آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

سيطرة مشايخ القبائل عدو حقيقي لمستقبل اليمن
بقلم/ إبراهيم الشريف
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 29 يوماً
الجمعة 28 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:52 م

في الماضي كانت تعرف القبائل على مر التاريخ في مختلف البلدان العربية بكرمها وشهامتها وشجاعة رجالها الذي يتحلون بالأخلاق الرفيعة والتي تجعل منهم رموز للفخر والتباهي والدليل وجود بيوت شعر كبيرة في طربهم والتباهي بأخلاقهم ولكن للأسف مع مرور السنين ودخول الاستعمارات وتغيير نمط الحكم والتهجير أصبحت القبيلة أضعف إنسانية من ذي قبل فانتشر مبدا الانتقام والقتل وغيرها من الأفكار المغلوط فيها.

في يومنا هذا نشاهد هيمنه كيان القبيلة على سلطه الدولة التي لا تحمل مبادئ وأسس الدولة الصحيحة مما ساعد في خلق دولة القبيلة داخل دولة القانون كما يقال مما سبب في إعاقة حركة التطوير وتطبيق القانون كون القبيلة خارج نطاق القانون ولا يمكن المساس بأعضائها أو على الأقل مشايخها أياً كانت تصرفاتهم وتأثيرهم السلبي على المجتمع، ما يزيد الطين بله هو عدم إدراك القبائل رؤيا وتطلعات المجتمع المدني والحضري ومحاولة زج نمط حياتهم على حياة المدن وعدم السماح لأصحاب العقول النيرة من الاستفادة من المجال السياحي كحد أدنى في المناطق القبلية المشهورة بعبق التاريخ وتجسيد طابع الحياة اليمنية البسيطة.

والدليل على ذلك عدم حفاظ القبيلة على أمن السياحة والمرافق السياحية مما لعب بدورة في خلق سمعه غير مرغوب بها لليمن ولليمنيين أيضاً كون بعض القبائل أو أفراد القبائل يقومون باختطاف السياح أو قطع الطريق أو الاضرار بالمصالح الحكومية أو العامة بغرض الوصول لبعض أهدافهم من خلال الضغط على الحكومة وهذه عادة غير أخلاقية ولا تبت للقبيلة الأصيلة بأي انتماء وتظهر مدى أنانية بعض القبائل وأساليب ابتزازهم للدولة.

هنا تجدر الاشارة الى ما يقال أن الشيخ حميد الاحمر من انه اتخذ مواقف معارضة لنظام صالح منذ ما قبل العام 2008 وزاد عليها بعد هذا التاريخ بأن صرخ الى هبّة أو ثورة شعبية، وفي الوقت نفسه اجرى اتصالات مع اقطاب في المعارضة الجنوبية والتقى بعضهم في عواصم خليجية وقابل مسؤولين في السفارة الامريكية بصنعاء بهدف التنسيق معهم للإطاحة بحكم صالح، ولكن بعيدا عن فكرة الخروج على دولة الوحدة. مع العلم أن حميد الاحمر طلب مقعد الرئاسة ولكني أتسال هل يعقل أن يتبوأ الحكم من لم يعطي الحقوق الاساسية لموظفيه في شركات تتبعه وتعتبر ذات ثقل ضعيف في اليمن؟ وأنا على ثقه كاملة أن موظفيه أول من سيرفض انتخابه في حالت تقدمه للرئاسة بشكل فعلي مما يظهر سيطرة القبيلة وغرور التوريث السائد فيهم ورغبتهم في استمرار الحكم المتخلف الغير مبني على أسس صحيحة.

مع التطرق الى دور حميد في تعتيم وتشويه وتقليل تسليط الضوء على مجموعه من القضايا المنتشرة النطاق في اليمن والتي تم تهميشها من قبل قناة سهيل، القناة الوحيدة الداعمة للثورة والتابعة لحميد الاحمر ، فقناة سهيل تسير على سياسة حميد في التقليل من شأن الحمدي والحروب التي جرت في صعدة والدليل على ذلك عدم تسليط الضوء الكافي على القضيتين وعدم الاعتراف باسم الجمعتين التابعة لذكرى اغتيال الحمدي ورفع قضية صعدة وهذا كان جداً ملاحظ وإنما يدل على مجموعة خفايا سياسية منها مايقال تورط الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في قتل الحمدي وأيضا دور آل الاحمر في حرب صعدة وحوث.

