هكيلة الجيش وتحقيق الأمن
بقلم/ عنتر محمد النمر
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 14 يوماً
السبت 12 مايو 2012 08:09 م

يبدأ تحقيق الأمن والإستقرار كأولوية شعبية ملحة من إقالة أحمد علي وعلي محسن، وتبدأ إعادة هيكلة الجيش كأحد مقتضيات المبادرة الخليجية من إقالة أحمد علي وعلي محسن. نعم إقالة أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري وعلي محسن صالح الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع. فبقاؤهما يعني عدم تسلم الرئيس عبد به منصور هادي لمنصبة فعلياً، ويعني أيضاً بقاء شبح الحرب قائماً، وهو ما حاول اليمنيون تجنبه طوال الفترة الماضية. لقد تم التنازل عن مسألة الحسم الثوري وإسقاط النظام بطريقة صريحة تجنباً لشبح الحرب الإهلية. لكن الواضح أنه لا الحسم الثوري تم ولا شبح الحرب الأهلية ابتعد.وهكذا بقت اليمن كالمعلقة، تزاد أحوال الناس سوءاً ويقتل الجنود بالعشرات والمئات وتفقد البلاد محافظاتها واحدة بعد أخرى، والجيشان المتصارعان مرابطان حول القصر الرئاسي وساحات الإعتصام ومناطق النفوذ الأخرى.

إننا لا نلوم أياً من هذين الجيشين أو قائديهما لأننا نعرف أنهما سبب المشكلة لا حلها. إن اللوم يتوجه فقط الى الأخ/ عبد ربه منصور هادي فهو الذي انتخبناه رئيساً للجمهورية وهو الذي اخترناه ليكون به الفرج مما نحن فيه.

مرت فترة لا بأس بها على الإنتخابات الرئاسية وصاحب الفخامة يدور حول الحمى ولا يقع فيه، ويعالج أعراض المرض ولا يضع يده على الجرح. فنحن لم ننتخب عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية لنستعرض به بأننا أحدثنا به التغيير، أو ليعين مديراً لكلية الشرطة أو ليقيل رئيس جامعة البيضاء. إن حبر الإقتراع لم ينمحِ من الأصابع بعد لكن نبرات التبرم وعدم الرضا لاحت في الأفق وكلمات الندم بدأت تتردد بشكل واضح في أفواه الكثير من الناس.

فيا رئيس الجمهورية إذا لم تكن تعرف ما هو القرار الرشيد فإننا نخبرك به. أنه إقالة أحمد علي قائد الحرس الجمهوري وعلي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع من منصبيهما. إن ذلك سيجعل منك رئيساً فعلياً لهذا البلد، وسيمكنك من تحقيق ما انتخبناك من أجله، ويبعد عنا شبح الحرب الإهلية. لاتقل إن الأمر ليس بيدك فلا نريد أعذاراً فإنت تملك شرعية شعبية وتأييد دولي ودعم إقليمي. فإما أن تكون رجلاً وتتخذ القرار الحاسم بإقالة ركني الأزمة وإزالة بؤرة التوتر أو أن تكن رجلاً أيضاً وتعلن عن أسباب عدم قدرتك على تحقيق ذلك أو أن لا تكن شيئاً، فلم نعد نحتمل.

يا رئيس الجمهورية إننا نؤمن بأنك لم تكن تريد هذا المنصب ولم تسع يوماً وراءه، ولو قلت أنا شغلناك بأمرنا وكنت في غنىً عنا، لقلنا لك صدقت. ولكننا سنقول لك أنه لولا دمائنا لما نلت هذا المنصب وما كنت لتحلم به، وما وسعك حينها أن تقول إلا صدقتم. فانظر الى ما نريده نحن لا ما يريدونه هم. قدمنا الدماء التي اعتليت بها هذا المنصب وإننا مستعدون لتقديم الكثير غيرها للوقوف الى جانبك إذا كنت معنا، فانظر من تختار.

يا رئيس الجمهورية إننا شعبك الذي منحك الشرعية وأعطاك الثقة المطلقة، مللنا من غموض من قبلك وتعمده إخفاء الحقائق كما بدأنا نمل منك الآن، فكن صريحاً معنا. إن بلادنا تتمزق وتتقطع أوصالها وأنت تنظر ولا تحرك ساكناً فما الذي يجري. إن إخواننا يُقتلون في أبين وشبوة وغيرها من الأماكن. وقد أرسلت لجنة للتحقيق في قتل بعضهم فصارت حدثاً ينبغي التحقيق فيه. إننا لا نريد منك ان تعيدهم الى الحياة أو تمنع عنهم الموت ولكن نريد أنعرف من يعمل بهم ذلك ولماذا.

لقد ضاقت بنا الأوضاع ذرعاً وعانينا ما لم نعانيه من قبل، واختلفنا في كل شيء حتى في الماء والشمس والهواء، وكنت أنت الشيئ الوحيد الذي اتفقنا عليه والشخص الوحيد الذي أرتضينا به. لقد وضعنا مصيرنا أمانة في عنقك وحملناك مسؤولية حماية حاضرنا وصياغة مستقبلنا والخروج بنا الى بر الأمان. فلا تقتلنا بضعفك ولاتخذلنا بترددك، ولا تشك في أنك قد تجانب الصواب أو تجلب لنا الخراب فكل قرار تتخذه نكون قد صادقنا عليه من قبل، فلو تردد أبو بكر الصديق في حروب الردة لما .... ، فتكوكل على الله.

كنت موجوداً على الساحة ونائباً لرئيس الجمهورية ولم نكن نعرف من أنت، وشائت الأقدار أن تكون من يسد الفراغ. فإن كنت تدخر نفسك للوقت الذي نحتاجك فيه ولم يكن هذا الوقت الآن، فاذهب فإنا لن نحتاجك بعده. إن الشخص يتحول الى بطلٍ في موقف واحد وإننا نريدك بطلاً لا رئيساً.