إنتخابات 21 فبراير وأنصار صالح
بقلم/ صحفي/محمد الخامري
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 18 يوماً
الثلاثاء 07 فبراير-شباط 2012 08:43 م

سألني العديد من الزملاء والأصدقاء والشباب وطلبة الجامعة هنا في مصر عن جدوى الإنتخابات الرئاسية المقررة في 21 فبراير الجاري، طالما والمرشح واحد وهو المشير عبدربه منصور هادي، ولماذا انتخابات وليس استفتاء، وهناك من تأخذه الحمية على الأموال التي ستصرف هباءً منثورا وهي أشبه بمسرحية مكشوفة "حد تعبيرهم".

قلت لهم ابتداءً إن المجتمع الإقليمي والدولي راعي المبادرة هو من قدم تكاليف الانتخابات وهي عبارة عن هبة بسيطة من المانيا ومنظمات دولية، هذا فيما يخص الجانب المادي، اما الانتخابات والاستفتاء فقد كتبت على صفحتي في الفيسبوك انه يجب على كل يمني أن يذهب إلى الانتخابات للإدلاء بصوته يوم 21 فبراير الجاري لعدة أسباب، أهمها نزع الشرعية عن الرئيس علي عبدالله صالح أولا، وقطع أية صلة له متبقية بدار الرئاسة او القصر الجمهوري وبرئاسة الجمهورية عموما، لأنه إلى هذه اللحظات اعتقد انه واسرته لم يستوعبوا انه بعد 33 عاما في اعلى قمة الهرم فجأة يقال له انتهى دورك، أفسح المجال لغيرك، رغم إن هذا هو الأمر الطبيعي جدا، لكن الاستثناء هو الذي حكمنا طوال الفترة الماضية..

يجب ان نذهب للانتخابات لإعطاء شرعية دستورية لعبدربه منصور هادي لكي يحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية القادمة المحددة بسنتين وفق المبادرة الخليجية، لان الرئيس علي عبدالله صالح وأنصاره لازالوا الى اليوم يُدندنون حول الشرعية الدستورية والتي هي بيد صالح الى هذه اللحظات ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنزع منه إلا بانتخابات رئاسية اعتيادية او مبكرة، لان الاستفتاء كما يقول فقهاء القانون لاينزع شرعية عن الرئيس المنتخب على اعتبار أن الاستفتاء مرحلة متأخرة او اقل من الانتخابات، ولو كان العكس هو الحاصل لتم اعتماده، اي اذا كان الرئيس صالح مثلا رئيسا للجمهورية وفق استفتاء كما هو حاصل الان في جنوب السودان (الدولة الوليدة) فان الانتخابات القادمة تطغى وتنتزع الشرعية مباشرة منه، دون استئذانه او تقديم مبادرات او حلول سياسية لانه رئيس وفق استفتاء وليس انتخاب.

بقي صنفٌ من الناس يقولون ان عبدربه منصور هادي كان خلال الفترة الماضية نائبا لصالح ومشارك في كل السياسات التي أوصلتنا الى الحالة المزرية التي نحن فيها اليوم، وبالتالي فإنهم يرفضون انتخابه، وهؤلاء نقول لهم ان اليمن تمر بمنعطف استثنائي ولا تعيش حياة عادية وظروفها صعبة والحل السياسي هو الذي ارتضاه اليمنيون للخروج بالبلاد مما هي فيه، وبناء اليمن الجديد الآمن المستقر يحتم علينا تغليب العقل على المنطق او المفروض، ولايمكن وضع لبنة واحدة في مدماك اليمن الجديد إلا بخطوات صحيحة ودستورية حتى يكون البناء صحيحا وقويا، أهمها البنية التشريعية السليمة، والوضع القانوني والدستوري للقادة الجدد للنظام الجديد لكي يتاح لهم التغيير والعمل وفق رؤاهم الجديدة التي خرج الشعب وانتفض من اجلها، وبالتالي فان حكومة الوفاق الوطني وعبدربه منصور وكل المسؤولين الذين نرى انهم ربما يستطيعون تقديم شيء في الايام القادمة لايمكن لهم ان يتحركوا دستوريا إلا بعد الانتخابات الرئاسية التي تنزع الشرعية عن النظام السابق وتأتي بشرعية جديدة توافقية متجانسة ويبدأ العمل خلال الفترة التمهيدية او الانتقالية ببعض القرارات الإصلاحية (الصفة وليس تجمع الإصلاح) الخاصة والموجهة ضد الفساد والإفساد ومكافحة الرشوة والابتزاز وإصلاح القضاء والتعليم والصحة والكهرباء والماء وبقية الخدمات التي تلامس هموم المواطن المسكين، كل هذه الامور لن تصلح الا بعد ان يكتسب الحاكم القادم شرعية دستورية قانونية يستطيع من خلالها حكم البلاد وإصدار القرارات والتوجيهات والأوامر وتحريك الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية لضبط البلاد ووضع الأمور في نصابها الصحيح..