خلال الآونة الاخيرة شاهدنا جميعاً الحرب الجرارة بين الشيخ / صادق الأحمر والقوات الحكومية والتي انخرطت فيها قبائل متعددة وقوات حكومية متعددة أيضاً في حرب غير مبررة داخل العاصمة صنعاء مما يظهر عدم اكتراث اي طرف من الأطراف لسلامه هذا الشعب الذي ذاق الويلات أو للمحافظة على المرافق العامة التي لا تتبع القوات العسكرية ولا المشايخ بل تتبع الشعب اليمني كونها مسخرة له بالإضافة الى ذلك كم من نفوس ازهقت وكم من أسر يتمت وكم من ممتلكات دمرت ونهبت وأكثر من ذلك هو مدى التأثير النفسي على أصحاب المنطقة كونهم تجرعوا ويلات الحروب وشردوا من بيوتهم كي يرضي البعض غرورهم.

لقد كان واضحنا من البداية أنها لم تكن حرب من أجل مبدئ كما يقول البعض الأحمر يدعم الثورة وكما يقول البعض انتقام الاحمر لقصف بيته وكما يقول البعض استعراض عضلات، يا أسفاه على المستوى الذي وصلنا إليه. من سيعوض المستضعفين ومن سيعيد الموتى ألا تكفي جبال اليمن وصحاريها أن تكون ملعب حرب دامية لكم كي نشاهد هذه الحرب أم أن دمانا حلالنا عليكم؟؟ ولماذا لم تستعرضوا عضلاتكم في الدفاع عن حقوق المظلومين في الجنوب أو في صعده أو في غيرها من المدن اليمنية؟؟ ولماذا لم تستخدموا قواتكم للضغط على الحكومة لتخلص من الفساد المنتشر انتشار السرطان في الجسم؟؟ ولماذا لم تطلبوا تحقيق حياة كريمة لليمنيين سابقاً؟؟ والآن فقط تدافعون عن كبريائكم الزائل بحجه دعم الثورة التي لم تطل منكم شيء ولن تطل!! كون مصالحكم دائما مقدمة على الجميع. أضف إلى ذلك أن قوات الأحمر اضعفت قوة وممتلكات الدولة اليمنية أياً كان حاكمها وهذا يدل على كبرى شوكت آل الاحمر على حساب اليمن ولكني أتوقع نشوب حرب جراره في المستقبل القريب بين الحوثيين وآل الأحمر لوضع النقاط على الحروف بعد التخلص من صالح ومعاونيه. 

لطالما شاهدة الرجال المسلحين لعائلة الاحمر مرافقين لهم بسياراتهم وأمام منازلهم طيلة حياتي والأن اتسأل لماذا كل هذه الحماية لماذا الخوف المنغرس ، الا تكفي حماية الخالق لعبادة؟؟ والا تكفي كجز دنيوي حماية الحكومة كجزء من نظام عالمي؟؟، أما أن هناك أسباب أبعد لهذا التجهيزات القبلية لحماية المشايخ اليمنيين؟؟ حتى وإن كانوا ضمن إطار الدولة!! كونهم يشغلوا وظائف حكومية مرموقة ولكن يبدو أنهم لم يعترفوا أبداً بالدولة أو أن الدولة غير قادرة على حماية مواطن مستضعف في اليمن في قبضة جهات حكومية ظالمة أو جهات قبلية مستبدة فكيفما حماية المستضعفين من اليمنيين في المملكة السعودية القريبة والجارة والتي لطالما بذل اليمنيين افضل ما لديهم وما زالوا لحفظ أمنها وسلامتها وتسيير امورها ولكن نشاهد ارتفاع جرائم انتهاك حقوق اليمنيين منتشرة هناك بشكل كبير دون اكتراث حكومي يمني على الاطلاق وهذا شيء معروف للجهات الامنية والقضائية والحكومية ومنتشر شعبياً. 

