آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

يقظة الضمير المنافق
بقلم/ محمد الشحري
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 8 أيام
الأحد 18 سبتمبر-أيلول 2011 07:07 م

سقط العقيد القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 41 سنة، بعد تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقطر والإمارات والأردن لصالح الثوار الذين أطلق عليهم البعض (ثوار الناتو)، ويبدو أن القذافي كان يعيش في خيمة من الأوهام وأحلام اليقظة، ويرتدي تأيدا زائف كتلك الثياب التي يلبسها، وكان يظن أنه محبوب الجماهير، وصدق أن الشعب الليبي سيدافع عنه حتى الرمق الأخير، مع أن العقيد بذّر وبدد الأموال الليبية في الاتجاهات الأربعة، داعما للثورات يوما ويوما آخر للملوك، ولم يتعلم الأخ العقيد من أخطائه ولم يكتسب عظة وعبرة من تاريخه المليء بالهزائم والانتكاسات والانكسارات، فمن يقدر أن يتناسى اللحظة التي تخلى فيها القذافي عن برنامجه النووي؟، إذ تنازل العقيد عن طموحه النووي الذي كلف ليبيا عشرات المليارات بعد القبض على الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين، ومع ذلك لسنا هنا بصدد محاسبة الرجل على أخطائه ولا يمكن لنا أن نتشفى من الرجل الذي فقد الأصدقاء باستثناء القادة اليساريين في أمريكا اللاتينية، الذين لا يخفون ترحيبهم بالأخ القائد وعائلته، وهذه حسنة تُكتب للقادة اليساريين اللاتينيين، على عكس بعض الرؤساء العرب وبعض الأوربيين الذين تنكروا جملة وتفصيلا لعلاقتهم بالقذافي، وهم الذين كانوا يجالسونه في خيامه ويشاركونه في عائدات النفط الليبي، والبعض منهم وصل إلى الحكم مثل ساركوزي بدعم سخي من ملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب وإمام المسلمين وقائد ثورة الفاتح من سبتمبر وألقاب أخرى نسيتها الآن، لكنهم قلبوا له ظهر المجن كما تقول العرب، لأن المصلحة انتهت وانقضت أيام العسل والبترول.

إن يقظة الضمير المنافق لدى العديد من أصدقاء القذافي الذين كالوا للرجل التهم وناصبوه العداء الآن سواء من مراكزهم الوظيفية أو من خلال أنظمتهم السياسية، لا يمكن فهمها ولا تصديقها، فعلى سبيل المثال اشتغل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في وظيفة مستشار مالي لدى العائلة القذافية بعد خروجه من الحكم، بل يقال أن بلير هو من أللبس القذافي ثوب البراءة وقدمه حملا وديعا إلى أوروبا بعدما دفع مليارات الدولارات كتعويضات لضحايا لوكربي، توني بلير الذي ساهم في تدمير العراق لم يعارض تدخل بلاده في حربها على القذافي، ولا نستبعد أن نرى بلير مستشارا لدى المجلس الانتقالي الليبي، أما رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني الذي فتح بعض المؤسسات الحكومية الايطالية للقذافي لكي يوزع المصحف الشريف والحجاب الأبيض على الفتيات الايطاليات ليهديهن إلى الإسلام، فلم يكف يده ولسانه عن صديقه القديم، بل ساعد على تضييق الخناق عليه، وهو- أي القذافي- الذي أقترح أن يوضع على غلاف جواز السفر الليبي صورة برلسكوني وأخرى للعقيد.

 أقول أن يقظة الضمير تلك التي أتت متأخرة ما هي إلا مشاعر كاذبة وخادعة بل وفاضحة لأصحابها ولم تعد تنطلي على أحد، ومن كان صادقا من هؤلاء ويشعر بالفعل بتأنيب الضمير فعليه أن يعيد للشعب الليبي ماله ويعتذر عن المشاركة في سرقة ثرواته، ولكن لا أظن أن أحد من هؤلاء يمتلك الشجاعة للاعتذار فما بالك بإعادة الملايين من الدولارات واليوريات إلى خزينة ليبيا.

إنني أستغرب من بعض القادة العرب الذين يذمون النظام الليبي ويشاركون بسكاكينهم في تقطيع لحم العقيد الهارب، بل ويهنئون للشعب الليبي الجريح من الطرفين من قصف الناتو ومن كتائب النظام السابق، تحرره من ظلم وجبروت القذافي وأبنائه، فأين كان هذا الحس الإنساني قبل السابع عشر من فبراير؟!، وأين كان ضميرهم حينما ينزلون بمطار طرابلس ويرون بأم أعينهم الحالة الرثة التي تعيشها ليبيا؟، هل هذه هي السياسة التي يتحدثون عنها؟!، إذا كان الأمر كذلك فإنني أجد تناقضا كبيرا بين مكارم الأخلاق ودهاليز السياسة، لأنني لا أستوعب تقلب الضمائر وتبدل الأفئدة وامتهان الكرامة الإنسانية لأجل المصلحة.