* رسائل هامة

إلى الحوثيين: لاتقبلوا أن تكونوا أداة بيد قوى دولية تحركها لضرب أخرى، او لنشر فكر مغاير لما هو موجود، ولو وافق هذا هواكم إلا أن الواقع يقول انه سيكلف كثيرا من الوقت والمال وربما الرجال والدماء، ولماذا كل هذا وماهو المقابل، اتقوا الله في اليمن وأبناء اليمن وعودوا الى رشدكم وانخرطوا في العملية السياسية وتصالحوا مع أنفسكم وأبناء جلدتكم وضعوا يدكم في يد بعض وابنوا اليمن الجديد.

انتم قوة لايستهان بها، سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية فلا تستنزفوا انفسكم في سبيل تطبيق رغبة واجندة خارجية..

إلى الرافضين الانتخابات: الرئيس صالح والمشير عبدربه وال الاحمر وباسندوه وياسين نعمان والانسي وكل قيادات العمل السياسي والعسكري كلهم معهم مخارج وترتيبات سياسية وعلاقات بشخصيات إقليمية ودولية كبيرة ستؤمن لهم ولعائلاتهم السكن والمعاش واللجوء وكل شيء اذا انفرط العقد لاسمح الله ودخلنا في حرب اهلية، ولن يتضرر إلا انا وانت، المساكين الذين ليس لنا ظهر ولامعرفة ولن ترحب بنا دولة ولا امير ولا رئيس، وستضيق علينا الدنيا بما رحبت، وبالتالي لابد أن نعمل على انجاح الحل السياسي ليستقر اليمن ونساهم في اعادة ترميم النفوس والبيوت والشوارع حتى نعود يمنيين كما وصفنا سيد الخلق "ارق افئدة والين قلوبا"..

إلى الرئيس صالح وأسرته وأنصاره: الله لطيف بعباده.. قدر ولطف.. ومن رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته.. والعاقل من اتعظ بغيره.. واللهم اجعل لي عبرة من غيري ولا تجعلني عبرة لغيري.. بعد الحل السياسي والانفراج الحاصل اعتقد انه من الأفضل أن تساهموا مساهمة فعالة في انجاز هذا الحل والوصول الى 21 فبراير، أما مايمارسه البعض منكم ومن المحسوبين عليكم فاني أخاف ان يصدق الحديث الشريف الذي يقول "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ إِنْفَاذَ قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ سَلَبَ ذَوِي الْعُقُولِ عُقُولَهُمْ، حَتَّى يَنْفُذَ فِيهِمْ قَضَاؤُهُ وَقَدَرُهُ"، ولااتمنى والله ان يكون مصير أحدكم كأبناء مبارك او أبناء القذافي او بشار الأسد الذي تضيق عليه الدنيا بما رحبت هذه الأيام.. احمدوا الله على ماوصلتم اليه واجعلوا شكره ان تحفظوا لليمنيين سكينتهم واستقرارهم وان تصلوا بهم إلى الانتخابات الرئاسية ويكفي إلى هنا، ورعى الله الجميل وأهله