قادة المشايخ يتم دعمهم من جهات وحكومات خارجية لتطبيق مخططات خارجية تسعى وراء جر اليمن إلى حروب ونزعات وعدم استقرار اقتصادي وهذا ساعد في لعب دور في عدم انضمام اليمن لدول الخليج وأضر بالسياحة والاستثمار والتجارة في اليمن وما هو بعيد عن العين أنه ربما يكون سبب في اغتيال القائد الذي لم ولن تشهد اليمن مثله الشهيد الرمز / إبراهيم الحمدي الذي لم نكن من جيله ولكننا شهدنا منجزاته وتأثيره على مجتمعه حياً أو ميتاً فرحمته الله على من بكت عيوننا عليه ولم نعرفه ونسأل الله أن ينتقم من أعداء مجتمعنا سوء كانوا من الداخل أو الخارج كون اغتيال قائدنا الأزلي كان سبب في تدمير نهضة اليمن وتحقيق تطلعات شعبه كون الحكومة الحالية ول 34 سنه عجزت عجز كلي عن تحقيق أي انجاز يحسب لها بينما الحمدي عمل الكثير في أقل من 4 سنين ولكن تأثير إنجازاته وكلامته لا تزال تسمع وتلمس حتى يومنا هذا.

لم أراء أبداً مظلوم أنصف له عن طريق المحاكم ضد مشايخ القبائل حتى إن كانت القضية واضحه وذلك بسبب هيمنه القبيلة وسلطتها القوية مما نشر الفساد واخل النظام وزعزع الثقة بين الشعب والحاكم وبين المواطن والمواطن ودفع الكثيرين نحو التخلي عن مبدئ الوطنية كونه غير موجود بشكل ملموس. فعندما يعتدي شيخ أو أفراد قبيلة على مواطن عادي تدفن القضية ويقول المواطن أمري وخيرتي لله والله المنتقم الجبر اليوم أو غداً ولذلك نهبت الاراضي وانتهكت الاعراض وابيحت دماء المواطنين بدون أي حق.

في يومنا هذا نرى قبيلي مسلح ومدجج بالسلاح يجوب شوارع العاصمة دون خوف أو ردع له وينشر الرعب بين الناس ويدخل الأسواق التجارية الكبرى كظاهرة لم تكن موجودة من قبل ويفرض آرائه الغبية على الأخرين وينتقد ملابس البعض وأشكال البعض وتصرفات البعض وكلام البعض ويعمل على خلق إرهاب المسلح داخل مجتمع لا يؤمن بمبدئ السلاح والمشكلة هي عدم وعيه لما يدور حوله فمجر دخوله في أي خلاف أو رغبه في ازعاج فتاة أو شخص سيستعمل سلاحه دون وازع ديني أو أخلاقي وهذا شيء مرفوض على الإطلاق بين شريحة المجتمع المثقفة والمتعلمة والتي لا تقبل استخدام السلاح أو اللعب به كونهم يدركون مخاطرة ويسعون نحو وجود مجتمع مدني مسالم يحقق تطلعات الجميع ويسعى لخلق تكامل اجتماعي وتفاهم داخلي موسع.

في مرة من المرات تم توقيفي في نقطه تفتيش قبلية تخص بيت الاحمر داخل العاصمة صنعاء عند عودتي من السفر الى اليمن في منتصف الليل وسألني أحد الرجال المسلحين ماذا بحقيبتك فأجبته كامرة فاجبرني على النزول من التاكسي التابع للمطار وأشعرني أني أملك سلاح نووي واجتمعوا اصحاب العقول الفارغة كما أصفهم عليا وقرروا تفتيش حقائب سفري واللاب توب الخاص وكامرتي دون احترام للخصوصية وكوني يمني واظهرت لهم ان الصور التي بكامرتي تخص بلد اخر وهي صور سياحية ولكنهم لم يفهموا أن وجودي هناك لم يكن لسبب أمني أو صحفي أو ما شابه وإنما كنت عابر سبيل للصول لمنزلي الا بطلوع الروح رغم ان جوازي معي ومختوم عليه دخول البلد في بداية اليوم وكنت راكب تكسي من التكاسي التابعة للمطار ومعه بطاقة بذلك.

ومن وقتها ادركت أنه من الصعب التعامل معهم وأنه يجب التخلص منهم في أسرع وقت لتحقيق أهداف التنمية المرجوة في ضل المتغيرات الجارية في الساحة اليمنية. بالإضافة الى أنه خلال مهمات تصوير خاصة بي خلال مراحل الثورة تم الاعتداء علي وكسر الكامرة التي كنت اصور بها عن طريق رجال قبليين مسلحين أشك انهم يتبعون بيت الاحمر لكني اسال الله أن تكون العدالة فيهم من السماء عاجلاً أو أجلاً.

