالة فلتان امني رهيب ؟ عصابات المشايخ تعيث فساداً في إب وتعز تقتل وتنهب وتسلب ولا رادع لها , وقبائل صنعاء وعمران واخواتهن تقيم نقاط تفتيش قطاعات للتقطع , صعاليك مأرب الخمسة يدمرون أبراج الكهرباء واليمن كله يعاني , حراك الشر يعتدي فيقتل ويجرح ويحرق من الثوار أعداد , بقايا النظام في ابين وحضرموت تخطف وتقتل وتنشر الذعر بين السكان , كل هذا يحدث ولا تحرك أجهزت الأمن أي ساكن , الحوثي يزرع الألغام في حجة ووصل الى شبوة والى محافظات كثيرة منها بالقوة ومنها وصلها عبر المرتزقة من الإعلاميين المأجوريين والنشطاء المتسببين , الوطن اليوم ينحدر نحو الفوضى ويحتاج الى وقفة صادقة من كل أبناء اليمن وفي مقدمتهم الرئيس هادي وباسندوة وقحطان وكل شرفاء القبائل الثائرون , اليمن اليوم بحاجة الى فكرك الى قلمك الى ريشتك الى رشاشك , اذا لم نهب اليمن عصارة جهدنا واجتهادنا فمن يستحق ان نهبه كل ذلك , لاشك ان الوطن أغلى من الأرواح وان الشباب لم يقوموا بالثورة الا ليحيا اليمن سعيداً ويستعيد مجده ومكانته ولذلك فثورتنا الى ثورات قادمة ستسير وحتما سيكون بر الأمان هو المصير بإذن الله .