آخر الاخبار

وزارة الداخلية تكشف عن احصائيات الحوادث غير الجنائية في المناطق المحررة صحفي يطالب الحوثيين بتسليم طفله المخفي قسراً منذ عشرة أشهر. عاجل : اتفاق سعودي أمريكي في المجال النووي .. وواشنطن تسعى للملمة المنطقة المضطربة بعد انفرط عقد الأمور أردوغان يعلن عن تحرك يهدف لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على غزة اليمن.. طوفان بشري في مدينة تعز تضامنا مع غزة وحراك الجامعات الأمريكية 41 منظمة إقليمية ومحلية تطالب بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن .. تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة نقابة الصحفيين اليمنيين: تكشف عن اثار مروعة للصحافة في اليمن ...توقف 165 وسيلة إعلام وحجب 200 موقع الكتروني واستشهاد 45 صحافيا بعد أقل من 48 ساعه من تهديدات ايرانية وحوثية للملكة .. السعودية تكشف عن تحركات عسكرية أمريكية بدأت من الظهران لمواجهة تهديدات أسلحة التدمير الشامل تركيا تعلن دخولها الحرب العقابية ضد إسرائيل .. وتوجه بتحركات ضاربة لتل أبيب الحوثيون يدشنون المرحلة الرابعة لإفشال السلام في اليمن عبر عمليات البحر الأبيض المتوسط

تعالوا نغلق دفاتر الماضي
بقلم/ مروان المنصوب
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 29 يوماً
الخميس 03 مايو 2012 06:00 م

في الوقت الذي تعيش فيه اليمن مرحلة تحول عميقة لبداية عهد جديد يسوده الحرية والعدالة والمساواة التي ينشدها المواطن كنتيجة طبيعية للثورة التي عمّدها بدمائه وضحى من أجلها بكل ما يملك وأغلاه , يسعى البعض لعودة عجلة الزمن إلى الخلف ونبش خيبات الماضي وجراحاته وإعادة صراعات الماضي إلى الواجهة من جديد بعد أن رمى بها الواقع وتجاوزتها متغيرات المرحلة وأولوياتها .

بعد كل ذلك التغيير الذي حققه الشعب , يعمد الكثير إلى عودة الشعارات القديمة , والتخفي خلف دعاوي زائفة للتدليس وإثارة غبار الماضي ودخانه , هناك دعوات (على سبيل المثال) تطالب الإصلاح بالاعتذار عن مشاركته في حرب 94 , وفي المقابل على الاشتراكي أن يعتذر أيضاً كونه طرف في تلك الحرب , فيما يطالب الحوثيين الفرقة وعلي محسن الاعتذار عن حروب صعدة الستة , عليهم أيضاً الاعتذار عن حروب الجوف وحجة في الفترة الأخيرة , على الظالع وردفان(الطغمة) الاعتذار لأبين (الزُمرة) أو العكس عن أحداث 13 يناير 86 , وستعتذر الجبهة ومن كان يمولها بالسلاح عن الألغام التي زرعتها في المناطق الوسطى في الثمانينات والتي ظلت تحصد الأرواح لسنوات لاحقة , الملكيون مدينون باعتذار للجمهوريين , والزيود عليهم الاعتذار للشوافع لانحصار الحكم على فيهم لقرون من الزمن , ستعتذر الجهة الفلانية للجهة الأخرى , فيما ستسقبل الثانية اعتذاراً من الأولى على صراع آخر , وهكذا إلى نهاية تلك المتسلسلة الهندسية اللانهائية .

إن الصراعات التي عاشها اليمن كثيرة وكبيرة , منها السياسية ومنها القبلية وأيضاً الفكرية ليس من المجدي نبشها بتلك الطريقة التي يفتعلها البعض لأن ذلك لن يعود بالنفع على أحد , لن يجد الشعب من وراء تلك المناكفات شيء سوى عودة لمرحلة التمترس خلف الفكرة أو الجهة التي كان يركن إليها في فترات الصراعات التي عاشتها اليمن واكتوى بنارها كل أبناء هذا البلد بكل توجهاتهم وانتماءاتهم .

إن مرحلة التثوير الفكرية والجهوية قد عفى عليها الزمن وأصبحت حقبة في صفحات التاريخ لا داعي لإعادة انتاجها من جديد فنتيجتها معروفة ولا يجهلها إلا أعمى البصيرة , أضف إلى ذلك وجود أطراف محلية تحارب بالوكالة عن قوى اقليمية ودولية فذلك سيجعل الوضع أشد تعقيداً .

إننا حين ننادي بطي صفحة الماضي وآلامه لا يعني ذلك أن يظل الظالم في موقعه , ويبقى المغبون في زاوية القهر لا يبرحها , وإنما مع الأخذ بعين الاعتبار رفع الظلم وجبر الضرر الناتج عنه ورد الاعتبار لكل من عانى من الظلم والتهميش في الفترات الماضية .

تعالوا نغلق دفاتر الماضي , ليس خوفاً من فتحها بل سعياً حثيثاً في أن نركز طاقاتنا على المستقبل , دعونا نستثمر في المستقبل بدل الخوض في سفسطائية الماضي , لا معنى لثورتنا طالما ظلت حبيسة خيبات الماضي ولم تتقدم خطوة على الدرب الذي هتفت من أجله في الميادين حتى بحّت حناجرها .