ما يثير للدهشة هي التوجيهات الحكومية والقبلية في احترام أصحاب الجنسيات الاخرى في اليمن مما زرع احترم الاخرين واحتقار اليمنيين فنلاحظ أصحاب العقول الفارغة "رجال القبائل المسلحة" يقدمون كل أيادي العون للصحفي الغير يمني أيا كانت جنسيته ويتعاملون معه بأفضل الأساليب ويقدمون كافة التسهيلات بينما يقدم في الاغلب العكس لليمني صحفي أو مواطن وهذا يعتبر مرض في إطار المصلحة فتوجهات شيخ القبيلة تعطي تعليمات بهذا الصياغ كون الاعتداء على الاجنبي سيخلق مشكله سياسية فعلية كون الحماية الدولية للمواطنين الدوليين خارج بلدانهم كبيرة وسلامة المواطن فوق أي اعتبر بالإضافة الى التغطية الاعلامية العالمية لأي حادث اعتداء لأي مواطن غربي في اليمن مما يخلق حاجز خوف للمسائلات القانونية للمشايخ عند السفر إلى الغرب وتوقيف أرصدة حساباتهم وما يترتب عليها من ملاحقات قانونية فعاراً عليكم أيها المشايخ كيف يتم معاملتنا كيمنيين بمنتهى السفالة وكيف يتم التعامل مع غير اليمني بمنتهى الذل.

عائلة الاحمر امتلكت القائد والأب عبدالله بن حسين الذي كان يتصف بالعقل والحكمة والطيبة ومواقفه معروفه للجميع كونه لم يستعرض عضلاته أو كبريائه كشيخ كبير ولكن للأسف لم يترك لنا من يشبهه ونلاحظ بعض الثوار يناشدون الشيخ صادق الذي تظهر من تصرفاته رغبته في حكم عائلته القبلي للأبد على مر تاريخ اليمن بالرغم أن لبيت الاحمر ذكريات لا تنسى في حرب صعدة وحوث وغيرها والتي يعتذرون في النهاية عنها في وقت يرفض فيه الاعتذار كون الحوثيين أصبحوا قوة ذات ثقل يحسب لهم ألف حساب ولكن لدى الثوار قناعة كاملة بأن وجود ثقل قبلي ضد تحقيق أحلامهم ولكنهم مطرين للتقرب منه في وقتنا الحالي كونه قوة ممكن أن تقف أمام التعسف الحكومي الجاير عليهم كونهم عزل السلاح والامكانيات والمادة.

كنت استغرب بقوة كون فكرة السلاح معروفة عالمياً عن اليمنيين وتمثيلنا في بعض الوسائل الاعلامية كقتله ومقاتلين واصحاب مؤنة سلاح كبيرة وكنت دائماً أنكر هذا الكلام وأقول ضجه إعلامية ولكني خلال الفترات السابقة من تواجد مسلحي القبيلة داخل مناطق مختلفة في العاصمة صنعاء وامتلاكهم لكمية سلاح كبيرة ومتعددة الانواع ومقاومة القبائل في أرحب وتسلح الكثيرين داخل المدن اليمنية عندما تم الاطلاق جواء لفرحهم بالأخبار الاتية من السعودية بخصوص الرئيس الذي استبد في اليمن ل34 سنه وما يزال يستبد كما يقال حتى وهو على فراش المرض، حينها ادركت اني من الأشخاص النادرين الذين لا يملكون سلاحاً في بيوتهم في اليمن "البلد المسلح أهلها ربما أكثر من تسليح جيشها".

تعتبر قوت القبائل اليمنية الاقوى بين العرب بشكل واضح خاصتاً في مجتمع يملك أكثر من 60 مليون قطعه سلاح كثاني اكبر دوله شعبها مسلح بعد الولايات المتحدة الامريكية التي جربت كافة الاساليب لنزع السلاح ولكن محاولتها باءت بالفشل ، أما بالنسبة للمجتمع اليمني فقد اصبح متعوداً على صوت الرصاص كصوت أي شيء اساسي في حياته نظراً للوضع السياسي المتردي في اليمن خلال الثمانية الاشهر الاخيرة ووضع الثورة وعدد الحروب والانتهاكات التي طالت الكبير والصغير في كافة المناطق. ما يثير للاسى هو إصابة حالات كبيرة بأمراض مزمنة نظراً للوضع النفسي المتأزم خلال الاشهر السابقة في ضل ضعف الخدمات الصحية المتوفرة. 

