آخر الاخبار

الدول التابعة لإيران تتصدر قائمة أكثر شعوب العالم بؤسا.. لبنان اولا وسوريا ثانيا واليمن رابعا .. تفاصيل إسرائيل تفرج عن مراسل قناة الجزيرة بعد 12 ساعة من الاعتقال قيادات وطنية وسياسية وإجتماعية في ضيافة عضو مجلس القيادة الرئاسي د عبدالله العليمي أجواء مشحونة بالتوتر تسود حي شميلة بصنعاء عقب مواجهات مسلحة بين مواطنين وميلشيا حوثية منعت صلاة التراويح وإعتقال مقربين من الشيخ صالح طعيمان تفاصيل لقاء السفير السعودي آل جابر بالرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن حريق مفاجئ يتسبب في مضاعفة معاناة النازحين في مخيم النصر بمأرب جراء التهام النيران كافة الممتلكات الخاصة ولاضحايا عاجل : 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع  المليشيات الحوثية في اليمن .. تفاصيل اليمن تسلم مسئولة أممية خطة للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة روبيمار الجيش السوداني يسحق هجوما مباغتا لقوات الدعم السريع من ثلاث محاور في الخرطوم عدن : تكريم 44 خريجًا من الحفاظ والحافظات لكتاب الله

المبادرة وبوصلة الثورة
بقلم/ د.صالح الحازبي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 21 يوماً
السبت 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:47 م

في أي مراحل الإبحار نحو هدف معين تمر حالات كثيرة تهتز فيها السفينة فتتأرجح بوصلة التوجيه ومالم يكن البحارة على دراية بكيفية اعادة البوصلة لتشير الى بر الأمان فان السفينة ستمضي في عباب المحيط تتقاذفها الأمواج حتى تغرق ويهلك كل من عليها. لقد مضت سفينة الثورة منذ بدايتها والبوصلة تشير بشكل واضح لهدف واحد وهو التغيير واختار بحارة الثورة طريق السلمية كوسيلة لإسقاط النظام وبناء لليمن الجديد.

الثورات السلمية تقوم علي مبدأ تفكيك أجزاء النظام وهدم الأعمدة التي يقوم عليها النظام واحدًا تلو الأخر حتى ينهار وهي عملية معقدة يعتبر الوقت أحد العوامل الفاعلة فيها و تبدأ هذه العملية بشكل بطئ ثم تتسارع عملية الانهيار للنظام حتى الوصول للانهيار التام. ومن هذا المنطلق فإنه لابد من إدراك أن طبيعة التغيير السلمي تحتاج الكثير من الوقت والصبر وخلال ذلك لابد من إبقاء العين علي هدف التغيير المنشود حتى لا تنحرف البوصلة نحو أهداف فرعية أو التيه وسط محاولات النظام الفكاك من المحاصرة. لقد سبب توقيع المبادرة الخليجية نوعاً من الإرتباك لدى كثير من الشباب في الساحات خوفاً من أن يروا الأمل الذي عاشوه خلال العشرة الأشهر الماضية يخبو أمام أعينهم وخشيةً من ضياع الحلم بيمن جديد تسوده العدالة والمساواة في إطار دولة مدنية حديثة. وجوهر التخوف هو بقاء النظام شريكاً في الحكم وموضوع الحصانات التي تمنحها المبادرة لعلي صالح. كل ذلك أحدث الكثير من البلبلة التي أفقدت البعض بوصلة التوجيه الصحيح نحو هدف التغيير وبناء النظام الجديد.

لقد اعتمد نظام علي صالح طوال فترة حكمه علي خمسة أعمدة رئيسية وهي القبيلة والجيش والمال وقناعة الداخل بعدم القدرة علي الوقوف أمامه ومن ثم بعد ذلك علي الإعتراف الخارجي بشرعية نظامه. وحين انطلقت الثورة السلمية وخلال التسعة الأشهر استطاعت أن تسلبه ركن القبيلة وجزء كبير من الجيش وسقطت شرعيته الداخلية بخروج الناس في كل المحافظات يطالبون بالتغيير لكنه نظامه الأعرج استطاع الإستمرار خلال هذه الفترة بفعل الشرعية الخارجية وخزينة الدولة والقوات الموالية له حتى وإن أصبحت سلطاته فعلياً محدودة جداً. وعلى ذلك يمكن اعتبار المبادرة الخليجية خطوة لهدم بقية أركان النظام وأهمها الإعتراف الخارجي فالعالم الخارجي هو الشاهد أن علي صالح لم يعد يملك أي صلاحيات وسيظل هكذا لمدة لا تتجاوز تسعين يوماً ومن ثم يخرج بشكل نهائي من المشهد السياسي. يفترض أيضاً أن تحقق عملية هدم بقية أعمدة النظام السابق مثل السيطرة علي القوات المسلحة و استخدام الخزينة العامة لتحقيق الأهداف الشخصية لعلي صالح وعائلته وتحييد الأجهزة الإعلامية.

يدرك الجميع أن المبادرة الخليجية لا تحقق عملية التغيير لكنها تزيل الإنسداد وتفتح مسارات التغيير السلمي وهو طريق طويل لكنه الأضمن على المدى الطويل والأقل تكلفة لأن البديل الآخر كان التغيير بالقوة و يدرك المراقب أن هناك من يدفع بهذا الاتجاه ليس حباً في البلاد ولا حرصاً على إتمام عملية التغيير بقدر ماهو لتحقيق مصالح مادية أو للتخلص من قوى منافسة أو على أقل تقدير إنهاكها خصوصاً والبلاد تشهد إعادة رسم خارطة لمراكز القوى والتأثير. إن مسار التغيير السلمي يتطلب مزيد من اليقظة والتركيز علي الهدف وإعاد ضبط البوصلة وترتيب الأهداف عند كل هزة قد تسبب الأرتباك. ومما لاشك فيه أن شعبنا اليمني العظيم قد إستطاع نزع كل الألغام التي زرعها النظام لإيقاف عملية التغيير وهو بالتأكيد قادر علي المضي نحو الهدف السامي وهو اليمن الجديد.