في ظل مجتمع يسود فيه الولاء القبلي قبل الوطني، فالقبيلة في اليمن الشمالي، بخاصة هي الوطن، وهي التي تحمي افرادها بسلاحها، وبهذا المعنى فهي دويلة مصغرة، الحل في أن تتحول مناطق القبائل الى فيدراليات تتحد في إطار الدولة اليمنية، وهذا لا يخرج عن الأسس القانونية لمبدأ الفيدرالية، فالقبائل تتمتع بكيانات مستقلة عن الدولة، ولديها هيئات أركانها العسكرية غير المعلنة، ومخزون سلاحها الذي لا يقتصر على المسدسات والبنادق، وانما يشمل قواعد اطلاق الصواريخ والراجمات والمدافع وما شابه ذلك. حيث تتمسك القبائل بخصوصيات استقلالية وسيادية تدافع عنها بكل ما تمتلكه من أسلحة وقيم حربية، ورجال مدربة، وموارد مالية، فضلاً عما تحظى به من مركز قبلي عام يؤهلها للدخول في صداقات وأحلاف مع غيرها من قبائل الجوار؛ وهو الأمر الذي لم يكن بوسع أية قوة سياسية تتولي حكم اليمن تجاهله أو التقليل من خطورته على مستقبل الدولة.

تتكون القبائل اليمنية من فروع متعددة حيث تبلغ نسبة القبائل لعدد السكان في اليمن ما بين 80-85%. وتقدر إحدى الإحصائيات عدد القبائل اليمنية بـ (200) قبيلة، وتوزعها تشطيرا فتحدد عدد قبائل الشطر الشمالي سابقا بـ ( 168) قبيلة، منها (141) تقطن المناطق الجبلية، و (27) قبيلة في مناطق تهامة الساحلية أما قبائل الشطر الجنوبي سابقا فتم تقديرها بـ ( 25) قبيلة حيث تعرف المناطق بأسماء القبائل في أغلب الاحيان.

حيث تعد حضرموت منبعا أصيلا للرجال وهي موطن القبائل العربية التي ذاع صيتها وشاركت قديما في التاريخ ، وتعتبر حاشد و بكيل و العوالق من حمير و خولان في المرتبة الاولى في كثرة الحروب بل ان 80% من حروب القبائل اليمنية هي في هذه الاربع القبائل فقط. أما شبوة و الجوف و مارب و صعدة - فهم بدو اليمن و تعدادهم مليون و نصف و هم متعودين على الحرب دائما كم شهدنا دخول الحوثيين من صعدة المحادة للسعودية وتسببهم في نزوح كمية كبيرة من القرى السعودية الممتدة على الحدود السعودية اليمنية بعد سماح المملكة لقوات يمنية بالدخول من حدود السعودية لمحاربة الحوثيين.

يعتبر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح جزء من قبيلة سنحان من حاشد وهو أول رئيس للجمهورية من ابناء الفلاحين الذي لم يأت بانقلاب كما يقال بل بطريقة شرعية بعد اغتيال الحمدي ويليه الغشمي الصديقان المقربان لصالح والذي تثار الاشاعات "تصريحات أخو الحمدي" أن اغتيال الحمدي كان على يد صالح حيث تم اغتيال ثلاثة رؤساء خلال ثمانية أشهر.

تاريخيا كان للقبائل دورا في قوة اليمن والعرب عندما اجتاح الفرس اليمن ذهبت بعض القبائل ليثرب و جنوب العراق ودمشق حيث استفاد رسول الله عليه وعلى آلة السلام من وجودهم في يثرب وفي العراق حيث ساعدوا القبائل العربية الحجازية والعراقية في معركة القادسية واليرموك وانهوا الوجود البيزنطي والفارسي وشكلوا القوة الرئيسية التي وصلت جبال البرانس في اوروبا وفي شمال افريقيا. 

وعندما اندلع القتال بين الامام علي ومعاوية ازرت قبائل (حاشد وبكيل) الامام علي كرم الله وجهه، وحسن هذا من علاقتهم مع العباسيين وفي اليمن شوافع وزيدية، والزيدية كما يظهر من اسمها ينتمون بالنسب إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والزيدية إحدى فرق الشيعة تنسب إلى زيد بن علي ابن الحسين بن علي ابن أبي طالب وربما مؤزرة قبال اليمن للإمام علي كرم الله وجهه سبب في وجود النسبة الكبيرة من الهاشميين في اليمن.

وتعتبر أقوى القبائل في شمال اليمن فهي قبائل محاربة وفيها الزعامة وراثية وتوجد فيها الزيدية بكثرة غالبة بتعدد قبائلها ومن أقواها اتحاد قبائل:-

1- حاشد ومنها أسرة بيت الأحمر ومن أسرة بيت الأحمر عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله. 

2- بكيل وترأس الشيخ محمد أبو لحوم المجلس الموحد لقبائل بكيل اليمنية.

كما أود ذكر الدور الكبير للسعودية في تحريك القوى القبلية في اليمن لأسباب متقلبة ولتحقيق مصالح سعودية في اليمن حيث شكلت السعودية قديما ما عرف ب "اللجنة الخاصة" في عام 1962 برئاسة الأمير سلطان بن عبد العزيز وكان الغرض منها دعم مقاومة الملكيين للنظام الجمهوري الذي انتهى حكم أول رؤسائه المشير عبد الله السلال في العام 1967 بنفيه خارج البلاد، ولكن دون عودة الملكية. ويذكر ان هذه اللجنة مازالت قائمة، وتتنوع اهتماماتها ما بين دعم شيوخ قبائل معينين ورعايتهم، الى تمويل مشاريع كبيرة، وحل كبريات المشاكل في اليمن، وهي تتمتع بميزانية طائلة، هذا على اختلاف المصادر في تقييم عملها ومدى ضرورتها، وبصرف النظر عما يثار بشأنها من اعتراضات.

حيث يوجد علاقات حميمة وعلاقة نسب بين المملكة السعودية والشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد ومؤسس حزب التجمع اليمني للإصلاح في العام 1990، الذي عمل جاهدا لمساعدة علي عبد الله صالح في تبوأ مراكز متقدمة في الدولة، ثم إيصاله الى الرئاسة في سنة 1978 ، وظل الشيخ مواظبا على إسناد صالح، ولولاه لما ظل في الحكم طيلة هذه المدة. وبعد وفاته في سنة 2007 بويع ابنة صادق الاحمر لمشيخة حاشد، وكان قد عاهد أبيه على استمرار الولاء للرئيس، لكنه نكث بوعده بعدما شهد ثورة الشارع، فانحاز لها بنية تصدرها والمحافظة على مكانة مشيخته وامتيازاتها، لا حبا بالثوار أو اقتناعا بمطالبهم.

ولا ننسى أن القبيلة لعبت دوراُ في استقلال اليمن ومساهمتها في دور الثورة اليمنية، ولعبت أدواراً اقتصادية حافظت على استقراره الاجتماعي عند غياب الدولة المركزية، ومثلت دوراً مهمَّا في الحد من طغيان الدولة المركزية، ودكتاتورية الحكام المستبدين، وخلق التوازن. لكن يجب معرفة أن تمادي مشايخ القبائل في خوض نزاعات جانبية، والدخول في حروب متواصلة أضعفت الوضع الاقتصادي، وأنهكت القبائل، وفككت بعض التحالفات المهمة منها تملك بعض القبائل على الجرأة في عصيان الوالي التركي بعد طلب الامام يحيى الانضمام الى الخلافة العثمانية ان ذاك مع العلم أن الصراعات القبلية سهلت على العثمانيين احتلال اليمن، ومن قبلهم المماليك، كما أن معاهدات الصداقة والحماية التي أبرمتها العديد من قبائل الجنوب مع الإنجليز أطالت مدة احتلالهم لليمن، وإن القبائل التي أوقعت بالأتراك شر هزيمة في "شهارة" عام 1940 هي نفس الأيادي التي نهبت صنعاء عام 1948م، ولم تبق لأحد من أهلها ما يلتحف به أو يسد رمق أطفاله منه، وقتلت الكثيرين بوحشية.

أيضا كرست القبائل "العصبية العمياء، والثأر، والجهل ، والخرافة، والانغلاق على الذات، وعدم الاستفادة من تجارب الأمم والحضارات الأخرى، بل كانت في معظم الأحوال من أهم ما يعيق تقدم اليمن".

ويمكن القول إن صور الصراع بين القبيلة والدولة في اليمن هي تلك التي بدأت بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، حيث أن ملامح الدولة بمفهومها الحديث لم تظهر إلا بعد ذلك التاريخ.

ومع أن عهد الرئيس عبدالله السلال حصر اتجاهات الولاءات القبيلة في إطار ما كان قائماً من مواجهات مسلحة, إلا أن الأمر لم يكن كذلك في عهد القاضي عبدالرحمن الأرياني، إذ وجد المشايخ طريقهم إلى أروقة القرار السياسي للدولة ، وباتوا يشدون الخناق على برامجها السياسية، ويشكلون عبئاً مضنياً على ميزانية الدولة.

ولعل من أوضح الصور التي تكشف حجم نفوذ وتأثير القبائل في الدولة الواقعة التي اصطدم بها محسن العيني رئيس الوزراء آنذاك مع المشايخ؛ إذ أنه عندما وجد الدولة تشهر إفلاسها التام بادر في الثاني من فبراير 1971م إلى إصدار قرار يلغي موازنات القبائل والصروف والمرتبات، لكنه لم يصمد بعد ذلك بمركزه طويلاً، حيث أن ردود الأفعال الحادة التي ترتبت على قراره دفعته في الثالث والعشرين من نفس الشهر والعام إلى تقديم استقالته أي أن الدولة تنازلت عن إرادتها السياسية لصالح مصالح القبائل المحدودة! واصبحت القبيلة في تلك الفترة من أكبر هموم اليمن، وأن تعاظم نفوذ التيار القبلي في السلطة في عهد القاضي الأرياني في مقدمة أسباب الانقلاب على حكمه.

 وعندما حاول المقدم إبراهيم الحمدي الاستفادة من درس سلفه ارتكب خطأً آخر فقد أقدم الحمدي على تحرير دولته من نفوذ القبائل من خلال إبعاد عدد من الأقطاب القبلية، التي كانت تتولى مناصباً قيادية في الجيش وبعض مراكز صنع القرار السياسي، فكان أن فتح على نفسه جبهة قوية ما لبثت أن تآمرت عليه، وضربت مشروعه الحديث.

أن الرئيس المنتهية ولايته "صالح" تمكن من ابعاد قادة القبائل عن موقع القرار، وتجنب سياسة الصدام كما عمل الحمدي، وعمل على تحجيمها، ولكن بأكثر دهاء، واعتمد سياسة الحوار معها والمصالح، وفتح لها أبواب الأعمال والاستثمارات لينشغلوا بها بعيداً عن العمل السياسي.

وفي الآونة الاخيرة وفي ظل الظروف المأساوية التي تعصف بالبلاد تنادت قبائل مأرب والجوف والحيمتين وبني مطر وقبائل تعز وأبين من أجل حماية المعتصمين، ومرافقة المظاهرات الشعبية ومنع الاعتداء عليها، على غرار ما حدث للمتظاهرين السلميين في ساحات مطالبة بالحرية في كافة المدن اليمنية بعد نزيف المتظاهرين بالساحات.

رسالة أريد توجيهها إلى كافة القوى القبلية التي لا نفتخر بها ألزموا قوانين القبيلة الأصيلة وضعوا مصلحه شعب عانا وما يزال يعاني الكثير أو اذهبوا الى مزبلة التاريخ كونكم غيرتهم معنى كلمة قبيلة الى دولة همجية وشيخ إلى قاتل وقبيلي إلى متخلف وإن لم تفعلوا فاعلموا أنه سيأتي اليوم الذي لا محالة آتٍ وحينها سيكون الثمن غالي فهناك في المجتمع ملايين المواطنين الذي يحملون فكرة الحمدي في تطهير اليمن من القوى القبلية التخريبية والطبقات الاجتماعية الخالية وسنرسم الخطوط العريضة لليمن السعيدة ونصنع يمننا بأيدي محبي هذه البلد لأنكم أثبتم عدم حبكم لهذا الوطن والله يمهـــــــــــــــل ولا يهمل.